دفع الناس للضحك من واقع مؤلم يعيشونه بهدف إيصال رسائل توعية بقالب محبب لدى عامة الناس، ضمن هذا المفهوم تتمحور أهداف العمل الكوميدي الفني في جنوب العاصمة دمشق "سكتش جنوبي" والذي يعرفه مدير الفريق "فارس خطاب" بأنه لوحات كوميديا سوداء تسلط الضوء على الواقع السوري بشكل عام وواقع جنوب دمشق المحاصر بشكل خاص من خلال حلقات تمثيلية قصيرة.
ويقول "خطاب" في تصريح لـ"زمان الوصل" "قدمنا حتى الآن 28 حلقة تحاكي العديد من الموضوعات على الساحة السورية، وبالرغم من وجود صعوبات كبيرة في سبيل إنجاز هذا العمل ومواجهة حملة من التحريض ضد كادر العمل، حيث لا يخلو أي نقد من ردات فعل، ولربما كون النقد بقالب فكاهي ساخر يستثير الطرف المستهدف بشكل أكبر، لم نتعرض لتهديدات بشكل مباشر، ولكن الأمر لا يخلو من التحريض المبطن ورسائل غير مباشرة تستهدف الفريق وعمله من قبل تيار المصالحة".
ويضيف "خطاب": "لا تكاد تخلو حلقة من موجة انتقادات ومن الطبيعي أن نقبل بها، وإلا فنحن نتعارض مع فكرة البرنامج، لكن تيار المصالحة في المنطقة الذي اتبع سياسة التحريض ضد الثورة بشكل عام بهدف خدمة مشروع العودة لأحضان نظام الأسد وكون فريق (سكتش جنوبي) هو من نشطاء الثورة، فقد كان لنا حصة كبيرة من هذا التحريض".
يعتمد البرنامج الذي انطلق في الشهر الأول من عام 2017 على وسائل التواصل الاجتماعي من "يوتيوب" و"فيسبوك"، وبحسب "خطاب" فإن الفريق يعمل بشكل تطوعي أو نتاج تمويل شخصي من أعضاء الفريق نفسه.
ويشرح "خطاب" قائلا: "نحن نعيش في منطقة محاصرة منذ قرابة الخمس سنوات، ما أدى إلى نقص حاد في كافة مستلزمات الحياة للسكان، فما بالك بمستلزمات عمل فني يحتاج معدات وتقنيات تساعد في إنتاج الحلقات نعمل بأدوات بسيطة نحاول استغلال الجانب الإبداعي لخلق أفكار ووسائل بديلة".
"رواد الشامي" وهو ممثل يعرّف الفريق الذي يعد أحد أعضائه "نحن مجموعة من الناشطين تلاقت أفكارنا حول أهمية العمل الفني في مقارعة نظام الاستبداد الأسدي نقدم برنامجا كوميديا ناقدا، تتمحور فكرته حول تسليط الضوء على سبب معاناة الناس نحاول أن نكون صوتهم نطرح القضايا التي تهمهم ببساطة، نحاول طرح قضية واقتراح الحلول لها بقالب كوميدي بسيط وسلس".
ويضيف "إن رسائل التوعية الفكرية التي نعمل على إيصالها هي أكثر ما يهمنا وذلك لأن خطر الملوثات الفكرية التي تعرض لها الشعب السوري من فكر متطرف متشدد، إضافة للوثات حكم البعث الأسدي تحول بيننا وبين تحقيق أهداف ثورتنا في الحرية والكرامة، لذلك فنحن نسعى من خلال القالب الكوميدي لترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة وتقبل الرأي والرأي الآخر".
ويتابع "الشامي" في حديثه لـ"زمان الوصل" "إن حالة من التردد كانت تسيطر على فريق العمل، كيف يمكننا إن نقدم كوميديا في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه الغوطة نتيجة القصف العنيف وسقوط عدد كبير من الشهداء، لكن في النهاية كان قرارنا إن الواجب يحتم علينا أن نستمر حتى الرمق الأخير، فما يقدمه برنامجنا هو أيضا وسيلة لمقاومة نظام الإجرام الأسدي، وهو محاولة لتصحيح المسار في جنوب دمشق المحاصر، قدمنا حلقة بعنوان (بربلو) عند (عازتو بخاوز)، وهي حلقة جديدة لواقع أليم لحال الفصائل العسكرية في جنوب دمشق ودرعا وتخاذلها عن نصرة الغوطة".
ويختم "الشامي" لا تعتبر الكوميديا سخرية من أجل الضحك فقط، بل يمكن اعتبارها أداة ثورية ووسيلة ناعمة للتغير، ويكمن الفرق بينها وبين التهريج فيما تطرحه من رسائل هادفة من خلال المحتوى الذي تقدمه للجمهور.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية