أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"فليحان" تقدم سيرة ذاتية للثورة السورية

فليحان: الكتاب محاولة لاسترجاع كل ما مرّ بي خلال السنوات الماضية من الثورة

"ثلاث سنوات لا تقاس بالدقائق والساعات الزمنية المعهودة، لأنها ترتبط بذاكرة إعصار"، بهذه الكلمات تقدم الكاتبة والمعارضة"ريما فليحان" لكتابها الذي حمل عنوان "حين شرّعت الجدران بالكلام" والمتوقع صدوره خلال أيام عن "اتحاد الديموقراطيين السوريين".

وتسرد فيه بلغة أدبية شفافة، وأسلوب شائق، يوميات الثورة السورية ومالذي جرى، وكيف، ولماذا، وتصف حالة عجزها القاتل أمام ما يجري: "أحدق في جسد وطن يئن أمام عجزي وتضارب مشاعري فأشعر بالاحتراق، وأبحث عن حلمي وبقايا البلاد، ضمن ما تبقى من أهداب ثورة صارت خارج التغطية بفعل تراكم الدماء".

حول فكرة كتابها هذا ومالذي أرادت أن تقول من خلاله تحدثت الكاتبة"ريما فليحان" لـ"زمان الوصل" قائلة:"هذا الكتاب محاولة لاسترجاع كل ما مرّ بي خلال السنوات الماضية من الثورة، وأهم المفاصل المرتبطة بأفكاري وهواجسي ومشاعري مع كل حدث، ووجهة نظري بكل صراحة، وأوضحت فليحان أن كتابها هو "سيرة ذاتيه ذات أبعاد أدبية وإنسانية وسياسية واستحضار لأثر الثورة على حياتي وتفكيري خلال السنوات الأولى من الثورة وحتى استقالتي من الائتلاف الوطني".

وأردفت قائلة: "لكل مرحلة من مراحل الثورة ملامح وأثر وميزة في حياتي، ولكن المرحلة الأجمل كانت بدايات الثورة، أي عندما كنت داخل سوريا، أما ما بقي فهو عبارة عن معاناة أكسبتني خبرة ونضجاً في المعرفة السياسية والحياة".

وحول دلالة تسمية كتابها بـ"حين شرعت الجدران بالكلام" تقول الكاتبة فليحان:

"بدأت الثورة بعبارات خُطت على الجدران كانت تقول "جاييك الدور يا دكتور" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، دلالة العنوان هو حكايتنا مع الثورة، كانت تلك العبارات إرهاصات ولدت بعدها الثورة أيضاً".
وتضيف فليحان:"اعتدنا في الأمثال الشعبية على أن نقول: الجدران لها آذان"، في إيحاء إلى الخوف المكبوت في ضميرنا وثقافتنا الموروثة، حين بدأت الجدران بالكلام يعني الانتقال من حالة الخوف والصمت إلى حالة الثورة.

وعن نبرة التذمر التي تطغى على أجواء الكتاب وما مبعث هذا التذمر وأسبابه تقول مؤلفة الكتاب:

"هناك مجموعة من العوامل شرحتها في الكتاب دعتني للتذمر من الحال الذي وصلت إليه ثورتنا، ومنها التدخلات الخارجية والأنانية عند بعض الفئات، ومنها فوضى السلاح وتعدد الأجندات، ومنها خبث النظام"، وفشل المعارضة والمال السياسي، والتنافس السلبي، وحالة العداء بين القوى الثورية والسياسية، وسيطرة بعض القوى التي لم تتشرّب مبادئ ثورتنا الأولى".

وعند سؤالها هل كان من الممكن أن تستمر الثورة في طابعها السلمي أمام تغوّل وتوحش هذا النظام، وكيف تنظر إلى تحول هذه الثورة من طابعها السلمي إلى العسكرة والسلاح تقول فليحان:

كان من الممكن العمل باستراتيجيات مختلفة ووضع الفئات المنشقة في موقع الحماية للمدنيين، وليس الهجوم، وبالتالي الوقوع تحت رحمة الممولين غير المعنيين بأهداف الثورة، عسكرة الثورة فتحت الباب واسعاً لدخول قوى غريبة عن مجتمعنا وثقافتنا والنضال السلمي، كان سيوفر الكثير من الدمار والدماء، وسيحقق نتائج أفضل وتعاطفاً من المجتمع الدولي، دون تشويش في الرؤية"

وتردف فليحان قائلة: "كان من الممكن أن يكون لدينا استراتيجية مختلفة، والنظام سعى منذ اللحظة الأولى لعسكرة الثورة ليبرر استخدامه للقوة المفرطة، كالقصف والطائرات وغيره، وإذا تتبعت الأرقام تلاحظ أن الأشهر الست الأولى من الثورة كان عدد الضحايا أقل بمرات كثيرة من الفترة التي تلتها بشهر واحد فقط، حين تسلحت الثورة، عسكرة الثورة وحتى اللحظة أثبتت عدم جدواها، بينما تمكنت السلمية في الأشهر الأولى من تحقيق انتشار الثورة، والضغط على النظام ودفعه للبدء بتغيير القوانين حتى لو شكلياً".

وحول اعتقادها بقدرة النضال السلمي على إسقاط نظام متشبث بالحكم منذ أربعة عقود ووجود تقاطعات في المصالح والمكاسب التي أورثها لمؤيديه أجابت فليحان بنعم جازمة لأن "هناك تجارب عالميه لأنظمة تشبه النظام السوري" وأضافت "إن تقاطع المصالح لا تخصّ مؤيدي الأسد فحسب، وإلا بماذا أفاد تقاطع المصالح المرتبطة بالسلاح إلا في تدمير البلد؟ ووضع الثوار تحت رحمه التمويل؟وتجار الحروب؟وأدخل لبلدنا داعش وغيرها، من حاملي الفكر المتطرف.

واستدركت فليحان قائلة:" النضال السلمي كان سيعطي حاضنة شعبيه أميز وأكبر للثورة، وسيجذب الشرائح غير المعارضة للنظام، بينما عسكرة الثورة أدت إلى نفور عام، وخوف لم ينفع الثورة، ولا البلد، النظام كان خائفاً من الثورة، كذلك بعض الفئات المؤدلجة،لأنهما يعلمان أن الثورة السلمية ستنجب الديموقراطية، وهو ما لايريده الطرفان، بالإضافة لدول أخرى خافت أن يمتد الربيع إليها.

وما يجري في سوريا -حسب الكاتبة- "ريما فليحان" هو "حرب وكالة يشنها الجميع ضد الجميع، وينتصر فيها الموت، ويخسر فيها كل السوريين، وبين كل هذا وذاك تطحننا رحى لا نعلم من يمسك بذراعها، وتسحن عظامنا تحت وطأة الدوران، وتحترق آمالنا ضمن لعبة خلط الأوراق، في هذا العالم المجنون".

وتردف بلغة شفيفة:"كان يجب أن أستدعي الصوت والصورة من عمق الذاكرة المتعبة، حلمي الضائع كان أبيض كلون الغيوم، وما زلت أبحث عن المطر بالرغم من كل هذا السعار الذي يفترس كل شيء حتى الغمام".

فارس الرفاعي -زمان الوصل - خاص
(117)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي