أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

‎"اللوكيميا" يهدد بنت "القصير".. لا الموت يأتيها ولا العلاج تدرك كلفته الجيوب

أم أحمد - زمان الوصل

هُم السوريون .. ‎ما أرخص دماءهم أمام آلة القتل والفتك العسكرية "الأسدية‎"، وما أغلاها في غرف إنعاش وعمليات بعض المشافي ‏اللبنانية. ‎

"خديجة محمود إدريس" (أم أحمد) لاجئة سورية قذفت بها ويلات الحرب إلى أحد مخيمات "طرابلس" ‏اللبنانية‎‏ بعدما خطفت منها زوجها وولدها في مدينتها المدمرة "القصير‎"‎‏.‏

الأربعينية السورية التي بدأت معاناتها مع مرض "سرطان الدم/ اللوكيميا" منذ بدايات عام 2017‏‎ ‎وصلت إلى مرحلة ‏تتمنى فيها الخلاص بالموت، بعدما أثقلت كاهلها تكاليف علاجها الباهظة التي أصبحت همَّا مضافاً لهموم والدتها ‏العجوز التي تعيش عندها‎‏.‏

طبيبها المعالج "ح خ" الذي تتحفظ "زمان الوصل" عن كشف اسمه الكامل نزولا عند رغبة المريضة قال لوالدتها ‏العجوز المرافقة لها أثناء إحدى زياراتها المتكررة لمشفى "القبة" في طرابلس‎ "ابنتك بحاجة إلى مئات آلاف الدولارات، شيليها من هون"، وذلك، حسب ما نقل مصدر مقرب من المريضة "خديجة" لـ"زمان الوصل".‏

وأضاف المصدر المقرب بأن "خديجة" بحاجة إلى 3 أكياس من الصفيحات الدموية كل 15 يوما وكلفة الكيس الواحد ‏‏400 دولار، كما أنها بحاجة إلى 10 وحدات "أكياس" من الدم الأحمر العادي، إضافة لأكياس الصفيحات الثلاث، وتبلغ ‏قيمة الكيس الواحد منه قرابة 100 دولار، كما أن على "خديجة" القيام بزيارتين إلى ثلاث زيارات في الشهر لمشفى " القبة" في "طرابلس"، وتبلغ تكلفة الزيارة الواحدة قرابة 600 دولار، وذلك ليتم تزويد جسدها بوحدات الصفيحات والدم التي ‏تشتريها المريضة على حسابها الخاص من خارج المشفى.‏ ‎اللوكيما" أو سرطان الدم الحاد كما يسميه الأطباء يتفاقم بسرعة كبيرة جداً، وقد يهدد الحياة لدرجة كبيرة، وفي هذا ‏النوع، كما أشار أطباؤها المعالجون يبدأ نخاع العظم بإنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة تسمى‎‎(blasts) ‎، والتي تدخل إلى مجرى الدم. ‏

هذه الخلايا غير الناضجة تعمل بسرعة على مزاحمة الخلايا الطبيعية في مجرى الدم ولا تقوم بوظيفتها في محاربة ‏العدوى أو إيقاف النزيف أو منح حدوث فقر الدم، ما يجعل الجسم ضعيفا جداً وغير محصن.‏

"خديجة" التي فقدت قسما كبيرا من وزنها بسبب ويلات السرطان المستوطن في دمها، كما فقدت الكثير من الشعر في ‏فروة رأسها بسبب جرعات العلاج الدورية‎، تقف اليوم عاجزة على مفرق طرق إحداهما يوصل للموت وآخر يوصل ‏للحياة وكلاهما بالنسبة للاجئة العاجزة الفقيرة عصي على المنال.‏

مساحة ضيقة من عذابات المرض تحاصر جسد اللاجئة المريضة وتحتجز ما تبقى من روحها النابضة بالألم ‏والوجع‎...‎على شفا أمل تعيش "خديجة‎ "‎علَّ أحدا من أصحاب القلوب البيضاء يتكفل بمصاريف علاجها أو تسعفها ‏الأقدار بجهة تكون‎ ‎شفيعا لها من هذا الألم الذي يقض مضاجعها مع كل شهيق يأخذه جسدها المريض المنهك.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(382)    هل أعجبتك المقالة (372)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي