إلى فترة قريبة، كان الكثير من المتابعين يخشون ألا يبقى من سوريا سوى الدراما التلفزيونية، مثلما لم يبق من لبنان في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، سوف فنانيه ومطربيه.. وأما وقد أعلنت الدراما السورية سقوطها هذا العام، فهو يعني أن النظام قرر أن يسقط معه كل شيء، وهو في العموم فأل خير على سوريا، لأن الدراما كانت وجهه الجميل وها هو يشوه وجهه بيديه.
إصرار النظام على أن يستخدم الدراما لتلميع صورته وتشويه صورة معارضيه، كانت من الأسباب المباشرة لخلو المحطات العربية من الأعمال الدرامية السورية في رمضان هذا العام، إلا من بعض الأعمال، التي ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة.. لكن النظام حاول أن يصور الأمر على أن ذلك جزء من المؤامرة الكونية التي تحاك ضده، بينما لم يطرح على نفسه السؤال التالي: ولماذا لم يتآمروا عليه درامياً خلال الأعوام الستة الماضية..؟
من خلال متابعة بسيطة لما يكتبه الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، حول ما يتم عرضه من أعمال سورية في رمضان، يدرك المرء أن السقوط من الداخل هذه المرة.. فلا المواضيع ولا الأبطال ولا الإخراج ولا التصوير، يرقى إلى مستوى الدراما السورية في السنوات السابقة، وبالذات قبل العام 2011، وهناك انطباع عام حتى الآن، بأن الممثلين السوريين ما عادوا مقنعين في أدائهم.. والسبب كما يرجعه هؤلاء الممثلون أنفسهم إلى الرقابة، التي تدخلت هذا العام في جميع النصوص وبالحرف، الأمر الذي أفقد الأعمال الدرامية جزءاً كبيراً من روحها، ومن عفويتها.
البعض يرى أنه من المبكر الحكم على الدراما السورية لرمضان 2018، فعدم عرضها على قنوات مهمة ليس مؤشراً حقيقياً على فشلها.. لكن الكثيرين يؤكدون بأن الدراما السورية أصبحت أمام منعطف خطير.. فإحجام القنوات الكبيرة عن عرضها، وبالذات بشكل حصري، يعني الخسارة ويعني أن الدراما سوف تلجأ إلى الممول الخارجي في السنوات القادمة.. وهذه السوق هي من ستحدد توجهاتها، ومواضيعها، بما فيها السياسية.
أحاديث لرمضان.. النظام يسقط الدراما السورية معه
اقتصاد - أحد مشاريع "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية