أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مهرجان حمص للسينما التسجيلية في دورته الثانية .. حب وحصار وطوفان فوق "البعث"

شهد المهرجان حضوراً لافتاً رغم الظروف الأمنية الصعبة التي يشهدها حي الوعر - ناشطون

"لا يقاس الزمن في حمص بالشهور والأسابيع والأيام، بل يقاس بقطرات الدم وضربات المدافع، وهدير الطيارات وصليل السيوف، وهذا ضريبة كل وطن يسعى نحو الحرية، التعثر حيناً بمزالق الدم والرصاص والخيانات الكثيرة المتعددة".

بهذه الكلمات بدأ مهرجان حمص للسينما التسجيلية الذي أشعل شمعته الثانية منذ أيام في حي الوعر.

وشهد المهرجان حضوراً لافتاً وغير متوقع رغم الظروف الأمنية الصعبة التي يشهدها الحي، وتضمن المهرجان العديد من الأفلام الوثائقية المميزة ومنها فيلم "حب في الحصار" لـ"مطر اسماعيل" من إنتاج مؤسسة بدايات و"نوستالجيا" للمخرجة "صوفيا الداوودي" وفيلم "طوفان البعث" الشهير للمخرج "عمر أميرلاي"، الذي رحل قبل سنوات مـتأثراً ببزوغ أول زهور الربيع العربي في تونس وفيلم "براعم وحصار" للفنان "محمد أبو عاصم"، وفيلم "سنديان"، لمخرجه "محمد الحمصي"، و"ومضة من الذاكرة" لمخرجه "محمد عبد الرحمن"، وهو الفيلم الذي فاز بجائزة المهرجان وازدان المهرجان أيضاً بفيلمين لناشطين قضيا وهما يحاولان إيصال حقيقة ما يجري في سوريا، ودفعا دمهما ثمناً لهذه المهمة النبيلة، وهما فيلم "مسيرة حريّة" للناشط "أوفى عبد الصمد" الذي قضى خلال حصار حمص القديمة، والفيلم الثاني بعنوان "قصة برميل" للناشط الإعلامي "محمد قيسون" وهو عسكري منشق عن جيش النظام قضى أثناء تغطيته لإحدى معارك الريف الشمالي في 15-8-2015.

الناشط "عمر نجم الدين" أحد منظمي المهرجان أشار في حديث لـ"زمان الوصل" إلى حرص منظمي مهرجان حمص للسينما التسجيلية على أن يكون المهرجان في دورته الثانية مختلفاً كماً ونوعاً، وهذا ما كان من الناحية الكمية –كما قال- حيث وصل عدد الأفلام المشاركة بجائزة المهرجان إلى 10 أفلام، وشهد المهرجان –كما يؤكد– تطوراً نوعياً ملموساً في الأفلام المشاركة عن الدورة السابقة، إلا أن هذه الأفلام –كما يشير محدثنا- "لم ترتقِ بعد للمستوى المأمول"، وأوضح نجم الدين أن "المهرجان عرض في دورته الثانية فيلمين ضيفين على المهرجان، وهما "قصة برميل" و"مسيرة حرية" وهما فيلمان أنجزا قبل استشهاد صاحبيهما، وكانت الغاية من عرضهما –كما يوضح- نقل رسالة هؤلاء النبلاء الذين قضوا وهم يحملون كاميرتهم".

وأوضح محدثنا أن إدارة المهرجان اختارت الأفلام الوثائقية كنوع جديد لم يعتده إعلاميو حمص "للخروج بهذا الفن الراقي المختلف عما اعتاد الإعلاميون العمل به من التصوير الفوتوغرافي والفيديوهات النمطية التي تنقل الأحداث اليومية في الحي".

وأشار "نجم الدين" إلى أن بعض التحديات والصعوبات واجهت منظمي المهرجان ومنها "صعوبة تأمين مكان لاستيعاب الكم الكبير من الحضور الذي توافد لمتابعته، وصعوبة في تأمين المحروقات، بسبب انقطاع الكهرباء، وصعوبات أخرى لا تنتهي لعل من أصعبها خطورة الوضع الأمني في الحي".

وختم "نجم الدين" "نريد من خلال هذه الفعالية الثقافية الراقية أن نؤكد للعالم بأننا مازلنا أحياء رغم الموت والحصار ورغم كل ما يحصل وبأننا -كما يقول الفنان الراحل سعد الله ونوس لازلنا "محكومين بالأمل".

وأضاف أن هذا المهرجان –كما جاء في تقديمه بمثابة "بذرة تطقطق في التراب بانتظار أن تصعد وتتفتح".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(116)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي