أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مؤتمر الرياض وهامش "المراوغين".. منّاع مثالاً*

لم تفرض الرياض على السوريين المجتمعين على أراضيها فكر هيئة الأمر بالمعروف بطبيعة الحال - الصورة: مناع - ارشيف

أول سؤال يتبادر للذهن على خلفية مؤتمر الرياض للمعارضة السورية هو هل تصلح السعودية أن تكون مكاناً للمؤتمر؟. وبالطبع فإن الإجابة على السؤال تأخذ بعين الاعتبار اتهامات البعض للسعودية بانحيازها لغير مصلحة الأسد، وكأن المطلوب منها أن تكون مع الأسد، أو أن تدعو بثينة شعبان وفيصل مقداد للحضور لإثبات حسن النية.

هل كان منطقياً عقد مؤتمر للمعارضة لتبني ورقة عمل واحدة هو أن تكون طهران أو موسكو أو حتى واشنطن مكاناً لانعقاد المؤتمر، إذ لا يمكن فهم تقييم المؤتمر مسبقاً بناء على موقف البعض من الدور السعودي الداعم للفصائل التي قاتلت الأسد، وهي الدولة التي كانت أكبر المانحين للشعب السوري وأوّل المعلنين عن سحب سفيرها من دمشق في آب أغسطس 2011 داعية الأسد ونظامه لوقف قتل السوريين في خطوة منسقة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.

أول ما اتفق عليه نحو 100 مشارك يمثلون طيف المعارضة هو المطالبة بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وسحب القوات الأجنبية من الأراضي السورية، والتأكيد على مدنية الدولة، ولعل هذه الرؤية تزعج القلّة القليلة من قوى تصنّف نفسها ضمن المعارضة وهي التي تتفق مع نظام الأسد وداعميه في إطلاق النار على مؤتمر الرياض في تمنيات لنسف وإجهاض المؤتمر خوفاً من أن تفرض نتائجه موقفاً دولياً داعماً في مرحلة مفصلية وقبل أيام من انعقاد مؤتمر في نيويورك لمناقشة المسألة السورية.

لم تفرض الرياض على السوريين المجتمعين على أراضيها فكر هيئة الأمر بالمعروف بطبيعة الحال وهو ما يحاول البعض الغمز به من قناة السعودية، وإن كانت الرياض تتقاطع مع المجتمعين في توجهاتهم السياسية أو تدعم بعض المشاركين بمن فيهم أشخاص يمثلون فصائل مسلحة فهو أمر طبيعي ضمن التوليفة القائمة، وضمن موجة الاستقطابات التي شملت كل دول العالم الفاعلة والتي ترغب بأن تكون حاضرة في المسألة السورية.

وعلى المقلب الآخر لن يكون غريباً استضافة طهران وموسكو للأسد وأركان حكمه، لكن سيكون مستهجناً أن تكون العاصمتان مكانا لاجتماع المعارضة المناهضة للأسد.

الفرز السابق بات أمراً موضوعياً، وما هو ليس موضوعي أن تنظِم فئة من الكورد مؤتمراً موازياً في مناطق تجري محاولات حثيثة لاقتطاعها أو أن يقرر طرف آخر مثل هيثم مناع الغياب بحجة وجود مدعوين من فصائل مسلحة "مختلطة" يقاتل في صفوفها أجانب.

ضمن ما ساقه هيثم منّاع الذي تغيب عن الحضور وفي إطار إطلاق نار مسبق للتبشير بفشل المؤتمر وعجزه عن الخروج بوفد تمثيلي قوي هو عدم تحقق بند "الوفد التمثيلي الوازن" وكذلك "دعوة أطراف أعلنت صراحة رفض جنيف وفيينا" إضافة إلى دعوة عسكريين من فصائل هجينة بين أعضائها من يحمل أيديولوجية "القاعدة"، وإبعاد ممثلي (بي واي دي) وما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" من المؤتمر، معتبراً أن هناك ورقة عمل مسبقة تخدم موقف "مثلث إقليمي" لم يذكر مناع أطرافه.

مناع الذي حضر تياره "قمح" فعاليات "مؤتمر سوريا الديمقراطية" الموازي ـ زمنياً ـ والذي نظمه طرف كوردي لم يسجل أي اعتراض على عدم حضور أو دعوة جميع أطراف المعارضة السورية لمؤتمر "المالكية" الذي تم تحت أنظار نظام الأسد، كما لم ينوه لخطر التشويش على مؤتمر الرياض، وكذلك لم يدافع عن مبدأ إشراك الجميع أو استعادة أي طرف مسلح من أي انحراف، وبدا أنه يحاول فقط تشويه صورة المؤتمر في تناقض صريح مع مبدأ المواجهة ووضع الهواجس على الطاولة.

تبنى المجتمعون في الرياض مبادئ وحدة البلاد، ومدنيتها ومحاربة الإرهاب، وإخراج أي قوة أجنبية، وهي المطالب التي يفترض أن يتقاطع معها تيّار مناع، لكن نقطة أخرى تبناها المؤتمر وهي رفض وجود الأسد في أي مرحلة انتقالية قد تكون العامل الذي منع أطرافاً من الحضور.

يحق للمعارض هيثم مناع إبداء هواجسه حيال مؤتمر الرياض، لكن من واجبه أن يعارض من على الطاولة على اعتبار أنّ مبدأ المقاطعة والانسحابات لا تصب في مصلحة السوريين الذين يريد هو وتياره تمثيلهم.

بصرف النظر عن بعض التشويش الحاصل على المؤتمر فإن مخرجاته ستشكّل حاجزاً يصعب تجاوزه، خاصة وأنها المرة الأولى التي سيكون قطاع المعارضة المسلحة حاضراً بمطالبه وقدرته التمثيلية، وبالتالي دوره المفترض في مجمل التحولات، ومن بينها ودون إنكار إمكانية مشاركته في قوّة عسكرية مشتركة مع "الجيش السوري" لاحقاً وحتى بمشاركة قوات عربية بريّة لمحاربة تنظيم "الدولة"، وهو ـ على ما يبدو ـ طرح باتت تتبناه قوى دولية كبرى وإقليمية وازنة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بتوحيد السلاح واحتكاره من قبل الدولة وفق ما تبناه المؤتمرون في الرياض، وبإجراء تقاطع منطقي فإن من الصعوبة بمكان إجراء هذا الدمج، وتشكيل "توليفة" مقبولة بوجود الأسد، وهذا يقود بالضرورة إلى مزيد من الوقت بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات المفتوحة بين الأميركيين والروس، وكذلك تحقيق انفراج ـ غير منظور ـ بين موسكو وأنقرة بعد حادثة الـ "سوخوي".

إذن فالمسألة ليست بالدولة المدنية ولا بمحاربة الإرهاب ولا بمبدأ الحل السياسي .. هناك عقدة واحدة اسمها بشار الأسد وفي فلك تلك العقدة ينتفع بعض الانفصاليين، ويناور معارضون مقبولون من روسيا وإيران، ويستمر الإرهاب في ضرب أهداف خارجية تعيد في كل مرة خلط الأوراق .. وفي النهاية سيكون إبعاد الأسد مفتاح الحلّ.

على عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(158)    هل أعجبتك المقالة (170)

Hazem Thawra

2015-12-09

مناع هذا المراوغ، والمنافق، والناكر لدم أخيه، ومن أجل كلمة عابرة لبشار الأسد: تعال شكل حكومة ! اهتز كيانه، وطار صوابه، وفقد توازنه، وبدأ يصيح: تعسكرت الثورة! يريد من قناصة الشبيحة أن يسددوا على رؤوس المتظاهرين السلميين بكل راحة وأمان؟! ويجيبه من الطرف الآخر، حسن عبد العظيم: إنه يخشى على المقاومة والممانعة أن تسقط وتتوقف!! كان ذلك قبل أن ينادي رامي مخلوف صهاينته ويذكرهم بأن أمنهم من أمنه!! حيث أظهر ذلك أن المقاومة والممانعة كانتا ساقطتين، قبل أن يصيح عبد العظيم! يوم تحدث بشار في إحدى خطبه عن أشباه الرجال، ارتأى الملك عبد الله الراحل أن يسامحه، فاستقبله في جدة وربت على كتفه، يوم كان منبوذا من الجميع. كان الواجب أن لا يدعى هؤلاء إلا بأسمائهم، وليس لاعتباراتهم التنسيقية، ثم يرفضوا الحضور، والأفضل ألا يدعوا..!.


شيخ نظمي

2015-12-10

السعودية دولة غير محادية في الصراع السوري , ولها اليد في كثير من مشاكل السورية , وايضا السعودية داعمت لبعض الفصائل المتطرفة التي لا تقل ارهابا عن تنظيم داعش, لماذا لم تكون مصر المحادية في الصراع السوري , وهي ليست متحالفة مع تركيا التي كانت سببا رئيسا بعد الاسد في النزيف السوري السعودية جمعة في هذا المؤتمر رجالها واتباعها فقط ..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي