بشار الأسد.. بقر غرَّب بقر شرَّق بقى ارجاع.. علي عيد*

مثل أي رئيس دولة ذَيَّل بشار الأسد مرسوما رئاسياً يقضي بإعفاء البقر ـنعم البقرـ وليس المزارعين من رسوم الاستيراد ولمدة سنتين.
كغيري ممن يتابع بفضول نشاط الأسد الميت لكنه يتحرك بمعجزة منذ سنوات قرأت المرسوم، واستنتجت أن "سورية بخير"، وأن "الأزمة انتهت"، لولا أنني تذكرت أن الأسد لا يعيش في الريف الذي يعمل فيه الفلاحون بتربية الأبقار، وهو اليوم لا يسيطر بطبيعة الحال إلا على دمشق التي يتواجد في أقبية أحد قصوره فيها، ومدينتين ساحليتين واحدة على مرمى بصر الثوار، والثانية يجري التخطيط لها كي تكون عاصمة دويلة وظيفية اقتصادها السياحة وصالات القمار وتجارة الجنس، وحتى لو أنه فكر بريف طرطوس وبجزء من ريف اللاذقية وحمص الغربي وطرطوس فإن من الواجب على اقتصاديي الأسد أن ينصحوه بالماعز فهي أقدر على الرعي في الجبال والمرتفعات. ولا يبقى من حجة مقنعة للمرسوم عندي سوى موال مطرب الساحل ابراهيم صقر "بقر غرب بقر شرق بقى ارجاع".
إذن لماذا يسمح الأسد للأبقار بالدخول دون رسوم، ولماذا يعفيها هي "شخصياً" دون أن يذكر الفلاحين أو المربين أو حتى المستوردين، لعل الرجل لا يريد أن يوقع على نص فيه كلمة فلاح أو مزارع على اعتبار أن الثورة السورية المندلعة منذ أربع سنوات وأشهر وصفت بأنها ثورية أرياف وفلاحين ورعاع.
وحتى لا يعتقد البعض أنني أتجنى على سيادة الرئيس فإن المرسوم موجود على صفحات وسائل إعلام النظام، وصدر بتاريخ التاسع من حزيران ـ يونيو 2015، وتقول المادة (1): "تعفى الأبقار المستوردة بقصد التربية من الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى".
وكي لا أظلم من يقفون حول سيادته فإن التفسيرات جاءت من ثلاثة أشخاص هم معاون وزير الزراعة، ورئيس اتحاد غرف الزراعة، وأحد أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين، يعني أن هؤلاء شرحوا للمواطن السوري بأن المقصود بالإعفاء هو المستورد، وأن "الاعتداءات الإرهابية" أدت إلى انخفاض أعداد الأبقار، الأمر الذي "استدعى" التفكير باستيراد البقر من "دول موثوقة عالمياً" وأن المطلوب هو "الفريزيان الأبيض والأسود".
يا سادتي أنا ابن فلاح لكنني لا أتذكر من الحيوانات منذ بدء الثورة سوى الحمير التي قتلتها عصابات الأسد في ريف حماه، والدجاجات التي رأيت نفس العصابة تسرقها من بيوت الفقراء بعد المداهمات، إضافة إلى الأسد كحيوان افترس البلاد والعباد ولم يعد من السوريين من يرغب برؤيته ولو حتى في حديقة الحيوانات.
عموما ولكي لا أضيع على القارئ الكريم فرصة الاطلاع على أخبار مهمة تؤكد استمرار عجلة التنمية وتجاوز الأزمة، فإنني أضع بين يديه الخبر الثاني الذي نشرته الوكالة الرسمية للأنباء، والذي يشير إلى أن بورصة دمشق "نفذت" صفقة بقيمة 20 مليون ليرة، ولمن لا يعرف أهمية هذا الخبر ودلالاته، فإنني سأقوم بـ "تقريش" مبلغ الصفقة ليصبح الناتج 65 ألف دولار تقريبا (الدولار نحو 300 ليرة)، ولعلها ثالثة الأثافي فالمبلغ لا يساوي ثمن بدلة يلبسها بشار ليوم واحد.
غريب أمر الأسد، وإذا ما اقتنعت أنه يتاجر بمناصريه لأنه يراهن على الخروج بروحه في اللحظة الحرجة، فإنني أستغرب من كل الذين مازالوا يدافعون عنه، وأسأل كيف، ولماذا؟.
إلى الأمام أيها الأسد .. وشكرا لإعلامك الذي يتكرم على السوريين بأخبار انتصاراتك التشريعية والاقتصادية، حتى وإن نسي أن جيشك وفي ذات اليوم الذي قرأ الناس فيه تلك الأخبار هُزِم وخلال 6 ساعات فقط أمام ثوار الجيش الحر في اللواء 52 الذي يشكل أكبر قوة نارية في جنوب البلاد وثاني أضخم لواء في العدة والعتاد في سوريا.
ولكي تستمر سيرة المال والزرع فإن حوران التي وعدتها مع مناصريك بأن تفلحها وتزرعها بالبطاطس سيقوم أهلها البسطاء بزراعة اللواء 52 البالغة مساحته 14 ألف دونم بالحنطة والحب.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية