منشق عن "601" يزود "زمان الوصل" بأسماء "مجرمي العصر" ويؤكد: لكل فرع مخابرات حصته من الجثث
بعد أن انفردت "زمان الوصل" ولأول مرة بنشر صور تظهر وجوه المشاركين بـ"جريمة العصر"، وكشفت عن هوية اثنين منهم، ها هي اليوم تدخل إلى قلب "المسلخ" وتعود بملف كامل عن هوية وأسماء القيّمين عليه والمسؤولين مباشرة عن تلك الجريمة.
* من داخل "601"
استطاعت "زمان الوصل" الوصول لأحد العناصر المنشقين عن مشفى "يوسف العظمة" العسكري، الذي يعرف بالرمز "601" وزودها بشهادات حصرية تصوّر آلية العمل في تلك المشفى التي تحولت إلى "مسلخ" بشري بكل ما تحمله الكلمة من وحشية وسادية وألم.
*كما الثورة .. الشرارة الأولى من درعا:
يقول شاهدنا الذي اختار "سليمان" اسماً مستعاراً له، إن قصة تحول المشفى إلى "مسلخ" حسب تعبيره بدأت إبان اندلاع الشرارة الأولى للثورة السورية منتصف شهر آذار-مارس عام 2011، حين خرج الآلاف من أهالي مدن وقرى محافظة درعا بمظاهرات سلمية طالبوا خلالها بمحاسبة من أهانهم، آنذاك حصل استنفار أمني شديد في المشفى على خلفية ورود أكثر من 45 جثة تعود لمتظاهرين "سلميين" قتلوا برصاص الجيش والأمن وميليشا الشبيحة.
ويضيف: تم وضع بعض الجثث في برادات المشفى فيما بقيت عشرات الجثث مرمية في إحدى الغرف بسبب عدم استيعاب البرادات لهذه الأعداد، ليتم ترحيلهم بعد ذلك إلى مكان مجهول.
*زنزانة لكل فرع:
بعد ذلك بدأت أفواج الجرحى من المتظاهرين تزداد وغصت المشفى بالمئات، مما اضطر إدارة المشفى لتحويل أحد اقسام المبنى القديم في "601" إلى سجن، حيث تم تجهيز "قسم الرضوض"، الذي كان مهجوراً بسبب نقله إلى المبنى الجديد الذي تم إحداثه بعد انطلاق الثورة بالقرب من المبنى القديم، وقامت إدارة المشفى بتسييجه وتقسيمه إلى عدة زنزانات بحيث يكون لكل فرع أمن زنزانة خاصة بموقوفيه الجرحى، كما يقول "سليمان".
*زبالو "رامي مخلوف" شركاء في الجريمة:
ويضيف سليمان إن إدارة المشفى كانت تضع كل جريحين في سرير واحد، يتم تقيدهما على السرير سوياً، ويتلقى الجرحى معاملة سيئة من قبل الكادر الطبي، إضافة إلى قيام عمال النظافة الذين ينتمون لشركة تنظيف "خاصة" تابعة لابن خال الأسد "رامي مخلوف" بضرب الجرحى وإهانتهم.
*رحبة الباصات مسرح الجريمة و"مكب" الجثث:
يروي "سليمان" كيف يتم التعامل مع الجرحى الذين فارقوا الحياة داخل "قسم الرضوض" نتيجة سوء الرعاية الطبية، إلى جانب الجثث التي تصل إلى المشفى من كافة الأفرع الأمنية في دمشق، حيث يتم تجميعها وتكديسها في رحبة الباصات التي تقع داخل مشفى "601" إلى أن يقوم الطبيب الشرعي بالكشف عليها وتسجيل تقرير طبي يؤكد أن صاحب الجثة قد فارق الحياة نتيجة جلطة دماغية، أو احتشاء أو سكتة قلبية، متجاهلاً آثار التعذيب الواضحة على جسد المتوفي.
ويردف "سليمان": يقوم الطبيب بعد ذلك بكتابة رقم الجثة على جبين المتوفي أو صدره، وتحته رقم الفرع الذي توفي فيه، ويعد تقريره معتمداً على بيانات الشخص المسلّمة مع الجثة من قبل الفرع الذي جاء منه، بحيث يُذكر في التقرير الاسم الثلاثي للمتوفي وكامل المعلومات عنه، ليقدمها بعد ذلك للمقدم "شادي رزق زودة" الضابط المسؤول عن إحصاء أسماء القتلى، والذي يقوم بدوره بترحيلها عبر كمبيوتر موجود ضمن مكتبه داخل المشفى وأرشفتها إلكترونيا.
*150 شهيدا تحت التعذيب يومياً:
ويتابع "سليمان": إن إدارة المشفى تقوم بالتنسيق مع مخابرات نظام الأسد بترحيل جثث الأشخاص الذين يموتون داخل المشفى، وآخرين يتم جلبهم إليه من الأفرع الأمنية بعد أن فارقوا الحياة نتيجة التعذيب الشديد من خلال نقلها بواسطة سيارة شحن صغير "إنتر" مغلقة، بعدها يقوم عناصر المشفى المجندون بتغليف الجثث بأكياس نايلون شفافة، وتحميلها إلى داخل السيارة وتكديسها مثل أعواد الثقاب.
ويشير "سليمان" إلى أن سيارة المخابرات لا تُستدعى إلا في حال بلغ عدد الجثث قرابة الثلاثمائة جثة، لافتاً الى أن السيارة كانت تأتي كل يومين، وبالتالي يصل عدد الأشخاص الذين يموتون يومياً داخل الأفرع الأمنية في دمشق وحدها إلى 150 شخصا.
*رماد بشري بآلة إيرانية:
وعند سؤالنا عن الجهة التي يتم نقل الجثث إليها، قال "سليمان" إنه سمع بعض عناصر المخابرات يتحدثون عن "حراق" موجود في مشفى حرستا العسكري، حيث يتم إحراق جثث الشهداء بدرجات حرارة مرتفعة جداً، الأمر الذي يؤدي إلى تحول الجثة إلى "بودرة"، بحيث لا يبقى أي دليل يدين النظام ويثبت ضلوعه في ارتكاب مجازر جماعية.
وأشار "سليمان" إلى تداول رواية أخرى بين عناصر المشفى، تفيد بقيام عناصر المخابرات التي ترافق سيارة نقل الجثث من المشفى بدفنها في مقابر جماعية في منطقة الديماس ومنطقة قدسيا وضاحيتها، إلا أنه لم يستطيع أن يؤكد أو ينفي أيا من الروايتين بسبب عدم السماح لأي عنصر من عناصر المشفى بمرافقة السيارة التي يتم إغلاقها بشكل محكم بعد أن يتم تكديس الجثث داخلها حتى السقف.
*لا يمكن التعرف على الضحايا:
استعانت "زمان الوصل" بطبيب مختص للسؤال عن إمكانية تحول جسد الإنسان إلى "بودرة" والطريقة المستخدمة في ذلك، حيث أكد الطبيب "ميلاد" إمكانية الأمر علمياً في حال تم استخدام فرن من الدرجة الصناعية مُخصص لهذا الغرض، حيث يستطيع الفرن أن يولد ناراً وحرارة عالية جداً تصل إلى 750-1100 درجة مئوية.
هذه الحرارة العالية كافية لحرق الأنسجة البشرية فيتبخر ويتأكسد الجزء الأكبر منها (الكربون والكبريت) بفعل الحرارة الشديدة، حسب الطبيب.
ويتم التخلص من الغازات عن طريق عوادم، ويتبقى أجزاء قليلة من العظام حيث يتم طحنها بطواحن سريعة وقوية.
وأشار الطبيب إلى أن الرماد الناتج عن العملية هو ما يتبقى من الجسم من المعادن كالكالسيوم وكميات قليلة كأملاح الصوديوم والبوتاسيوم، ويُقدّر وزن الرماد المتبقي ما بين 2 إلى 2.7 كغ بالنسبة لإنسان بالغ (يختلف بحسب الجنس والطول).
وتستغرق عملية حرق الجثة الواحدة من ساعة ونصف إلى ساعتين بمعدل 50 كغ في الساعة، وذلك في حال تم احترام جثث الموتى وحُرقت كل جثة على حدة.
*جثث من رماد لطمس معالم "جريمة العصر":
وعند سؤال الطبيب "ميلاد" عن السبب وراء قيام نظام الأسد باتباع هذه الطريقة للتخلص من جثث الشهداء قال إن أسباباً جنائية تقف وراء استخدام هذه الطريقة للتخلص من جثامين الشهداء، حيث إن التخلص من الرماد أسهل بكثير من دفن الجثث في مقابر جماعية قد تشكل دليلاً جنائياً ضد كل من له صلة بهذه الجريمة ضد الإنسانية.
*سيرة ذاتية للمجرمين:
تقدم "زمان الوصل" أسماء الضباط والعناصر المسؤولين والمشاركين في "جريمة العصر" للرأي العام، ولأهالي المفقودين والشهداء والجرحى وهم:
-مدير المشفى العميد الدكتور غسان حداد
-ضابط الإدارة العقيد حسين ملوك
-ضابط الأمن الدكتور طه أسعد (طبيب جلدية) ومدير قسم العيادات في ذات المشفى
-المقدم "شادي رزق زودة" الضابط المسؤول عن إحصاء أسماء القتلى
-المجند علي برازي –من حماة، عنصر انضباط مجند دورة 104-المسؤول عن جمع العناصر وتفتيشهم ونقلهم بعد ذلك إلى "المشفى"، ليقوموا بمهمة تغليف الجثث وتحميلها إلى السيارة.
-المجند جيكر حسن –كردي من عفرين، كان يقوم بضرب الجثامين والدعس عليها مستهزئا بهم حيث يعتبر أنه كان يهبهم ختما للوصول إلى الجنة ولقاء الحوريات.
-خضر العبود من الحسكة– يقوم بكتابة تقارير بزملائه ويقوم بضرب الجثامين والدعس عليها بأقدامه.
-خالد حوراني (ظهر في صور "زمان الوصل") –من الحسكة– اعتقل على خلفية الصور التي نشرتها "زمان الوصل" وأطلق سراحه لاحقا.
-راكان سبسبي (ظهر في صور "زمان الوصل") -من حي الخالدية بحمص
-محمد تفنكجي (ظهر في صور "زمان الوصل") –من حلب، أبوه يقيم في روسيا.
-محمد عيد –من حلب –عامل مطبخ –يشارك بتحميل الجثامين، مرة قال إنه يريد أن يتبول في طعام الموقوفين.
-سميح صليبي –من السلمية– كان مؤيدا جداً بعد أن تم تسريحه من المشفى بسبب ضعف النظر تطوع لدى اللجان الشعبية.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية