بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في منزل كتابه العزيز"يأيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا إن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين0" صدق الله العظيم
الإشاعة ظاهرة موجودة منذ إن خلق الله الإنسان, وقد ذُكر ذلك في القران الكريم من خلال قصص الأنبياء عليهم السلام, فنجد أن نوح عليه السلام أشيع عنه أنه ضال (إنا لنراك في ضلال مبين), ثم موسى عليه السلام اشاعواعنه انه ساحر ( إن هذا لساحر عظيم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون), كذلك في عهد رسولنا الكريم كانت إشاعة حادثة الإفك التي كادت أن تشطر المسلمين إلى نصفين0 والاشاعه عبارة عن معلومة مغلوطة, أو خبر كاذب تنتشر عن طريق شخص, أواحد وسائل الإعلام لخلق البلبلة وعدم الاستقرار في المجتمعات التي تعانى شعوبها من ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية سيئة, أو ضعف في وعيها السياسي والثقافي, أو فلتان امني, وهى نوعاً من الحرب النفسية، وتعتبر من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات وتماسكها, لذلك فهي تهم دول العالم كله بشكل عام ومجتمعنا الفلسطيني بشكل خاص نظرا لصعوبة ظروفه المختلفة, بالاضافه لوجود الانقسام, ووقوعه تحت الاحتلال الذي يواصل بث الإشاعات في صفوف الشعب بهدف خلق المشاكل وضرب جبهته الداخلية, وتلعب الاشاعه دورا كبيرا في مجتمعنا الفلسطيني, وكانت احد أسباب الفتنة ألداخليه التى أدت إلى الفوضى للنيل من عزيمته وتماسكه ، وتدمير اقتصاده الوطني , والإساءة إلى الشخصيات الوطنية الشريفة0 ولعل الدور الذي يلعبه الإعلام الاسرائيلى خير دليل على ذلك, ولكن الأخطر منه الإشاعات التي يروجها بعض الفلسطينيين, والتي تزيد من حدة التوتر بين صفوف الشعب, حيث تكثر الإشاعات في مجتمعنا الفلسطيني هذه الأيام فلا يكاد يمر يوما إلا ونسمع إشاعة هنا أو إشاعة هناك, إما عن القيادات الفلسطينية والشخصيات الوطنية الشريفة, اوالاجتياحات الاسرائليه, أو المصالحة, أو فتح سفارة مصريه في غزة, أو الإساءة إلى ثورة 15 آذار وشبابها, أو الحرب على غزة, أو تفريعات 2005, أو زيارة أبو مازن لغزة وغيرها, وجميعها تروج بوسائل مختلفة إما عن طريق الطابور الخامس, أو الإعلام المغرض, أو المعارضين للحكومة,وجميعها لإثارة الفزع والبلبلة وإشاعة الفوضى لهز الجبهة الداخلية, ويساعدهم على ذلك قلة المعلومات الصحيحة لدى المواطن من قبل المسئولين مما يدفع به إلى الشك بكل شئ, بالاضافه إلى فقدان المصداقية والموضوعية لوسائل الإعلامية الرسمية والحزبية التي تعمل على بث الإشاعات والتضليل0 ويلجأ العدو إلى هذه الحرب لدرايته بخطورتها على المجتمع حيث تلعب دورا فى بث الفرقة في صفوف المواطنين, وخلق الفتنه والفوضى ، وتدمير النسيج الاجتماعي ، وهدر التضامن والتكافل الاجتماعي, والتأثير على المواطنين وتحطيم روحهم المعنوية, وإنهاء مسيرة الكثير من العظماء والشرفاء، وهدم الأسر, وانحدار القيم المجتمعية, وعدم الثقة بين ابناء الشعب الواحد, وبين الشعب وقياداته0 لقد أصبحت الإشاعة فتنة ودمار على مجتمعنا الفلسطينى الذي أصبحت ساحته مسرحا للإشاعات, ولعل ما نشهده اليوم من تفكك ومشاكل اجتماعيه وانحدار فى عاداتنا وتقاليدنا والجري وراء المصلحة الشخصية لهو دليل واضح على هذا الأمر الذي يتطلب القضاء على هذه الآفة, لأننا نعيش اليوم في زمن يكثر فيه ترويج الإشاعة من قبل مجموعات لايهمها استقرار الوطن ولا المواطن, وتتلقى تعليماتها من الخارج, لذلك يجب أن نكون حذرين من تصديقها أو نشرها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع", لهذا يجب التصدي لمثل هذه الإشاعات ليتم القضاء عليها, وهذا يتطلب أن يكون هناك وعى وفهم كامل لفكر أصحاب الاشاعه وأهدافهم, وتوضيح الحقيقة للشعب من خلال تزويد المواطن بالمعلومات الصحيحة, وعدم التضارب في تصريحات المسئولين, ومحاسبة الفاسدين من خلال إعلام مهني صادق, يلعب دورا أساسيا في أوساط الجماهير بزيادة وعيهم وتنويرهم, وليس بنشر الفضائح, وبث روح الفرقة, وتزييف الحقيقة, وإظهار الحق باطل والباطل حق, ويجب أن تكون هناك قوانين صارمة لمحاسبة هذه الفئات والشخصيات من مطلقي الإشاعات والأكاذيب الاعلاميه, التي تشكل قمة ألانتهازيه والكذب لتحقيق مصالح شخصيه أو حزبيه, اوخدمة أجندات خارجية, أو خدمة العدو الصهيوني, متناسين قضيتهم ووطنهم ومصالح شعبهم واستقراره0 إن هذه الفئات والتي تعرف بالطابور الخامس, أصبحت موجودة بكثرة في مجتمعنا لكثرة ما نسمع من إشاعات وأكاذيب, تطلقها للنيل من هذا الوطن وشرفائه, لذلك آن الأوان للوقوف بحزم في وجه هذه الثلة التي تقف في وجه بناء الوطن وتقدمه, وتعمل على خدمة العدو الصهيونى سواء عن قصد أو غير قصد0
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية