استكمالاً لمتابعتنا لتجربة "الشركة السورية القابضة" (SPC)، نسلط الضوء في هذا الجزء على سلسلة التغييرات الإدارية الأخيرة التي أُجريت مؤخراً تحت إشراف السيد يوسف قبلاوي، والتي تستحق التوقف عندها وتحليل دلالاتها.
أبرز التغييرات الإدارية:
- تعيين السيد وليد يوسف في منصب نائب الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، وهو من ذوي الخبرات الفنية القديمة.
- تعيين السيد خالد العليج مديراً لمديرية العقود.
- تعيين المهندس رياض جوباسي مديراً عاماً للشركة السورية للنفط.
- إعفاء الشيخ أبو عمار من منصب مسؤول المراسلات والديوان في الإدارة العامة للنفط.
- تداول أنباء حول إعفاء ماجد الحديد (المعروف بالشيخ حبيب) من منصبه، وتكليفه بمنصب يتناسب مع مؤهلاته العلمية (شهادة البكالوريا)، علماً أنه كان له دور بارز في قوائم الفصل التي طالت العديد من الموظفين سابقاً.
- تداول معلومات عن تغيير السيد أبو تميم المسؤول المالي في الإدارة العامة للنفط لضعف كفاءته.
تحليل التغييرات الإدارية:
هذه التغييرات تثير عدة ملاحظات مهمة:
1. مفارقة التعيينات بين الخبرة الفنية والانتماء السياسي:
بينما نثمّن الاستفادة من الكفاءات الفنية، إلا أن تعيين شخصيات مثل السيد خالد العليج - الذي شغل سابقاً منصب معاون وزير النفط في نظام الأسد حتى العام 2018 م - في مناصب إدارية يثير إشكالية كبيرة.
فالنظام السابق كان يشترط الولاء السياسي والحزبي للمناصب الإدارية، مما أدى إلى تهميش العديد من الكفاءات الحقيقية.
مع العلم أنه تم إعادة السيد خالد العليج وفق عقد كونه خرج من الخدمة عند وصوله لسن التقاعد.
2. التوازن بين الخبرة والثقة:
السيد وليد يوسف، رغم كفاءته الفنية، إلا أن عمله السابق في شركة المهام التابعة لـ القاطرجي إلى ما قبل سقوط النظام يضفي على تعيينه بُعداً آخر.
بالنهاية ليس المطلوب المفاضلة بين شخص بدون خبرة فنية كالشيوخ وآخر منتمٍ للنظام السابق وذو كفاءة فنية، بل إيجاد نموذج متوازن والبحث عن كفاءات مهمشة.
3. المشكلة الجوهرية:
التعاقد مع أشخاص عملوا سابقاً في مناصب سياسية وإدارية مهمة في النظام السابق، مثل السيد خالد العليج، يخلق إشكالية جديدة في هوية الشركة ومسارها.
رؤية مقترحة:
نؤكد أن المطلوب هو الاستفادة من الخبرات الفنية دون منحها بالضرورة مناصب إدارية قيادية. يمكن لهذه الكفاءات أن تكون مستشارين وفنيين متخصصين، مع الاحتفاظ بالقيادة الإدارية لكفاءات جديدة تحمل رؤى متجددة وتتمتع بالاستقلالية.
خلفية مؤلمة تتكرر:
يجدر التذكير بأن العديد من المهندسين والكوادر السورية المؤهلة قد خسروا فرصتهم مرتين:
- مرة في عهد النظام السابق بسبب المحاصصات السياسية والولاءات الحزبية.
- ومرة أخرى بعد التغييرات الأخيرة.
ندعو إلى بناء نظام مؤسسي حقيقي يعتمد على الكفاءة والشفافية، بعيداً عن إعادة إنتاج نمط المحسوبيات والولاءات بمسميات جديدة.
زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية