أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دمشقي عتيق يروي لـ"زمان الوصل": حكايات الفن مع "غوار" و"البورظان" من دمشق إلى اسطنبول

عزت الشامي - زمان الوصل

على صدى السنين الحاكي يعيش المغترب الدمشقي العتيق "عزت الشامي" المعروف بلقب "أبو العز" في إحدى المدن الإيطالية اليوم، حاملاً في تلافيف ذاكرته حكايات أشبه بصندوق من الأسرار، التي عايشها وكان شاهداً عليها خلال نصف قرن، مابين دمشق واسطنبول، ومن هذه الذكريات بداية معرفته بالثنائي "نهاد قلعي" و"دريد لحام" أثناء وجودهما في اسطنبول لتصوير فيلم سينمائي تركي سوري مشترك، وتعرّف بهما بعد أن تم تكليفه من أحد أصدقائه الفنانين بترجمة العديد من سيناريوهات الأفلام، ومنها فيلم "غرام في اسطنبول " الذي قاما ببطولته وأخرجه التركي "خلقي سانر".

ويردف الشامي مستعرضاً شريط ذكرياته لـ"زمان الوصل":" كان أحد مخرجي تلك الأفلام التي صُوّرت باسطنبول مخرج الروائع المرحوم "نيازي مصطفى" الذي عملت مساعداً للإخراج معه، وفي أحد الأيام بعدما راقب نشاطي في ترتيب الاستوديو والكومبارس عن كثب قال لي رحمه الله :"أبو العز ...ده أنت ثورة والله".


ويكشف الشامي أن العلاقة بين الفنانين "نهاد قلعي" و"دريد لحام" لم تكن على ما يُرام في تلك الفترة: "كان دريد لحام لا يكن الود للفنان نهاد قلعي، وإن كان لا يبدي ذلك علانية لأن شهرته ارتبطت بقلعي وأي خلل في العلاقة بينهما سيؤثر سلبياً على هذه الشهرة".

ويردف أبو العز:"كان دريد لحام غيوراً جداً حتى من رفيق دربه نهاد قلعي الذي كان له الفضل في شهرته، ولا يريد لأحد أن يسبقه خطوة واحدة".

ويستدرك الشامي:"كان دريد يحاول دائماً سرقة "الغروبلان –Gros Plan" أي الاستئثار بالكاميرا، والظهور أكثر من غيره في الكادر، وكأنه هو الوحيد الذي يجب أن يظهر، ولا قيمة للآخرين".
ويروي الشامي حادثة طريفة وقعت أثناء خروجه مع "نهاد"و"دريد"من مطعم اسطنبولي في جادة "الاستقلال" وكان الفنان المرحوم "نهاد قلعي" يهوى التطلع إلى فترينات المحلات التجارية التي تبيع الثياب والأحذية -كما يقول– و"حينها أردنا الانتقال إلى الطرف الثاني من الشارع، وانتظرنا توقف السيارات، ولكن إحداها توقفت في منتصف الشارع، فالتفت قلعي إلى السائق وشتمه بلكنة شامية: "امشي بيضتيني" وكان يعتقد أن السائق تركي وإذ به يطل من شباك سيارته ويقول له بلهجة لبنانية: "مسّيك بالخير أستاذ نهاد"

*دريد لحام ومعلقة الذهب
كان دريد لحام وغيره من الفنانين يعيشون آنذاك أي في فترة الخمسينات والستينات في بحبوحة مادية، وكان الفن في حياتهم مجرد تحصيل حاصل، وليس مصدراً للعيش، وفي هذا السياق يروي "أبو العز" أن الفنان رفيق السبيعي أسرّ له ذات مرة في اسطنبول:"هدول اللي متل دريد ولدوا ومعلقة الذهب بتمهم، مو متل حكايتنا ويقصد نفسه وحسني البورظان وعبد اللطيف فتحي، وبقية ممثلي تلك الحقبة الذين عانوا كثيراً من البؤس والفاقة".

ويسرد محدثنا "جزئية" صغيرة في حياة "دريد لحام" لا يعرفها إلا المقربون منه قائلاً:" كان دريد لحام قبل أن يشرب القهوة التركية يغمس اصبعه بكأس الماء المقدم مع الفنجان، ويقوم بتنقيط ثلاث أو أربع نقاط فوق القهوة"، ويفسر الشامي هذه الحركة بأن دريد لحام درس الكيمياء في جامعة دمشق، وهو يعرف أن سقوط نقاط الماء البارد على القهوة الساخنة يؤدي إلى ترسّب "طحل" القهوة في قعر الفنجان على الفور".

*الكلمنظة في دمشق !
من جانب آخر يؤكد الدمشقي العتيق أن أهل دمشق "كانوا ينظرون إلى الفنانين وخاصة الممثلين نظرة تفتقر للاحترام في فترة الخمسينات والستينات ويعتبرونهم حرفاً ناقصاً و أن مهنة التمثيل (الكلمنظة) هي مهنة أراذل الناس -حسب رأي العامة- آنذاك.

ويتابع أبو العز: "هذا الكلام لا يجانب الصواب كثيراً، لأن الوسط الفني آنذاك كان موبوءاً بالفعل، ومليئاً بأمراض الحقد والحسد والغيرة والكذب والوصولية".

ويردف الشامي:"من الصعب أن تجد فناناً منهم صديقاً لفنان آخر، وأقصد هنا الممثلين والموسيقيين حصراً".


ويلمح الدمشقي العتيق إلى أن "هذا الوضع السلبي لم يكن خاصاً بفناني سوريا، بل هو موجود في جميع دول العالم دون استثناء"، وهذا لا يمنع من القول -بحسب رأيه– أن هناك فنانين على درجة عالية من الشفافية والنقاء مثل " الكريستال" تلك الفترة، ومنهم الفنان "فهد كعيكاتي" الذي لم يتلوث بالوسط المحيط به".

*يا ساتر !
يكشف الشامي: "كان الفنان كعيكاتي من معارف والدي، وكان يعمل في مؤسسة الكهرباء بالقرب من مقهى الكمال الصيفي والهافانا".

ويستطرد قائلاً: "إلى جانب عمله الوظيفي كان كعيكاتي يقوم بتمثيليات هزلية في الراديو مع أبو رشدي و"أنور البابا"-أم كامل- ويعمل في المسرح والتلفزيون".

ويؤكد أن "براعة المرحوم "فهد كعيكاتي" كانت تبرز وراء الميكرفون فقط، لعدم وجود جمهور أمامه، أما في المسرح فكان الأمر بالنسبة له في منتهى الصعوبة، ويتذكر "عزت الشامي" قصة حقيقية وقعت أثناء مشاركة كعيكاتي في مسرحية لمؤسسة كهرباء دمشق وحينها كما يقول: "لم يجرؤ على الدخول إلى خشبة المسرح، رغم أن الممثل الذي قبله حثّه على الدخول من خلال ارتجاله لعبارات دخيلة على النص، ولكنه أصرّ على عدم الدخول".

ويردف محدثنا: "ما كان مني إلا أن وضعت قدمي في مؤخرته ودفعته إلى خشبة المسرح رغماً عنه، وحينها قال العبارة التي اعتاد الفنان "عبد اللطيف فتحي" على تردادها في مسرحياته وهي "يا ساتر".
ويستدرك أبو العز الشامي وهو يبتسم:"بعد يومين صادف أبو فهمي والدي وقال له: هادا ابنك المنظوم دفشني بقدمه على المسرح" وحين رجع والدي إلى البيت قال لي:"ليش عملت هيك مع أبو فهمي" وعندها رويت له ما جرى فصار يضحك بشدة.

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (137)

ابو محمد نور

2014-10-24

دريد لحام منافق ووصلوي وانتهازي لما عينوه سفيرا لليونسيف رايته بام عيني يقابل ترحب الاطفال به باستهزاء وينظر اليهم كانه ينظر الى جرذان والله لم يعرهم ابتسامة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي