أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تتوالى الفصول في الدراما السورية.. والأزياء لا تتغير!

ليس غريباً، ربما، عدم اهتــمام المسلـسلات السورية بالزمن، فنحن العـرب، قد نكــون أكثر الشــعوب التي تشتري وتســتهلك سـاعات اليد والــحائط، ومــع ذلك لا نزال نستمع إلى حــوارات تقول »ســأوافيك بــعد الظــهر، أو طيارتي بكرا الصبح، أو رح إجي لعندك المسا«!


صحيح أننا في واقع حـياتنا لا نقيم وزناً للزمن بالطريقة هذه، ولا نحدده بشكل دقــيق، لكن بداية التــغيير قد تكون في الدراما التي يحمل جزء منها على عاتــقه تقديم محاور فكرية وثقافية وحيــاتية، والــتي هي إعـادة إنتاج للواقع وفق ما نطمح إلـيه بحوامل فــنية مقــنعة، وإذا لم تُحقق ذلك ستــفقد دورها التنويري والتــربوي ورسالتــها الثقافية.

 ولإهمال الزمن في الدراما الســورية تجلٍ آخر يتجسّد في عدم مطابقة المخرج بين الصورة وحوار الشخصيات، وكأني ببعض المــخرجين ينـسون أنهم يقدمون مادة بصــرية! فلو تأملنا هذه المســألة في مــسلسل »رياح الخماسين« للكــاتب أسامة إبراهيم والمخرج هشام شربتجي، الذي انــفردت قناة »الجديد« بعرضه رمضــان المنــصرم، نجــد أن شخــصيات مسلســله كـانت بأزياء صيــفية طــوال أحداث العمل، مع أن ثمة أكثر من إشارة تدل على أن الفــصل الذي بدأت الأحداث فيه، هو فصــل الشتاء، وما يـؤكد ذلك أنه في منتصف المسلسل ثمة حـوار وحــدث يشــيران إلى امتحانات المــدارس التي ستــليها العطلة النصفية، وهذا يعني أننا في فصل الشتاء، ومع بقية عائـلة »فــريد« (الفنان أسعد فضة) وكل شخصيات المسلسل بثيابهم الصيفية!


ولم ينجُ مسلسل »ليس سراباً« للــكاتب فادي قوشقجي (إخراج المثنى صــبح) من هذه المســألة، فســياق المسلسل يشير إلى أن الزمن الــدرامي استــهلك أكثر من ثلاث سنوات، لكن لم نلحـظ تغيّر الأزيــاء تــبعاً لأي فصل، بل ظـلت صيــفية في الأغــلب الأعم من المســلسل.

 واستطاع مسلسل »ليل ورجال« (الكــاتب محمد العاص، المخرج سمير حسين)، أن ينجو من الإشارة إلى مسـألة الزمن فلم نعرف في أي فصل جرت أحداثه، ولا المــدة الزمــنية التي استهلكها السياق الدرامي، واعتماداً على ذلك لم تتغيّر الأزياء.


أمّا لو دققــنا حول المســألة ذاتها في المسلسلات التي تجري أحداثهــا في الحارة الشامية ومشتقات تلك المسلسلات، من حلــبية و»لاذقــانية«، إضافة إلى المسلسلات البدوية، فســنرى أن المخــرجين توهــموا بأنهم خدعونا بالأزياء التــراثية، وأنها تعــفيهم مــن مطابقة الصورة مع الزمن الذي تجــري فيه الأحــداث من جهة مكـون أساســي كالأزياء. وكأنهم أقســموا بأن لا يجعلونا نشاهد فيها سوى زيٍ واحد حتى لو أصبحت الفصول خمسة.


ومع أن المخرجين يدّعون أنهم نفّذوا مسلسلاتهم في أفضل الظروف الإنتاجية، لكن أعمالهم تأتي مليئة بأكثر من خطأ وخلل درامي يرتبطان بمسائل إنتاجية تنعكس سلباً على المقومات الفنية لأعمالهم التي نشاهدها بنسبة مخفضة من الصدق الفني.

السفير

نضال بشارة
(125)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي