من السويداء مراسلة "زمان الوصل" ترد على "فتنة" أوغاريت دندش و"الميادين"

دندش مع جيش الاسد

السويداء -الجبهة المنسية، هكذا قدمت أوغاريت دندش في حلقة من برنامجها (من الأرض) ، والذي تبثه قناة "الميادين" مدعية أنها تقدم عبر حلقات البرنامج تحقيقات ميدانية مستقلة تستعرض فيها الواقع السوري في ظل الأزمة الحالية، فكان لمحافظة السويداء نصيب من استقلاليتها الصحفية المزعومة حيث تناولت في برنامجها الأحداث التي تعيشها محافظة السويداء بطريقة أقرب ماتكون إلى السريالية الأدبية منها إلى الحقيقة الواقعية، محاولة أن تستحث فيها من خلال عبارتها المنمقة، وصورها البديعية التي تشيد بكرم وعزة وشموخ أهل الجبل فتنة تنبههم فيها إلى الخطر المحدق بهم.

فاستهلّت دندش تحقيقها بعبارت تفوح منها رائحة الفتنة متقصدة من خلالها تكريس النعرات الطائفية لدى أبناء السويداء ضد جيرانهم في سهل حوران، فأوضحت للمشاهد أن قرى الشريط الغربي في محافظة السويداء، والمتاخم لحدود درعا الشرقية هو: جبهة منسية تتعرض باستمرار لهجمات شرسة من قبل مسلحي درعا، حيث يعيش أهالي هذه القرى معاناة يومية وقلقا دائما بسبب تلك الهجمات، وأطلقت وبشكل مباشر على حدود السويداء مع درعا تسمية "الحدود غير الشقيقة"! 

وركزت على قرى (الدور، لبين، داما، الثعلة، نجران، كناكر، عرة) 
لايمكننا أن ننكر حدوث بعض الاشتباكات في تلك القرى، ولكن معظمها اشتباكات مفتعلة من عناصر اللجان الشعبية في السويداء ، أو من قبل بعض العناصر المتطرفة الموجهة من قبل النظام لافتعال فتنة أو لزرع الخوف في نفوس الأهالي، وتحييدهم عن التواصل مع جيرانهم في سهل حوران، طبعا ولإثبات مصداقية كلامنا كانت هناك ردود أفعال غير مدروسة من قبل بعض الفصائل المسلحة، والخارجة عن سيطرة وجهاء درعا، وقيادات جيشها الحر دفعتهم لاختطاف شباب من السويداء مازالوا محتجزين لدى هذه الفصائل، ولكن الموضوع لم يتطور إلى هجمات شرسة ومستمرة وكأن أهالي هذه القرى وكما وصفتهم قي تقريرها متأهبين في سلاحهم يعيشون حالة صد ورد كما لو كانوا في ساحة حرب.

ونسيت دندش التذكير بأن هذه الأحداث تم احتواؤها من قبل عقلاء ووجهاء درعا والسويداء مؤكدين في كل مرة على علاقات الأخوة والمودة التي تربطهم ببعض عبر تاريخهم الطويل.

وفي سياق تحريضها غير المباشر على إشعال الفتنة عرضت في برنامجها مقطع فيديو قديما لمن يسمى الشيخ (عبد السلام الخليلي) يشتم فيه سلطان باشا الأطرش، ويتعرض بسفيه الكلام لنساء السويداء، وكان قد ثبت في حينها، وبعد عرض هذا الفيديو بأيام قليلة أنه فيديو مفبرك، وأن المدعو الخليلي أحد عناصر الأمن العسكري، وبكل الأحوال كان قد صدر بيان موقع من عدد كبير من مشايخ وخطباء ووجهاء درعا يعتذرون فيه للطائفة الدرزية، مستنكرين ماورد في مقطع القيديو متبرّئين منه، ومن صاحبه شكلا ومضمونا.

أما في إطار حراك السويداء السلمي أكدت صاحبة التحقيق المصور بخروج مظاهرات بسيطة بالكاد تذكر على حد تعبيرها، في الوقت الذي وبشهادة مراقبين انطلقت في السويداء مايزيد عن 120 مظاهرة شعبية في ساحات المدينة وشوارعها، ومظاهرات طلابية خرجت من المدارس، ومنها مظاهرات فاق عدد المشاركين فيها 10000 اّلاف، ولاسيما في تشييع الشهداء الذين لقوا حتفهم على أيدي أجهزة النظام الأمنية، وآخرها كان اعتصام دام ثلاثة أيام متتالية لنقابة المحامين أجبروا من خلاله النظام على إطلاق سراح اثنين من زملائهم المعتقلين لديه.

خلدون زين الدين
وفي إشارتها المتواضعة عن الملازم أول الشهيد "خلدون زين الدين" عرضت فيديو يوضح خبر انشقاقه، وآخر يصور لحظة استشهاده وكأن حراك السويداء العسكري قد اقتصر حسب معرفتها على هذا المقطع المصور، فمعلوماتها لم تسعفها لذكر الانشقاقات المتتالية لأبناء السويداء عن صفوف جيش النظام، ولتشكيلهم العديد من التجمعات العسكرية بدءا من كتيبة سلطان باشا الأطرش إلى كتيبة بني معروف إلى كتيبة الشهيد كمال جنبلاط إلى كتيبة أحرار السهل والجبل، والعديد من التشكيلات العسكرية الأخرى التي لامجال لذكرها الآن، والتي شاركت في القتال إلى جانب تشكيلات الجيش الحر في مختلف أنحاء سوريا وقدمت التضحيات شأنها شأن كل السوريين، ناهيك عن رفض ما يزيد عن 8000 آلاف شاب من محافظة السويداء، وامتناعهم عن الالتحاق بجيش الأسد، ولعلها لم تعلم السيد دندش أنه لا يمضي أسبوع إلا ويسقط من أبناء محافظة السويداء شهيد تحت التعذيب في أقبية المخابرات، إضافة إلى عشرات المعتقلين من أبناء المحافظة، والذي يعتبر مصيرهم مجهولا حتى الآن فهنا يصح تعبيرها "جبهة السويداء المنسية".

كما والتقت أوغاريت دندش الدكتور عدنان مقلد في حوار خاص عن الوضع الإغاثي للنازحين من درعا وريف دمشق ملمحة بأنهم أسر وعائلات المسلحين في تلك المناطق، ليوضح لها "مقلد" بأن أعداد النازحين إلى محافظة السويداء زاد عن مئة ألف نازح، وقد شكلوا عبئا على كل القطاعات الخدمية متوقفا عند نصف الحقيقة عندما قال بأنه تم إنشاء غرفة طوارئ لمتابعة أحوال اللاجئين وتلبية حاجاتهم في الوقت الذي لم يقدم فيه النظام للنازحين إلا الجزء اليسير، إذ يعتمد شباب العمل الإغاثي في محافظة السويداء على العديد من المصادر المختلفة مثل (منظمة نجدة ناو- رابطة مغتربي السويداء في المهجر –المجلس المدني لمحافظة السويداء) في محاولة منهم لسد جزء يسير من احتياجات الوافدين إلى المحافظة.

وما يجدر ذكره في هذا السياق أن الأعداد الكبيرة للنازحين التي وصلت لمحافظة السويداء قد أرهقت البنية التحتية للمحافظة فعلا إلا أنها ساهمت في إنعاش الحياة الاقتصادية في السويداء وذلك من خلال دخول المهن المختلفة والتي لم تكن موجودة من قبل، وبتواجد بعض رؤوس الأموال من النازحين، والتي ساهمت في فتح بعض النشاطات التجارية في أسواق المحافظة.

جبهة منسية لإشعال الفتنة
وكرد فعل من ناشطي السويداء على رفضهم لما ورد في التحقيق المصور لأوغاريت دندش أنشؤوا صفحة بعنوان (السويداء –جبهة منسية لإشعال الفتنة) محذرين أهالي السويداء من تصديق ادعاءات الإعلامية التي كان هدفها واضحاً وموجهاً لتأجيج نار الفتنة بين السهل والجبل، وتوريط محافظة السويداء في تبعيتها واحتسابها على النظام.

فكيف لمشاهد أن يصدق ما تناولته في هذا التحقيق إن كانت شهادتها مبنية بالدرجة الأولى على ما قاله قائد جيش الدفاع الوطني في السويداء إضافة إلى مجموعة من شبيحة النظام، والذين رافقوها في تجوالها في أرجاء المدينة وقراها.

وربما من الضروري تذكير الإعلامية دندش أن من مبادئ العمل الصحفي المستقل والحيادي كما تدعي لتقريرها، هو استعراض وجهتي النظر في هذا السياق خصوصا في البرامج والتقارير المصورة، إذ نلاحظ بشكل واضح أنها قد بنت تقريرها على وجهة نظر واحدة عبر عنها كل من رافقها في ريبورتاجها الصحفي حيث كانوا جميعهم من الموالين للنظام، فهل تجرؤ السيدة دندش أن تستعرض وجهة النظر الأخرى إن كانت تدعي الاستقلالية والحياد؟!

سارة عبدالحي - السويداء - خاص
(232)    هل أعجبتك المقالة (224)

أسامة حيدر

2020-04-10

يعني لو كان كل ما تقول صحيح فلم إذا المناوشات بين السهل والجبل؟! ولم القتل؟! ولم الخطف؟! كل هذا لا شيء. ؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي