نقلت صحيفة "الأيام" الموالية عن خبراء اقتصاديين أرقاماً فاضحة لما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية للسوريين في ظل حكم البعث، وامتهانه لكرامة السوريين وأدوات عيشهم البسيطة، والتي جعلت ما يقرب من 90% منهم يعيشون تحت خط الفقر.
وقدمت الصحيفة بتعربف عن العبودية العصرية على أنها: "عدم قدرة الأفراد على مواجهة العوامل التي تؤدي لتعرضهم للاستغلال مثل التهديدات، والعنف، والإكراه، والخداع، واستغلال الطاقات الجسدية، سواء بالعمل القسري أو بالزواج القسري"، وشككت في الأرقام والمقاييس المعتمدة لتصنيف هؤلاء العبيد.
أما عن الأرقام الفاضحة، فتورد الصحيفة رأياً للدكتور "سامر أبو عمار" الخبير الاقتصادي: "من الممكن القول إن 80% من السوريين اليوم يعانون من "العبودية العصرية"، سواء من ناحية استغلال النساء، أو استغلال العاملين، فالعمل قسراً، والاضطرار للعمل لساعات طويلة وأوقات متأخرة من اليوم. كله يدخل في سياق استغلال حاجة العامل لدخل إضافي ليستطيع تأمين حاجاته الأساسية).
ويرى أبو عمار أن مفهوم العبودية العصرية هو مفهوم حديث عالمياً، وأن ثلاثة أرباع العالم يعيشونها، وأن الرقم المعلن 40 مليون شخص هم فقط من يعيشون عبودية عصرية غير صحيح، والسبب حسب "أبو عمار": "أن الدساتير في ثلاثة أرباع دول العالم لاتزال دساتير متخلفة، وتتيح الاستغلال، إضافة إلى الدين والعادات والتقاليد التي تسمح أيضاً باستغلال المرأة، فهذه العوامل جميعها تمنع المرأة بشكل خاص من القدرة على حماية نفسها من أي استغلال من الممكن أن تتعرض له".
فيما ذهبت الباحثة الاجتماعية "حنان ديابي" إلى التأكيد على أن العبودية العصرية في سوريا تشير إلى أرقام أكبر مما ينشر، خاصة إذا ما قورنت بنسبة من يعيشون تحت خط الفقر: "آخر الدراسات كشفت أن 89% من السوريين تحت خط الفقر، ما يعني أن هناك مشكلة بالدخول والمصاريف، ما يجبر المواطن على العمل لساعات طويلة، وبالتالي يسهل استغلاله في العمل".
أما أكثر الفئات عرضة للعبودية العصرية فتقول ديابي: "النساء أكثر عرضة لهذا النوع من الاستغلال أو ما يسمى (العبودية العصرية)، لأن هناك عوامل متجذرة لها علاقة بالتعليم والمهارات والتدريب ومحو الأمية".
وفرضت الحرب التي ما زال يشنها النظام أنماطاً من الحياة والعلاقات الاجتماعية لم تكن معروفة في سوريا، وانتشرت الدعارة وعمالة الأطفال والتسول، ولا تكاد صحيفة محلية تخلو من أخبار الفظائع التي باتت ترتكبها قوات النظام والميليشيات الرديفة كما تسمى من تجارة ممنوعة كالجنس والمخدرات، وآخر هذه التقليعات هو تبادل الزواجات وشبكات الدعارة من أعلى هرم المجتمع إلى عوالمه السفلية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية