لأن لا شيء مجانا، والدول –كل الدول- لاتعامل الآخرين من منطلق "الجمعية الخيرية"، فقد كان لافتا إلى حد بعيد إقدام الصين على "إهداء" نظام بشار الأسد 100 حافلة، ما أثار التساؤلات عن الثمن الذي سدده النظام ليحصل على مثل هذه "الهدية"، وهو الذي "أهدى" الروس والإيرانيين وغيرهم من الأراضي والمنشآت والممتلكات "الوطنية" الكثير.
الحافلات الجديدة التي قدمتها الصين كـ"هدية" حرصت على دمغها بعبارة ظاهرة وكبيرة على هيكلها الخارجي، تقول "مساعدة الصين"، ربما لتذكر السوريين بأن النظام الذي يحكمهم لم يعد قادرا على تأمين أبسط المستلزمات لهم، بما في ذلك حافلة النقل.
المثير للانتباه في صفقة الحافلات أن هناك إصرارا على أن تكون حصرا من اللون الأخضر، وهو لون الحافلات القديمة التي ارتبطت في أذهان السوريين بمشاهد التشبيح والاعتقال والتعذيب، حيث اتخذها النظام طوال السنوات الماضية لنقل مرتزقته ومليشياته بين المدن والأحياء، واستخدمها لحشر المعتقلين بداخلها وهم في طريقهم نحو الفروع الأمنية والمعتقلات السرية، وكثيرا ما شهدت هذه الحافلات ضرب وتعذيب المعتقلين لدى نقلهم من مكان إلى آخر.
لكن المشهد الأكثر ارتباطا بالحافلات الخضراء، كان الترحيل والتهجير الذي بنى النظام وأعوانه فصوله على أسس طائفية، لم يعد يخجل الموالون من إظهارها علنا وهم يتغنون بـ"الباص الأخضر" بوصفه سلاحا فتاكا في وجه الثائرين ضد النظام.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية