بالأمس، خرج عن معادلة السوريين، قهر مهم بهزيمة تنظيم "داعش" بعد إعلان قوات سورية الديمقراطية "قسد"، القضاء على التنظيم "المادي" في منطقة شرقي الفرات، بعد معارك استمرت
لخمس سنوات، انتهت بـ"سحق داعش" الخميس في آخر معاقله "المعلنة" بمزارع قرية الباغوز في شرق ريف دير الزور السورية.
آثرنا وضع أقواس لبعض الكلمات للنطلق بأسئتنا مما بين القوسين.
تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" أولى الكلمات المقوسة، وهي ربما أكثر الأسئلة الجدلية، ليس كيف تكونت ومن ساهم بتقويتها وتصويرها كغول وقوة عظمى، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاءها لعشر سنوات لتهزمها- وهزمتها "قسد" في آخر معاركها خلال أشهر، بدأتها بسبتمبر/أيلول الفائت وأنهت مرحلتها الباغوزية خلال شهر- بل الأسئلة اليوم حول هزيمة هذا التنظيم "المادي" تتمحور حول من تبقى من خلاياه النائمة التي توزعت بعلم ورعاية نظام الأسد وآخرين، إلى مناطق داخل سوريا وخارجها.
وأما الأهم، فهو سؤال كيفية هزيمة التنظيم من عقول وقناعات من رأى فيه حلاً للخروج من مجتمعات الاستبداد والديكتاتورية، بعد أن تأكد، ربما الجميع، أن هزيمة التطرف لا تتم فقط عبر العنف وضرب النار بالعصي والنار، بل عبر مناهج التعليم أولاً وتحقيق العدالة والحريات، لئلا يجد أحداً، أن بالعنف والقوة، يمكنه أن يتحرر من جور الحكام وسطوتهم.
ولأننا بواقع "هزيمة داعش" نسأل، أين قادة داعش وأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي أولاً، وأين ممتلكات التنظيم ووثائقه، ولماذا يتم التستر والتعمية على هذه "الأكذوبة"؟
ومن الأسئلة المعلقة، حول جدلية، هل "الغاية تبرر الوسيلة" بعد ما رأيناه من تفحّم أجساد الأطفال والنساء، فبعد خروج نحو 20 ألفاً من آخر جيوب "داعش" بينهم مسلحون ومدنيون، مفضلين الاستسلام لـ"التحالف الدولي" عن الحرق تحت نيران الفوسفور وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً. إذ الحد الأدنى للقتلى، وفق التقديرات، يتراوح بين 400 و1000 مدني.
وأما آخر الأسئلة التي تولدت بعد إعلان المتحدث باسم "قسد" أمس، عن الانتصار وتحرير، والسيطرة على 62 ألف كم مربع من الأرض السورية، يقطن فيها خمسة ملايين مواطن، بل والدعوة للاعتراف بسلطة "قسد" على تلك الأرض وإلى انتخابات حرة في تلك المنطقة.
أهو اعتراف بدولة أو كنتون مستقل، بمعنى، هل انتظر السوريون الخلاص من "محتل" اسمه داعش، ساهم بقتل ثورتهم وتشويه صورتها وغايتها، ليقع بفخ سلخ قطعة من سوريا، وكأن بالفعل، من يسيطر على جزء من سوريا، يرفع علمه عليها.
نهاية القول: ليس من شك، أن مطالبة "قوات سوريا الديمقراطية" بخروج أي غريب عن سوريا، هو طموح ومطلب كل السوريين، ولكن ليس لتستبدل القوات الغريبة بأخرى تعتمد الاستقواء بمحتل وسياسة الأمر الواقع، فهذا سيبدل من وجوه "داعش" ويعيد سوريا لدوامة العنف، بل وعلى الأرجح، أن يفتح صراعاً قد لا ينتهي، إلا بتفيت سوريا الجميع التي للأكراد فيها حصة، كما لسواهم، ولكن ضمن دولة وليس مزارع وكنتونات ذات مرجعية قومية أو عرقية أو حتى دينية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية