حبر جوزيف حرب يجف بعد مسيرة حافلة بالعطاء

غيب الموت الاحد الرئيس السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين الشاعر جوزيف حرب عن عمر يناهز الرابعة والسبعين بعد صراع مع المرض.

وتوفي الشاعر اللبناني تاركاً دواوين شعرية بالفصحى والعامية وقصائد غنتها فيروز ومارسيل خليفة.

والشاعر الراحل من بلدة المعمرية، جنوب لبنان، درس الأدب العربي والحقوق في الجامعة اللبنانية، ثم دخل سلك التعليم وعمل في الإذاعة اللبنانية وكتب وقدَّم عدة برامج، كما كتب برامج تلفزيونية.

ومارس حرب في شبابه المحاماة وافتتح مكتبه الخاص، واثرى منذ الستينيات المكتبة اللبنانية بمؤلفاته وأعماله النثرية والفكرية والشعرية.

وفي عام 1960 أصدر كتابه الأول "عذارى الهياكل".

وكتب للتلفزيون العديد من البرامج الدرامية منها: "أواخر الأيام"، "باعوا نفساً"، "قالت العرب"، "قريش"، "أوراق الزمن المر"، و"رماد وملح".

وغنت له فيروز العديد من القصائد، منها: "لبيروت"، "حبيتك تنسيت النوم"، "لما عالباب". كما لحَّن وغنَّى له مارسيل خليفة: "غني قليلاً يا عصافير"، "انهض وناضل".

ومن دواوين الراحل بالفصحى: "شجرة الأكاسيا"، "مملكة الخبز والورد"، "السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية".

كما ترك دواوين بالعامية منها: "مقص الحبر"، "سنونو تحت شمسية بنفسج".

واسهمت قصائد الشاعر اللبناني جوزيف حرب في ترسيخ النمط الشعري اللبناني المُغنّى.

وارتبطت قصائده بصوت السيدة فيروز، ووفرة شعره جعلته صاحب أطول قصيدة وأضخم ديوان شعري في العالم العربي هو "المحبرة".

على مدى 1725 صفحة يُمسك جوزف حرب قارئه بقصائد دائرية غاب عنها الشكل الكلاسيكي وحضرت فيها براعة شعريةٌ عالية مرّ فيها الشاعر على التفعيلات معظمها حتى كأن المجموعة معرض بهيٌّ للتفعيلات في عرض جميلٍ أنيقٍ لقدرة التفعيلة على خلق موسيقاها.

وتميزت أشعاره بالكلمات المؤثرة والرومانسية، كلمات يملؤها والحزن والعاطفة والشعور بالوحدة والوحشة.

ويجمع جوزف حرب في قصائده بين تعدد الاوزان والقوافي -أو شعر التفعيلة كما يسميه البعض- وبين سمات من قصيدة النثر.

و وصفه بعض الشعراء بأنه انفجار شعري، على غرار أي انفجار كوني، فيما اعتبر آخرون أن الموسيقى لا تفارق شعره ولا تجافيه.

وشغل حرب رئاسة اتحاد الكتاب اللبنانيين من عام 1998 حتى عام 2002.

وفاز الشاعر اللبناني بعدد كبير من الجوائز كان آخرها "جائزة الأدب اللبناني" بمناسبة احتفالات بيروت عاصمة عالمية للكتاب.

ونال العديد من الجوائز التكريمية منها جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي، والجائزة الأولى للأدب اللبناني من مجلس العمل اللبناني في الإمارات.