تابعوا "زمان الوصل" على "الفيس بوك"... اضغط هنا
"إذا بتحط أيدها عند إجرها .. يابا .. بساعتين منحرر السويدا نحنا"....، بهذه الاستعارة التي تصف لحظة تمرّد الفَرَس الحرون ورفضها الانصياع وفي دلالة على تشنّج العلاقة الاجتماعية المتمثلة بفئة المشايخ مع السلطة، افتتح الشيخ (أ . صافي. ر) كلامه بعد أن احتدّ النقاش الدائر حول استدعاء ثلاثة من مشايخ السويداء من قبل جهاز الأمن العسكري على خلفية حادثة العيّن المعروفة، والتي تمّ خلالها تحريرهم عنوةً لعشرات الشبان الذين تخلفوا عن الالتحاق بقطعهم العسكرية ثم عادوا عن قرارهم بناءً على وعود قطعت لهم بتسوية أوضاهم القانونية، وتؤكّد خدمتهم العسكرية داخل حدود المحافظة، عندما وصلت معلومات مسربة للمشايخ وعلى رأسهم شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع من داخل مكاتب الأمن العسكري تفيد بأن خطة أمنية تحاك لتصفية الشباب باسم جبهة النصرة. فهل بدأت علاقة المشايخ بأجهزة الأمن بشكل عام وبالعسكري بشكل خاص بالتشنج أبتداءً من هنا؟... الإجابة في التقرير الذي أعدته "زمان الوصل" من قلب السويداء...
وفيق ناصرمجددا
بعد رفض المشايخ للاستدعاءات الأمنية بحقهم وتخلفهم عن الحضور، قام العقيد وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء بزيارة الشيخ نزيه جربوع في محاولة منه لترطيب الأجواء المتشنجة وردم الفجوة التي تزيدها الأوضاع العامة، لكن بعد عدة أيام اعتقل الأمن العسكري أحد المشايخ بشكل تعسّفي ومازاد الطين بلة، أن تدخل الشيخ نزيه جربوع في موضوع الشيخ المعتقل لم يلقَ أي قبول أو ترحيب ولم يثمر عن شيء ما رفع من حدة التوتر بينه وبين ناصر...
ولم يصدر عن جربوع بحسب نشطاء أي آراء حادة تجاه أي طرف أو موقف، بل يعتبر من الشخصيات شديدة البراغماتية...
اغتيال الهجري
من جهته قال مصدر قريب من الشيخ لـ"زمان الوصل": يبدو أن الشيخ نزيه جربوع لديه هواجس لا أدري إن كانت مبنية على معلومات دقيقة وصلته أو مجرد إحساس، حول احتمال أن يكون حادث الشيخ أحمد الهجري مدبّر ومقصود فعلاً، وذلك بسبب موقفه المعارض لزج شباب السويداء في أتون معركة النظام للحفاظ على السلطة، وربما بدأ يتخوّف الشيخ نزيه بدوره من تكرار ما حدث مع الشيخ الهجري لتطاله شخصياً، خصوصاً وأصبح هذا واضحاً للجميع أن ممارسات العقيد وفيق ناصر، وإطلاق زعرانه في شوارع المدينة، إنما يريد من خلالها إيصال رسالة إلى أهل السويداء بعد الكثير من المواقف التي أحرجته أمام القيادة العامة ويأسه من جرّ الطائفة إلى معركة النظام، بأن لا كبير عنده غير الجمل "...
مشايخ الدروز والمخابرات وانتفاضة السويداء
بينما يرجع أحد النشطاء السياسيين المخضرمين من محافظة السويداء هذه الحالة إلى زمن بعيد، حيث يرى أن سوء العلاقة بين مشايخ الطائفة الدرزية ورؤوساء أفرع الأمن في محافظة السويداء (العسكري والجوي) على وجه التحديد لم تأت على خلفية الحاضر أو محاولاتهم جر السويداء والطائفة الدرزية بالعموم إلى معركة النظام مع الشعب السوري، بل تعود إلى "انتفاضة السويداء" أو ما سمّي شعبياً بأحداث البدو عام 2000.
وتابع الناشط أن الخوف يجعل الذاكرة أكثر حدة ورشاقة، إن من يتذكر تفاصيل الحدث يدرك تماماً أن محافظة السويداء قد نفّذت انتفاضة شعبية عنيفة ومفاجئة ضد نظام الأسد وممارساته، وما أظهرها حينها على أنها ضد البدو هو "سعود السعيد" البدوي الغني رجل المخابرات الأمين، لكن حقيقة ما جرى كان مواجهة صريحة للجيش والأمن، وقدمت السويداء خلال يومين من أحداثها التي استمرت أربعة أيام 27 شهيداً عدا عن المصابين، سقطوا جميعاً برصاص الجيش وعناصر الأمن العسكري والجوي، لم تنسَ الناس أن المؤازرة قد وصلت خلال ساعات من دمشق عبر جسر نقل بري وبعض الحوّامات، وتمركزت القوات حينها في ساحة الملعب البلدي، ولو استمرت انتفاضة السويداء في ذلك الوقت ساعات أطول كان النظام على استعداد وجهوزية تامة لاجتياح السويداء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إن مشايخ السويداء وأهلها جميعاً يدركون تماماً أن النظام ما زال يحاول التعامل مع السويداء على طريقة العصا والجزرة، وذلك بهدف محاولة جرها للقتال معه، ويدركون أنه إذا يئس منها لن يرتدع عن التعامل معها بأسوأ مما نرى من طرق معاملته مع باقي المحافظات، معرفة هذه الحقيقة وربما دنوها من حيز الواقع هو ما يقلق مشايخ الطائفة وأهالي السويداء عموماً.
البدو والدروز
من جهته أفادنا مصدر موثوق من إحدى قرى البدو المحاذية لحدود المحافظة الغربية أن التصعيد الممنهج لحالات الخطف التي ازدادت في الأيام الأخيرة لبعض الشباب من أبناء محافظة السويداء له ما بعده، إذ سيعمل النظام وبعد تحديد وجهة أهالي السويداء باتجاه البدو إلى تصفية بعض الناشطين وبعض الوجوه الاجتماعية المعروفة في الجبل وإلصاق التهمة بالبدو، ذلك في محاولة جديدة لإدخال السويداء في فتنة طالما انتظرها وعمل على إذكائها، سواء مع حوران أو مع البدو، مؤكداً أن الخاطفين من البدو هم عملاء لأجهزة الأمن الجوي ولا يمثلون بقية البدو مطلقاً.
يذكر أن الاستفزازات الكثيرة التي تتعرض لها أهالي محافظة السويداء واضحة للعيان، فليس من الغريب أن يأتي على لسان مسؤول حكومي كوزير الزراعة مثلاً، أن رأسين من الماعز مقابل شاب قتل أو استشهد لا فرق هنا، هو حق لذويه، وهو ما سيسهم بإثراء الحياة الزراعية والثروة الحيوانية، ذلك لأن "الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر"....!
كما لا يخفى على كل متابع أنه وفي الآونة الأخيرة، يكاد لا يمضي يوم دون أن تتلقى المحافظة خبر شهيد قتل تحت التعذيب، ولا جثمان يوارى الثرى، بعض الأغراض الشخصية ورسالة مقتضبة توضح سبب موته وهي أزمة قلبية في الغالب، مع تهديدات لأهله بعدم السؤال عنه أوالإجابة على أسئلة الآخرين أو البحث في أسباب مقتله..
من جهته كشف الإعلامي الدكتور فيصل القاسم عن احتقان الموقف في محافظة السويداء نتيجة تصرفات واحد من قادة الأجهزة الأمنية للنظام، الذي نقل إنه بات يعامل أهل السويداء كما كان "عاطف نجيب" يتعاطى مع أهل درعا.
ونشر القاسم على صفحته رسالة قال إنها وردت من منطقة "عين الرمان" في السويداء، من شخص سماه "س.ع" طلب عدم نشر اسمه الكامل حفاظاً على سلامته.
وتحدثت الرسالة عن "احتدام الموقف بين أهالي السويداء ورئيس المخابرات العسكرية العقيد وفيق ناصر". مضيفة: "من الواضح أن العقيد المذكور يسير على خطا عاطف نجيب الذي اقتلع أظافر أطفال درعا. وقد قام فرع ناصر في الفترة الأخيرة بتعذيب بعض الشباب حتى الموت، وهو المسؤول عن اعتقال بعض سيدات السويداء. وفي الآونة الأخيرة بدأ بعض أفراد المخابرات العسكرية في السويداء بعمليات استفزازية للغاية".
وتابعت الرسالة: "يتساءل الناس الآن: كيف يستطيع مساعد أول من المخابرات العسكرية في السويداء أن يمتلك محلات تجارية كبيرة على طريق قنوات كالمقاهي وغير ذلك؟".
وختم صاحب الرسالة قائلا: "أخبركم أن شباب السويداء الآن في حالة استنفار لمواجهة وفيق ناصر وكلابه في المحافظة بعد أن بلغ السيل الزبى".
وكانت تصرفات عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد ومسؤول الأمن السياسي في درعا هي الشرارة التي أطلقت الثورة السورية من درعا، لتمتد لاحقا إلى جميع أنحاء البلاد.
وكرس نجيب صورة الضابط الأسدي الهمجي والمتوحش، باعتقاله ثلة من الأطفال وممارسة أقسى أنواع التعذيب بحقهم، وصلت حد تقليع أظافرهم، فضلا عن استهتاره الفج بمن يعدون من وجهاء المحافظة وأعيانها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية