أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صديقى الرومانتيكى ... شوقي حافظ

الفقر ـ مثل الفيل ـ صديقي كما يقول فيلم هندي، واحلام اليقظة المتطلعة للثراء السريع دفعتني للتفكير في تأسيس واشهار مركز لحقوق الانسان يتبنى قضايا لها علاقة مباشرة بسياسة دول الغرب الشرق اوسطية ، فوقتها ستنهال المعونات من هذه الدول لدعم الدور التنويري للمركز وسعيه لتأكيد قيم الليبرالية والديموقراطية وحقوق الانسان ، وحينها ربما اصبح ثريا واقتني سيارة دفع رباعي حمراء اللون ، قد تصبح ـ مع فلوسي ـ عامل إغراء وإغواء لبنت جميلة شابة فتوافق على الاقتران بي لنحارب الارهاب معا!.
فكرت في القضايا التي يمكن للمركز ان يتبنى اجراء بحوث حولها ، وتذكرت ان المراكز المماثلة في الغرب قد استغرقت وقتا وجهدا طويلا للبحث في ظاهرة اطلاق لحية فيديل كاسترو اوائل الستينيات : اسبابها ودوافعها وعدد شعيراتها والدلالات الرمزية الموحية لكثافتها و..وقررت ان يكون موضوع اول بحث حول خيمة الأخ العقيد معمر القذافي ملك ملوك افريقيا: دلالتها النفسية والاجتماعية والقومية مع الاستطراق لاسباب عدم دق اوتادها في قمة شرم الشيخ لدول عدم الانحياز..تلك التي استقطبت رؤساء (قبائل) متنافرة في توجهاتها ومنحازة في معظمها ـ بدرجة ما ـ للبيت الابيض!.
تصورت ان قمة بهذه الكيفية ادنى شأنا من ان تخطو داخل خيمة ملك الملوك ، ولهذا قررت تعديل مسار البحث الى سؤال الهوية ، الذي يطرح نفسه مع الخيمة و..ولكن الفقر ـ صديقي الرومانتيكي اللدود ـ انتزعني من احلام يقظة الثراء واقتلعني كأوتاد خيمة الملك من ارض الخيال الى تضاريس الواقع الناتئة في صياح زوجتي الآمر: عليك ارتداء ملابسك والتوجه فورا الى شركة الغاز لسداد الفواتير المتأخرة حتى لا تقوم بالغاء الاشتراك وقطع امدادات الغاز..اعتبارا من اليوم!.


جريدة الوطن العمانية

(117)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي