ودعت مدينة حمص يوم أمس الفنان التشكيلي الكبير "رشيد شمة" الذي يعد واحداً من رموز الحركة التشكيلية في سوريا بعد جيل الرواد، مفارقاً مدينته التي أحبها وأخلص لها في تجربته الفنية، ولد الفنان الراحل في حمص عام 1938 وأوفد إلى مصر لدراسة الفنون الجميلة وهناك حصل على ليسانس في الفنون والتربية من المعهد العالي للتربية الفنية للمعلمين في القاهرة اختصاص تصوير بامتياز مع درجة شرف، ومنذ عام 1963 وحتى عام 1992 عمل في مجال تدريس الفنون في دور المعلمين في حمص والحسكة، وعمل بين عامي 1992 ـ 1995 فـي مجال التوجيـه الاختصاصي لمادة التربية الفنيـة بحمص، وسـاهم بإعـداد مناهـج التربيـة الفنية وتأليف بعض الكتب الفنية، وهـو عضو مؤسـس لنقابة الفنون الجميلة– أمين السـر فـي فرع حمص حتى عام 1980 ثـم رئيس فرع نقابة الفنون الجميلـة بحمـص 1995 1992- ومـن 1998-1996 وعضـو الاتحاد العام للتشكيليين العرب. أُرسل بمهمات فنيـة إلى العـراق والأردن ورومانيـا، وزار فرنسـا وعمـل فـي قصـر الفرفـين ـ مقاطعة النورماندي عام 1995 مع مجموعة من فناني حمص المميزين.
ورغم شخصيته الهادئة البعيدة عن الانفعال والثورة إلا أن الفنان "شمة" كان من أوائل الفنانين الذين تناولوا الثورة في أعمالهم ووثقوا المظاهرات، وفي هذا السياق يقول صديقه الشاعر الدكتور "شاكر مطلق": "كان رشيد شمة شاهداً على عصره موثِّقاً لما يراه أمامه من مظاهراتٍ ومن حركةٍ جائشةٍ، مفعمةٍ بالقلقِ وبالرَّفضِ في المجتمعِ الحمصي حيالَ ما يجري على الساحةِ الوطنية والقوميةِ".
ويضيف مطلق:"كان شمة بداية الخمسينات والستينات من القرن الماضي أحد الفنانين الشبان الطامحين للتغيير، يوثِّق بريشته بعض حالات الواقعِ والحلم اللتينِ كانتا تعتريانهِ، شأن الغالبية من جيله" وكان "يسير في المظاهرات الصاخبة ضد (الغرب) وكل ما يمتُّ له بصلة، لأنه يريد لبلده الأفضل في كل شيء، وبخاصة في الإبداع بأشكاله المتنوعة، متمرداً على الركود والمألوف".
"زمان الوصل" اتصلت بابنة الفنان الراحل الدكتورة "مي شمة " التي اعتذرت في البداية عن الحديث لأنها في حالة سفر -كما قالت- ولكنها أكدت أن والدها الراحل "كان بصحة جيدة ورحل بنفس مطمئنة وأنه توفي وفاة طبيعية"، ليرحل عن مدينته حمص التي كان شاهداً على تحولاتها الأليمة، ورمادها الذي طالت انبعاثيته.
فارس الرفاعي –زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية