ربما يكون مطارا "دير الزور" و"الطبقة" العسكريان، إضافة إلى "كويرس" من أكثر المطارات التي ترتبط بالعلاقات الخفية بين نظام الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" وما يحكى عن تنسيق يخدم الطرفين، لا سيما مطار "الطبقة" الذي اشتهر بانسحاب كبار قادة المطار من الضباط "المدعومين" باعتراف موالين وبدليل طائرة "اليوشن" التي نقلت كبار القادة والضباط وتركت البقية لمصيرهم لتكتمل فصول "المسرحية" ويعدمهم عناصر التنظيم جماعيا في مشهد طالما حرص كل من النظام والتنظيم على تكراره لتظهر الصورة التي تخدم الطرفين، والتي، بطبيعة الحال، تشوه ثورة السوريين كما يقول ناشطون.
سقط مطار "الطبقة" في آب أغسطس/2014 وترك أسئلة كثيرة عن حقيقة العلاقة بين التنظيم والنظام، غير أن مطار "دير الزور" بقي بيد النظام حتى الساعة، إلا أنه خرج عن الخدمة وتعرض للحصار من قبل التنظيم الذي حاول الوصول إليه غير مرة، لكن قواعد اللعبة في دير الزور، على ما يبدو، تختلف عنها في الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا والذي كان يضم "الطبقة" قبل أن يُطرد عناصر التنظيم على يد ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" مدعومة بطيران من التحالف الدولي مؤخرا.
ويتبع المطاران المذكوران لـ"اللواء 24" ويضمان 45 ضابطا طيارا بين رتبتي العميد والرائد تنشر "زمان الوصل" أسماءهم ضمن سلسلة "طيارو الأسد غربان الموت".
مطار "دير الزور" في بداية الحراك الثوري تحول إلى معتقل، وهو الذي يحوي أساسا مفرزة لواحد من أعتى أفرع المخابرات لدى نظام الأسد "الأمن الجوي".
وكان جميع المعتقلين ينقلون من مطار المدينة التي شاركت في الثورة منذ بداياتها إلى مطاري "المزة" أو "دمشق الدولي" بواسطة طائرات "انتونوف 26" أو "اليوشن 76" او حتى طائرات "الياك 40"، ليصار إلى التحقيق معهم خارج الأطر القانونية في فرع التحقيق الجوي في المزة، الذي يديره العميد "عبد السلام محمود" ( من الفوعة).
وساهم في نقل معتقلي دير الزور أغلب طياري (اللواء 29) المختص بالنقل العسكري.
وروى أحد الضباط لـ"زمان الوصل" أن المعتقلين كانوا يتعرضون لأشد أنوع التعذيب من لحظة صعودهم إلى الطائرات حتى لحظة وصولهم إلى دمشق وهم مكبلو الأيدي والأرجل، مؤكدا أن قسما من المعتقلين فارق الحياة قبل أن يصل إلى دمشق.
وشهد مطار دير الزور عمليات اعتقال وتعذيب مستمر منذ انطلاق الثورة، غير أن انتهاكات قوات الأسد بلغت ذروتها أثناء وجود العميد الركن الطيار "بسام حيدر" كقائد لـ"الواء 24"، وقد كان قائدا للمنطقة الأمنية في محافظة دير الزور بالكامل ومفوضا مطلق اليد بأوامر من اللواء "جميل الحسن" مدير المخابرات الجوية.
وقتل العديد من ضباط المطار وطياريه، كما انشق عدد آخر، وبقي أصحاب الأسماء التي تضمنتها قائمة اليوم، والمتهم معظمهم بارتكاب جرائم بحق السوريين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية