أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" ترصد التقاطعات بين تحقيقاتها و"لو تكلم الموتى".. ماذا لو تكلم تقرير"هيومن رايتس ووتش"؟!

تشرع "زمان الوصل" منذ اليوم الخميس 17-12-2015، في إعادة نشر تقاريرها الحصرية حول ملف صور ضحايا التعذيب

العناوين باللون الأحمر هي روابط لمواضيع سابقة متعلقة بملف "جريمة العصر"

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرها الأحدث حول سوريا، تحت عنوان "لو تكلم الموتى" مستعرضة فيه تفاصيل عن ملف المعتقلين الذين قضوا تعذيبا في سجون بشار الأسد، وهي في معظمها معلومات سبق لـ"زمان الوصل" أن باشرت بنشرها والانفراد بكشف جزء من خفاياها منذ شباط/فبراير 2014، حيث التقت بالمنسق العام لملف صور التعذيب المسربة قيصر، ومن يومها نشرت الجريدة عشرات التقارير حول الملف الذي كانت أول من سماه "جريمة العصر".


حسان الشلبي يروي لــ"زمان الوصل" فصول الكشف عن "معامل الموت" الأسدي، التي "أنتجت" 11 ألف شهيد بأرقام متسلسلة


تقرير المنظمة الحقوقية الأشهر الذي صدر بتاريخ كانون الأول/ديسمبر 2015، جاء ليؤكد معظم ما سبق لـ"زمان الوصل" أن كشفت عنه من آلية ترقيم الضحايا إلى دفنهم، مرورا بتعذيبهم وتجهيزهم في مشفى "601" العسكري بالمزة، فضلا عن كشف العشرات من هويات الضحايا، ومقارنة صورهم قبل الاعتقال بصورهم بعيد تصفيتهم على يد جلادي النظام.

تضمن تقرير "هيومن رايتس" 5 فصول رئيسة، فضلا عن ملخص وتوصيات، وحاولت الفصول الرئيسة تغطية قضية "جريمة العصر" من مختلف الجوانب، لكنها كثيرا ما كانت تكرر معلومات انفردت بها "زمان الوصل"، ففي الصفحة الثانية من تقرير المنظمة، ورد ما يلي: لفھم ما تشير إليه أرقام التعريف في الصور، راجعت ھيومن رايتس ووتش شھادة قيصر أمام الكونغرس الأمريكي، والتقارير التي أعدھا فريق محامين دوليين قابلوا قيصر على مدار 3 أيام وتضمنت وصفا مفصلا لنظام الترقيم. كما قابلنا منشقين اثنين من الفروع الأمنية في دمشق، ومجندا سابقا في المشفى 601 العسكري، وممرض سابق في مشفى تشرين العسكري. أفاد منشقون سابقون أنھم رأوا أرقاما مكتوبة على جثث المعتقلين أو على بطاقات ملصقة بھا قبل أن ينقل الحراس الجثث من الفروع الأمني".

هذه الآلية التي كشفت عنها "هيومن رايتس" في نهاية 2015 استنادا إلى مقابلة جرت في يونيو/ حزيران مع منشق من مشفى حرستا العسكري، سبق لـ"زمان الوصل" أن كشفتها وفصلتها منذ شباط/فبراير 2014، حيث أوضحت أن الأرقام المدونة على أجساد الضحايا، تمثل رقم الفرع ورقم الضحية ورقم التوثيق الطبي.



وفي الصفحة الثانية التي تلخص أهم نقاط التقرير تقول "هيومن رايتس": "أخبر قيصر كلا من فريق المحامين الدوليين الذي يحقق في الصور والكونغرس الأمريكي، أن الصور التقطت داخل المستشفيات العسكرية السورية. وقال أمام الكونغرس: "ما ترونه ھنا مرآب مستشفى عسكري. اعتدنا أن نستغل المشرحة، لكنھم كانوا يحضرون مزيدا من الجثث، لذا قررنا استعمال المرآب بشكل دائم". باستخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات تحديد الموقع الجغرافي، فضال عن أدلة قدمھا منشق من المشفى 601 العسكري، تأكدت "ھيومن رايتس ووتش"، أن صور الفناء التقطت في فناء المشفى 601 العسكري في المزة في دمشق".

هذه المعلومة التي تخص تحديد مكان تغليف الجثث سبقت بها "زمان الوصل" منظمة "هيومن رايتس ووتش" بـ11 شهرا، ففي 16 يناير/كانون الثاني 2015 نشرت جريدتنا تقريرا حصريا يؤكد بالوقائع ومن خلال تحليل دقيق للصور أن جريمة تكديس وتغليف بل وتصفية بعض المعتقلين كان مسرحها مشفى 601 العسكري في منطقة المزة بدمشق، ولم تكتف "زمان الوصل" بذلك بل كشفت عن هوية اثنين من المشاركين في العملية وهما المجندين "راكان سبسبي" و"محمد تفنكجي".

ومن المهم أن تعلم "زمان الوصل" قراءها بسر يتم الكشف عنه للمرة الأولى فيما يخص التعرف إلى هوية "محمد تفنكجي" وهو أن الوصول إلى هويته تم من خلال تتبع دقيق ومضن لحسابات فيسبوك، لا أكثر ولا أقل، حتى استطعنا مطابقة صوره مع الصورة التي يظهر فيها ضمن ملف قيصر، ثم طورنا بحثنا حتى حصلنا على بيانات كاملة عنه وعن عائلته من خلال حسابات فيسبوك أيضا، وتابعنا "تفنكجي" حتى عندما فر إلى ألمانيا، مقدما نفسه بصفة "لاجئ"، بعد 10 أشهر تقريبا من نشر أول تقرير عنه.



في الصفحة السادسة من تقرير "هيومن رايتس" وتحت عنوان "إجراءات ما بعد الوفاة"، تقول المنظمة: "بعد وفاة المعتقل، ينقل حراس فرع الأمن جثمانه إلى مستشفى عسكري حيث يُوضع في المشرحة، أو في مرآب مكشوف حين يفوق عدد الجثث طاقة المستشفى. وفقا لمنشقين اثنين خدما في مستشفيين عسكريين، بعد أن يجمع مستشفاھما مجموعة من جثث المعتقلين، يأتي طبيب شرعي إلى المشرحة أو المرآب ويعطي كل جثة "رقم فحص" معينا (يظھر - كما توضح صور قيصر- جنبا إلى جنب مع كل من رقم الفرع الأمني الذي كان يعتقله، ورقمه الذي يحدده ھذا الفرع). ثم يكتب الطبيب تقريرا طبيا، ويسمح بتصوير الجثمان من قبل مصور الطب الشرعي العسكري، ويأمر المجندين بوضع الجثمان في أكياس بلاستيكية".


وفي أواسط مارس/آذار 2015 نشرت "زمان الوصل" شهادة أحد العناصر المنشقين (باسم سليمان) عن مشفى 601 العسكري روى فيها تفاصيل كثيرة وبالأسماء عن آلية التعامل مع جثث ضحايا التعذيب، والمسؤولين عن ارتكاب الانتهاكات هناك، وقد شاركت قناة الجزيرة الفضائية المقابلة التي أعدتها زمان الوصل مع العنصر المنشق.


و"سليمان" هو نفس العنصر الذي قابلته "هيومن رايتس" واعتمدت شهادته في تقريرها الأخير.


في الصفحة 23 من تقريرها وفي معرض تعليقها على الأطفال الذين يظهرون في صور قيصر تقول "هيومن رايتس ووتش": "قال طبيب راجع الصور لـ ھيومن رايتس ووتش إن من بين الـ 6785 صورة للذكور، يبدو منھا 100 صورة على الأقل لأطفال. تحققت ھيومن رايتس ووتش من حالتين لصبيين تحت الـ 18 ماتوا في المعتقل عن طريق أفراد أسرتيھما. لكن ھيومن رايتس ووتش لم تجر مراجعة مستقلة لكل الصور لتقييم أعمار الضحايا".

وفي أواسط مارس/آذار 2015 ورغم محدودية الصور التي حصلت عليها "زمان الوصل" مقارنة بما لدى "هيومن رايتس"، فقد استطاعت جريدتنا التعرف إلى صور 4 أطفال بين الضحايا، وضمنت ذلك في تقريرها 


وعلاوة على ذلك استطاعت "زمان الوصل" رغم محدودية إمكاناتها وعلاقتها مقارنة بـ"هيومن رايتس" أن توثق مقتل كل من الطفلين ثامر الشرعي وحمزة الخطيب بالصور والوقائع، وهو ما تجنبته "هيومن رايتس" لسبب ما يزال غير معلوم رغم قصة الطفلين وصلت أطراف العالم، والوثائق والشهادات في قضيتهما متوفرة.


ولاحقا وتحديدا في شهر إبريل/نيسان خصصت "زمان الوصل" تقريرا منفردا لاستعراض ملف ضحايا التعذيب الأسدي من الأطفال، مرفقة إياه بـ52 لقطة لهؤلاء الضحايا، متسائلة ما إذا كانت هذه الصور كافية لـ"صعق المجتمع الدولي" وإيقاظ ضميره، ولكن جريدتنا لم تلق جوابا ولا تجاوبا، بل إن "هيومن رايتس" -وهي أمّ المنظمات الحقوقية- لم تعط ملف الضحايا الأطفال حقه من التركيز، بذريعة أن المنظمة "لم تجر مراجعة مستقلة لكل الصور لتقييم أعمار الضحايا"، وهي ذريعة غير مفهومة بالنسبة لمنظمة أخذت على عاتقها هذا الملف وكتبت عنه تقريرا من 70 صفحة، ولديها مختلف الإمكانات للتحقق والمراجعة، ورغم ذلك لم تفسح المجال سوى لبسط حالة واحدة عن من بين عشرات الضحايا من الأطفال.


في الصفحة 28 من تقريرها وتحت بند "تسمية الموتى"، عرضت المنظمة لقصة الضحية "عبدالله أرسلان الحريري"، منوهة أن المقابلتين التي استندت لهما في القصة جرتا في 9 و20 مارس/آذار على التوالي، علما أن "زمان الوصل" نشرت تقريرا حصريا يورد شهادة لـ"مجد الحريري" ابن شقيق الضحية عن ظروف وفاة واعتقال عمه، وذلك يوم 8 آذار/مارس 2015، وفيه ورد أن اسم الضحية الصحيح هو "عبدالله عرسان الحريري"، وليس "عبدالله أرسلان الحريري".



في الصفحة 36 تروي "هيومن رايتس" شهادتين عن قصة قتل النظام للمعتقلة رحاب علاوي، وهي الأنثى الوحيدة التي ظهرت صورتها في أرشيف ضحايا التعذيب، وتشير المنظمة إلى أن الشهادتين مبنيتان على مقابلتين جرتا في حزيران 2015، علما أن "زمان الوصل" كانت أول وسيلة إعلامية تنشر قصة "رحاب" بعد التعرف إلى جثتها، وذلك في مارس/آذار 2015.

وعادت "زمان الوصل" لتنقل شهادة أخرى حول ظروف تصفية "رحاب" بشهادة معتقلة سابقة كانت معها في نفس الزنزانة.


لكن الأهم أن "زمان الوصل" أثارت قضية "رحاب" حتى قبل تسريب صورة جثمانها إلى الإعلام، حيث أعدت تقريرا حول اعتقالها وتصفيتها على أيدي مخابرات النظام، نشرته الجريدة أواخر يناير/كانون الثاني 2015


وأخيرا، فإن "زمان الوصل" كانت أول وسيلة إعلام عربية تكشف عن هوية الجهة التي نسقت عملية تسريب صور "قيصر" وهي "التيار الوطني السوري"، وقد ورد تكرر اسم هذه الجهة في تقرير "هيومن رايتس" ولكن تحت اسم "الحركة الوطنية السورية".

ختاما، وبعد كل هذا التناص أو التخاطر بين تقارير "زمان الوصل" السابقة وتقرير "هيومن رايتس ووتش" اللاحق، ربما يحق لجريدتنا أن تسأل: ماذا لو تكلم تقرير المنظمة المعنون بـ"لو تكلم الموتى"، فما عساه أن يقول؟!

تنويه: تشرع "زمان الوصل" منذ اليوم الخميس 17-12-2015، في إعادة نشر تقاريرها الحصرية حول ملف صور ضحايا التعذيب (بحدود 40 تقريرا)، مؤكدة في الوقت ذاته أن هذا الملف سيبقى موضع عنايتها ومتابعتها لكشف المزيد من جرائم النظام بحق السوريين.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
(152)    هل أعجبتك المقالة (195)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي