رُشّح الكاتب السوري الشاب "حمد عبود" المقيم في النمسا إلى القائمة القصيرة للنسخة التاسعة من الجائزة العالمية للأدب، التي تمنح سنوياً لأفضل نص مترجم إلى اللغة الألمانية عن كتابه "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد" الذي صَدَرَ مؤخراً عن دار النشر السويسرية "Pudelundpinscher" وهي المرة الثالثة في تاريخ الجائزة التي يصل كاتب عربي إلى قائمتها القصيرة بعد اللبناني "إلياس خوري" والجزائري "محمد مولسهول" المعروف باسم "ياسمينة خضرة".
غادر ابن دير الزور (30 عاما) مدينته إلى مصر عام 2012 هرباً من النظام، وقضى هناك عاماً حيث عمل مدرساً خصوصياً من أجل أن يتمكن من إتمام دراسته العلمية في مجال هندسة الاتصالات، ولكنه لم يلبث أن غادرها إلى إلى دبي بحثاً عن عمل واضطُر بعد شهرين إلى مغادرتها مجدداً إلى تركيا حيث بقي هناك سنة كاملة تعلّم خلالها القليل من اللغة التركية، وعمل في شركة تركية للتصدير.
وفي أيلول 2014 غادر "عبود" تركيا في رحلة اجتاز فيها مقدونيا وصربيا وهنغاريا وصولاً إلى اليونان وبعد رحلة 3 أشهر وليلتين وصل إلى النمسا.
ويوضح "عبود" لـ"زمان الوصل" أن سنة من الانتظار في مكان بعيد عن الناس والحركة، كانت كفيلة بتوفير الوقت اللازم لفعل شيء ما، إذ بدأ بالدراسة لوحده بواسطة الهاتف و"يوتيوب" وعند وصول قرار قبول طلب لجوئه بعد سنة من الانتظار كان "عبود" قد تعلّم جزءاً كبيراً من اللغة، وتمكن من إنجاز كتابه "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد" الذي تمت ترجمته من قبل المترجمة (لاريسا بندر) وترشيحه فيما للجائزة.
ويتألف الكتاب من قصيدة نثرية طويلة و15 نصا مختلفا، مضيفا أن الكتاب يدور حول محاور ثلاثة، الحياة قبل بداية الثورة السورية وتحولاتها، وتجربة اللجوء من نقطة البداية إلى النهاية، والمحور الثالث يدور حول الحياة في مجتمع جديد ولغة جديدة، بلغة سردية أو فانتازية أحيانا حاول أن يسخر فيها من الموت ويتلمس الأمل أو الميلاد الذي سيأتي من بعده.
ولفت الكاتب "عبود" إلى أن كتابه كتب نفسه بنفسه، وكان مرافقاً له على مدى السنوات الخمس الماضية، "لأن في الحياة ما يكفي من الموت ولكن فيها ما يكفي من الأمل في الوقت نفسه".
رغم أنه يميل للشعر لكنه اتجه لكتابة النصوص النثرية على غرار كتابه المرشح للجائزة بعد خروجه من سوريا، وفي عام أواخر عام 2014 في تركيا كتب قصيدة نثرية بعنوان "أريد أن أقود دبابة" كمحاولة منه لفهم الحرب وفهم عقلية الجندي الذي يقتل أخاه أو جاره يقول: "حاولتُ الدخول إلى عقلية الجندي وانتهيت بالدخول إلى عقلية الدبابة ورؤية المشهد من داخلها".
واختير كتاب "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد" من قبل "بيت ثقافات العالم في برلين" الذي يختار الكتب المترجمة إلى اللغة الألمانية -كما يقول مؤلفه المقيم في فيينا– مضيفاً أن وصول الكتاب إلى القائمة القصيرة من بين 136 كاتبا بعد اختياره من قبل لجنة تحكيم مكونة من 6 أشخاص ذوي خبرة وخلفية أدبية كبيرة كان بالنسبة له أمراً مفاجئاً وغير متوقع.
وأعرب "حمد عبود" عن رضاه على ترجمة "لاريسا بندر" التي عمل وتواصل معها مراراً للوصول إلى أفضل نسخة ممكنة ولتلافي أي هفوة في الأحاسيس المقصودة من وراء لغة الكتاب. لأن الترجمة -كما يقول- "عمل حساس ودقيق يترجم اللغة والأحاسيس في الوقت نفسه".
واستدرك محدثنا أن رضاه ازداد على وجه الخصوص بعد نفاذ الطبعة الأولى من الكتاب وحصوله على آراء كثيرة بجودة الكتاب وجودة ترجمته، معبرا عن سعادته بكونه أول كاتب سوري يصل إلى هذه القائمة بأسلوب جديد وتجربة مكثفة مثل كتاب "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد".
وتمنح الجائزة العالمية للأدب من قبل (بيت ثقافات العالم) في برلين ومؤسسة (إلمنتارتايلشن)، وتبلغ قيمتها 35 ألف يورو توزع على الكاتب والمترجم، ووصل إلى القائمة القصيرة إلى جانب "حمد عبود" كتّاب من بولونيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والكونغو وفنزويلا.
فاارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية