نعى الرئيس الفلسطينى محمود عباس الشاعر محمود درويش الذي توفي بعد إجراء جراحة في القلب بالولايات المتحدة.
وقال عباس في نعيه: خسرت الأمة العربية شاعرا كبيرا روى بالكلمة قصة شعب وقضية وأمة.
وأعلن حدادا شاملا فى كافة الأراضي الفلسطينية مدة ثلاثة أيام، تنكس خلالها الأعلام فيما انطلقت مسيرة شموع فى وسط مدينة رام الله حدادا على روح الفقيد.
وكان الشاعر الفلسطيني الذي توفي عن 67 عاما قد خضع صباح الاربعاء الماضي لعملية قلب مفتوح لعلاج أحد الشرايين الذي تعرض لتضخم خطير، أجريت له في مستشفى "ميموريال هيرمان" الامريكي في هيوستن بولاية تكساس.
ووضع إثر العملية على جهاز تنفس صناعي إثر مضاعفات نجمت عن العملية.
وكان الشاعر الفلسطيني، الذي كان يعتبر من أقدر الشعراء العرب، قد خضع لعمليتين جراحيتين عامي 1984 و1998، تحدث بعد الثانية عن علاقته بالموت الذي لم يعد يخشاه كما كان في السابق ـ كما قال ـ وإن الموت الذي يظل يخشاه هو موت القدرة على الكتابة.
ولد درويش عام 1941 في قرية البروة بقضاء عكا.
وبعد أن تعرضت للتدمير عام 1948، هاجر مع أسرته الى لبنان قبل العودة للعيش في الجليل.
أجبر على مغادرة موطنه مرة أخرى في سبعينيات القرن الماضي بعد أن اعتقل عدة مرات قبل أن يعود على أثر التوقيع على اتفاقيات سلام أوسلو عام 1993، ولكن لفترات محدودة وبهدف زيارات شخصية.
وكان درويش عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي حين غادر للدراسة في الاتحاد السوفيتي السابق، ثم انضم بعد ذلك إلى منظمة التحرير الفلسطينية حيث كان عضوا في لجنتها التنفيذية وصار مسؤولا عن الدائرة الثقافية.
كتب عام 1988 إعلان قيام الدولة الفلسطينية، غير أنه استقال من منظمة التحرير احتجاجا على اتفاقات أوسلو في عام 1993.
عاش في عدد من الدول بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت أثناء الحرب الأهلية إلا أنه استقر في رام الله بالضفة الغربية عام 1995.
ويعتبر درويش واحدا من اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين امتزج شعرهم بحب الوطن والحبيبة وترجمت اعماله الى ما يقرب من 22 لغة وحصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية، منها جائزة ابن سينا، وجائزة لينين للسلام.
في عام 2000 أثار اقتراح ليوسي سريد وزير التعليم الإسرائيلي حينئذ بإدراج بعض أعمال الشاعر الفلسطيني في المدارس الإسرائيلية عاصفة سياسية دفعت المعارضة اليمينية إلى اقتراع بحجب الثقة عن الحكومة.
وتحولت بعض قصائد الشاعر الفلسطيني، التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، إلى شعارات سياسية وأغان للفلسطينيين تحت الاحتلال وفي الشتات وأشهرها قصيدة بطاقة هوية التي يقول مطلعها " سجل أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألفا"، وقصائد "يوميات جرح فلسطيني" و "إلى أمي" و "أحمد الزعتر".
وفي العام الماضي وفي أول ظهور شعري له في إسرائيل منذ خروجه منها عام 1970 ألقى الشاعر الفلسطيني يوميات في صورة نثر حمل اسم "أنت منذ الآن غيرك" حول الاقتتال الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة.
في هذا النثر الذي تحسر فيه على حال الشعب الفلسطيني الذي "أصبح بدولتين"
"هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟
كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية