"منذ (32) زرت صدد للتعرف على معالم هذه البلدة أنا ومجموعة من المخرجين ولم تسنح لي الفرصة لأزورها مرة أخرى إلا في مهرجانكم لهذا العام".
بهذه الكلمات أفتتح المخرج محمد ملص كلمة مقتضبة قبل عرض فيلمه الروائي "باب المقام" في صالة المركز الثقافي في قرية صدد يوم (11 82008)
فيلم باب المقام الذي يقدم جريمة الشرف بامتياز , أحداث الفيلم في مدينة حلب في أحد أحياها الشعبية القديمة وهو باب المقام تحديدا.
حيث يتناول قصة امرأة وهي "إيمان" (لعبت دورها الفنانة سلوى جميل) تعشق الغناء كانت قد تبنت ابنة أخيها المسجون لأسباب سياسية هذا السجن الذي أدى إلى تسريح عمه من السلك العسكري مما خلق حقدا من العم تجاه عائلة ابن أخيه "رشيد" فأخذ ابنته من عمتها وعذب أخته في وضعها تحت مراقبة أخيها وأولاد عمها الذين اكتشفوا أن "أيمان" تعشق الغناء وتذهب إلى إحدى المغنيات القديمات في مدينة حلب لتسمع أغاني أم كلثوم وهذا كان سببا كافيا لاعتقاد العم وأبناءه أنها عاشقة وتدنس شرف العائلة مما جعلهم يقتلونها
هذا ما جاء في ختام الفيلم في جملة أراد المخرج أن يهدي عمله للمرأة التي توفيت عام (2001) والتي قال ملص أن قصة العرض مستوحاة من قصة موتها.
زمان الوصل التقى المخرج محمد ملص وكان هذا الحوار :
ماهي قصة دعوتك إلى مهرجان صدد وماهو انطباعك عنه ؟
بعد الزيارة العابرة التي قمت بها منذ أكثر من ثلاثين عاما عدت إلى هذه البلدة وعندما دعيت إلى عرض الفيلم بها استرجعت تلك اللحظات التي قضيتها في القرية فلم أفكر برفض الدعوة بل شعرت أني لازلت متواجدا بها وفرحت لأني سأساهم بهذا النشاط الذي يحتاج إليه مجتمعنا دائما ليستعيد عافيته وخصوصيته وإنسانيته ووجدانه إنها محاولة لزرع الصحراء فلنمسك بأيدي بعضنا البعض كي نكون بهذا المهرجان فعالين ونكبر به ويكبر بنا .
وحول رؤيته للواقع السينمائي السوري بشكل عام قال ؟
لا يوجد عندنا صناعة سينمائية بل يوجد صناعة أفلام فقط ،السينما التي كنا نحلم بها أيام الشباب في التمرد على الواقع لم تأتي حتى الآن أو ربما أتت وتم إجهاضها ونحن في هذه الأيام نطلق عليها رصاصة الرحمة وأعتقد أن السبب الأساسي هو عدم توفر النية الصادقة لإنتاج سينما وطنية لا يستعاض عنها بالتلفزيون
السينما كانت حلما وأصبحت اليوم صعبة وكل ما يحيط بنا يزيدها صعوبة .
أما عن الحلول التي يراها مناسبة للنهوض بالواقع السينمائي قال الأستاذ ملص
<<ما هو الطريق؟؟ ربما ليست مهمتي أن أرسم خطة لتطور السينما بل علي أن أقدم أفلامي فقط ، لقد اجتمعنا وتحدثنا طوال ثلاثين عاما ثم لم نصل إلى نتائج كبيرة بل إلى مقترحات ومجرد أفكار.
الجدير ذكره أن فيلم "باب المقام" من إنتاج فرنسي سوري مشترك عام (2005) كتب السيناريو خالد خليفة وأحمد عطية والمخرج محمد ملص وعرض في فرنسا والمغرب ولم يعرض حتى الآن في دور السينما السورية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية