أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمود درويش يعود للمرة الاخيرة لارضه "التي تستحق الحياة "

عاش محمود درويش قضية ارضه وعاد اليها في رحلة اخيرة الى فلسطين لانها وكما قال "على هذه الارض ما يستحق الحياة ".جنازة مهيبة رسمية في رام الله واخرى "رمزية "في البروة بجوار منزله الذي ابصر فيه النور ودمره الجيش الاسرائيلي قبل ستين عاما لتقوم على انقاض قريته مستعمرة اسرائيلية .في قلب تلة مطلة على القدس سيدفن محمود درويش، لن تحتضن الجليل جسد ابنها ولا يلوح في الافق اي مطالبات رسمية لتحقيق ذلك.

 يشارك الاف الفلسطينيين في تشييع جنازة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش (67 عاما) الذي تبنى القضية الفلسطينية في قصائده ويدفن اليوم الاربعاء في مدينة رام الله بالضفة الغربية . وتقام لدرويش جنازة شبيهة بالمراسم الرسمية والتكريم الذي صاحب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى مثواه الاخير. وستكون جنازة درويش في رام الله أول جنازة رسمية تقيمها السلطة الفلسطينية منذ جنازة عرفات عام 2004 .

وقال رجل الاعمال الفلسطيني محمد سقف الحيط وهو يقف في الموقع الذي سيدفن فيه درويش "انه لم يمت لانه خلف وراءه ارثا من الشعر انه باق في قلوبنا." وبدأت بلدية رام الله منذ يوم الاثنين في اعداد الموقع الذي سيقام فيه ضريح درويش والذي سيكون الى جوار قصر الثقافة في البلدية.

وخلال ثلاثة ايام من الحداد الوطني على الشاعر الفلسطيني الكبير علقت صور درويش في شوارع رام الله الى جانب مقولته الشهيرة "على هذه الارض ما يستحق الحياة." وكان درويش قد جعل من رام الله دارا له منذ عودته في التسيعينيات الى الضفة بعد بقائه في المنفى سنوات طويلة. وتوفي درويش يوم السبت نتيجة مضاعفات عقب جراحة في القلب أجريت له بمستشفى في هيوستون بولاية تكساس الأميركية.

وترجمت قصائد درويش الذي نال الكثير من الجوائز وكان شاهدا على الشتات الفلسطيني وضياع الوطن الى اكثر من 20 لغة كما ترجم العديد من دواوينه الى العبرية وان حظرت رسالته الوطنية في الدولة اليهودية كما الغيت سريعا خطة لعام 2000 بتدريس اشعاره في المدارس الاسرائيلية.

ولد درويش في أراض هي الآن ضمن الاراضي الاسرائيلية وسجنته اسرائيل عدة مرات لنشاطه السياسي. وغادر درويش عام 1971 للاتحاد السوفيتي السابق ثم تبعتها سنوات منفى قضاها في القاهرة وبيروت وتونس وباريس. وخلال سنواته في الخارج وصل الى موقع مرموق في منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة عرفات وعاد الى الضفة في التسعينيات.

ثم استقال من المنظمة عام 1993 بعد وقت قصير من توقيع عرفات واسرائيل اتفاقات أوسلو المؤقتة. ويقول اصدقاء درويش انه عارض أوسلو لانها لا ترقى الى مطالب الفلسطينيين بانسحاب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وأقيم ضريح درويش الى الجانب المكان الذي القى فيه اخر قصائده الجديدة (لاعب النرد) و (محطة قطار سقط عن الخريطة) في يوليو تموز الماضي.


مدير عام اليونسكو يعبر عن حزنه العميق لرحيل درويش

عبر مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، عن حزنه العميق لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش .عرف محمود درويش عالميا كشاعر ذي إشعاع كوني وهب صوته لقضية الشعب الفلسطيني من خلال وجوده في منافيه المتعددة، ومنذ العام 1996 من رام الله، المدينة التي اختار الإقامة بها. كان يرى، من خلال شعره، أرضه عبر فيض من الاستعارات والصور والذكريات الجماعية، وفي الوقت نفسه كان يدعو إلى التعايش بسلام وعدالة.

"... لا سلام حقيقي في الشرق الأوسط إذا لم تصل حمامة السلام، المحلقة بجناح العدل وبجناح الحرية، إلى أرض الزيتون والأنبياء والسلام." اختتم محمود درويش خطابه في الدورة 26 للمؤتمر العام لليونسكو عام 1991، بصفته رئيس الوفد الفلسطيني إلى ذلك المؤتمر آنذاك.حاز محمود درويش على عدة جوائز أدبية، بما في ذلك جائزة الأمير كلاوس المرموقة عام 2004 وجائزة مؤسسة لانان للحرية الثقافية  عام 2001.

باعتباره من أكبر الشعراء المعاصرين في العالم العربي، نشر محمود درويش أكثر من 30 مجموعة شعرية ونثرية، وترجمت أعماله إلى 35 لغة. كما كان رئيس التحرير المؤسس للمجلة الأدبية المرموقة "الكرمل" والتي تنشر مناظرات متعددة الثقافات في مواضيع فكرية وثقافية متنوعة وتقيم  الروابط بين الأدباء العرب والمجتمعات الأدبية العالمية.

اشترك محمود درويش، خلال السنوات الماضية، بالعديد من الأحداث الثقافية التي استضافتها اليونسكو في مقرها وفي المنطقة العربية، خصوصا الاحتفالات باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

(122)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي