أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تفتح الملف: موجة انشقاقات عربية تهز "قسد".. من المال إلى الكرامة

المنشقون عن "قسد" يواجهون تحديات حقيقية - جيتي

تواصلت الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وسط تصاعد الانتهاكات التي تمارسها هذه القوات في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا. 

معلومات حصلت عليها "زمان الوصل" من مصادر ميدانية ومن 6 منشقين، تكشف عن تصاعد الظاهرة بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً مع تغير مزاج الشارع العربي في الرقة والحسكة ودير الزور. 

من الترغيب إلى الترهيب
كان المال هو المحرك الأساسي لانضمام العديد من المقاتلين العرب إلى "قسد"، خصوصاً في ظل تدهور الأوضاع المعيشية. إلا أن هذا الدافع لم يعد كافياً بعد أن واجه هؤلاء واقعاً مليئاً بالتمييز والتهميش والتجاوزات الأمنية. 

أحد المنشقين تحدث لـ "زمان الوصل" عن حادثة صادرت فيها "قسد" قطعة أرض تعود لعائلته في ريف الرقة، وأجبر الورثة على التوقيع على تنازل قسري لبناء مقر أمني كتب فيه "تبرع"!. هذه الحادثة لم تكن استثناء، بل جزء من سياسة ممنهجة لمصادرة ممتلكات العرب، بحسب شهادات متقاطعة. 

تكرار تجربة الأسد
مقاتلون آخرون أكدوا أن مشاركتهم في "قسد" أصبحت عبئاً أخلاقياً، بعد أن شعروا بأنهم يُستخدمون في معركة ضد "الجيش العربي السوري" - على حد وصفهم - بينما لا تزال قيادات "قسد" تتعامل معهم كعناصر من الدرجة الثانية. 

وقال أحد المنشقين إن قادة "قسد" لا يترددون في اتهام أي شاب عربي بأنه "داعشي" أو "متأثر بالتنظيم"، لمجرد مخالفة أو اشتباه. 

وأضاف: "الأساليب ذاتها التي كنا نثور ضدها لدى النظام، نجدها الآن داخل قسد: اعتقال، تعذيب، مصادرة، استعلاء قومي". 





فيديو يفضح هشاشة القناعة
مصدر مطلع زوّد "زمان الوصل" بمقطع فيديو يظهر مقاتلاً عربياً أثناء تجنيده في صفوف "قسد"، بدا فيه مرتبكاً، خائفاً، بلا قناعة ظاهرة. 

ويثير الفيديو تساؤلات حقيقية حول مدى إيمان هؤلاء المقاتلين بـ"المشروع السياسي" الذي تتبناه "قسد"، وحول طبيعة العلاقة بينهم وبين القيادة الكردية المتنفذة داخل القوات. 

مابعد أول رصاصة
يشير أحد المنشقين إلى أن القيادات الكردية في "قسد" تعي تماماً أن اندلاع أي مواجهة عسكرية مع قوات الدولة السورية قد يؤدي إلى انشقاقات جماعية. "هناك وحدات عربية كاملة جاهزة للانقلاب بعد أول طلقة"، حسب تعبيره. 

ماذا بعد الانشقاق؟
المنشقون عن "قسد" يواجهون تحديات حقيقية: الملاحقة الأمنية، فقدان مصدر الرزق، صعوبات الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية، بل وحتى خطر التصنيف كـ"خونة" من الطرفين. ومع ذلك، فإنهم يرون في هذه الخطوة طريقاً لاستعادة الكرامة، وربما بداية للانضمام إلى الجيش السوري. 

بين السطور..
- الانشقاقات العربية من "قسد" لم تعد حالات فردية معزولة، بل مؤشراً على تصدع داخلي يتوسع تدريجياً.
- التمييز العرقي والممارسات الأمنية القمعية تقوّض فرص أي مشروع مشترك بين المكونات السورية.
- ما يحدث في شرق سوريا اليوم هو إعادة إنتاج لمنطق الإقصاء، ولكن بوجوه جديدة.

زمان الوصل
(19)    هل أعجبتك المقالة (13)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي