«أننا متعالون عن السياسة، ولا يحكمنا إلّا الفن باتجاهه الثقافي والفكري».
هذه كلمات محمد بري العواني رئيس نادي دوحة الميماس للثقافة والفنون في حمص هذا النادي الذي بلغ من العطاء في المسرح والموسيقى (75) عاما منذ تأسيسه عام (1933) ليصبح أحد أهم معالم حمص الثقافية والفكرية ولمزيد من الضوء على هذا النادي زمان الوصل التقت الأستاذ بري رئيس مجلس الإدارة ليحدثنا عن
أهم المحطات الأساسية في تاريخه من التأسيس حتى الوقت الحاضر حيث قال: «منذ تأسس نادي دوحة الميماس عام1933 في ظروف سياسية كانت محيطة بسورية. ومازال حتى الآن محافظاً على وجهة نظره في الفن والإبداع الفنيّ، وهدفه الأساسي إحياء فنّي التمثيل والموسيقى العربيين. وقد اجتمع المؤسسين للنادي في ظل الظروف السياسية الصعبة من مختلف الطوائف والشرائح والتوجهات السياسية على هدف أساسي وواضح هو أن سوريا أولاً، وقد أكدّوا على أن النضال هو على نوعين: النضال المسلح، والنضال الثقافي.
خصوصاً أن سوريا كان مستعمرة من قِبل الفرنسيين الذين عملوا على تثبيت ثقافتهم في سوريا. فأجمع المؤسسين على هدف تثبيت الهوية العربية، وذلك لحبهم العميق لوطنهم الذي جاء في المرتبة الأولى، على اختلاف انتماءاتهم، وعملوا كفريق متكامل على السير في عملية المقاومة الثقافية. وكان رئيس النادي في هذه الفترة الأستاذ الكبير عبد الرحمن الملوحي».
ثمّ حدّثنا الأستاذ برّي عن أهمية نادي دوحة "الميماس" على المستوى والموسيقي والمسرحي فقال: «تأتي أهمية هذا النادي من كونه النادي الوحيد في سوريا الذي مازال مستمراً منذ أيام الاحتلال الفرنسي، ومن كونه ضمّ خيرة رجال الفن من سوريا وخارجها.
فالنادي كان يضمُّ أسماء كثيرة ومهمة، هدفها المحافظة على التراث العربي والدفاع عنه في وجه الكثير من العوامل التي تحاول التأثير على تراثنا في العديد من المواقع، ولكن هذا لا يمنع أن نفسح المجال لهذه العوامل في أن تأثر في ما يناسبنا ويناسب تراثنا ومعطياتنا. فكان النادي مدرسة في تعليم الموسيقى والمسرح بمختلف مدارسهم.
كما كان أيضاً مدرسة أخلاقية تحول المحافظة على القيم الأخلاقية التي توارثناها، فكان المسار الفني ملازماً للمسار الأخلاقي، وكانت المسرحيات التي تقدّم في النادي تعمل على تقديم قيم أخلاقية لطالما عاشها القدماء.
كما عمل النادي على تقديم موسيقى ملتزمة ومرتكزة على التراث العربي، كالموشحات التي جاد بها أعضاء النادي، مع امتيازها بالجمالية والصعوبة.
فأهداف النادي واضحة جداً وهي المحافظة على التراث، وهذا بالضبط ما أفسح المجال للنادي بأن ينمو ويتسع ويؤدي إلى إفراز العديد من النوادي الجديدة، والموجودة حاليا في حمص، وهذا طبعاً من حسن حظ المدينة. ونحن في النادي تعلّمنا من القدماء أمران أساسيان أولاً: أننا متعالون عن السياسة، ولا يحكمنا إلّا الفن باتجاهه الثقافي والفكري.
ثانياً أن الفن لا يباع ولا يشترى، فالفن هو شيء نبيل. لذلك نحن في النادي نقوم بالعديد من الحفلات المجانية لصالح الكثير من الجمعيات الخيرية. وشاركنا أيضاً في العديد من المهرجانات والأمسيات في حمص وخارجها، وفي مؤتمراتٍ كان للفن دور بارز فيها. فالفن هو رسالة علينا أن نقوم بإيصالها إلى كل الناس».
اما عن المستقبل قال العواني لـ زمان الوصل : «في البداية، وبغضّ النظر في إقامة موسيقى عظيمة أو لا.
نحن نطمح إلى أن نبني الإنسان، لأنه هو الهدف الأساسي. وحتى ولو اختلفت الرؤيا إليه. وهذا بالضبط ما توارثناه عن أساتذتنا ومعلمينا، فنحن نطمح إلى أن نبني إنساناً يستطيع أن يتذوق الفن، ولا ينكر هويته العربية ».
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية