أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زمان الوصل تكشف "الإطار القانوني" المحتمل للهجوم على بشار، وكيف وقع بوتين على معاقبة حليفه قبل 70 يوما

صورة عن الفقرة التي تخص معاقبة من يستخدمون الكيماوي في سوريا

قبل شهرين ونيف وتحديدا قبل 70 يوما، ظهر "القيصر الروسي" فلاديمير بوتين منتشيا بخمر "الانتصار" على السبعة الكبار، وفرضِ رأيه المتصلب على جميع الزعماء المجتمعين، وعلى رأسهم نظيره الأمريكي باراك أوباما.

لعب "بوتين" ببراعة وعناد شديدين دور "محامي بشار الأسد"، في اجتماع قمة الثماني، واستطاع هو وطاقمه المعاون -أو هكذا ظن- "قصقصة" أي جناح يمكن أن يجعل البيان الختامي للقمة واضحا وحاسما وعمليا، حتى إن الزعماء السبعة لم يخفوا استياءهم البالغ من هذا التعنت البوتيني، وهددوا بإصدار البيان بدون توقيع روسيا.

لكن الذي حصل في اللحظات الأخيرة أن "سبعا كبارا" رضخوا للثامن الروسي، ووقعوا البيان الذي فرضت موسكو رؤيتها فيها، خصوصا فيما يتعلق بمصير الأسد، واستخدام الكيماوي الذي كان قد بدأ حينها يطفو على السطح، مع قيام بشار بضرب غازات سامة في عدة مناطق، ولكن على نطاق ضيق.

وقع الثمانية الكبار بيانهم الختامي في 18حزيران/يونيو 2013، فانتشى بوتين وانتفش من ورائه بشار، ربما دون أن يدري الأول الذي كان يستميت في الدفاع عن شريكه أنه وقع على صك معاقبة الشريك، وأعطى للمجتمع الدولي "الإطار القانوني" الذي بات يتحدث عنه تمهيدا لشن هجماته على نظام دمشق.

وفي سبيل التحري الدقيق، وحتى لانطلق كلاما في الهواء، فقد رجعت "زمان الوصل" إلى النص الأصلي لبيان قمة الثماني، التي عقدت في لوخ إيرن بإيرلندا الشمالية، والواقع في 33 صفحة تضم فيما تضمه 96 بندا، وقع عليها زعماء الدول الثمانية ومنهم بوتين.

العبارة اللغم
ورد ذكر "سوريا" في نص البيان الختامي للقمة 18 مرة، وأول فقرة أساسية تعرضت لسوريا، كانت تحمل الرقم 82، وهي الفقرة الأولى تحت "بند السياسة الخارجية" للدول الثمانية، وقد تحدثت هذه الفقرة بعبارات فضفاضة عن تصميم الثمانية على "وقف حمام الدم وإزهاق الأرواح.. وتحقيق الاستقرار والسلام في سوريا".

بينما تحدثت الفقرة التالية (رقم 83) عن الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري وما تم رصده من أموال في سبيل تلبيتها.

الفقرة اللاحقة (84) تعرضت لللالتزام بحل سياسي، وضرورة السعي نحو "جنيف 2" المبني على "جنيف1"، مذكرة بأهمية البدء بخطوات فعلية على رأسها "تشكيل جسم حكومي انتقالي يحظى بسلطات تنفيذية كاملة".

وتطرقت الفقرة (86) لقلق الثمانية العميق "من تنامي التهديدات الإرهابية في سوريا وتصاعد الطابع الطائفي للصراع".

أما الفقرة الأخيرة (87) التي أتت على ذكر "سوريا" فهي مربط الفرس في حديثنا، حيث إنها خصصت للحديث عن استخدام الكيماوي، ومما جاء فيها: ندين (نحن القادة) أي استخدام للسلاح الكيماوي في سوريا.

وبعد أن دعت الفقرة "جميع الأطراف المتحاربة" للتعاون مع لجنة التحقيق الأممية وتسهيل مهمتها، قالت بالحرف: نحن (القادة) قررنا وعزمنا أن أولئك الذين قد تثبت مسؤوليتهم عن استخدام الكيماوي (في سوريا) سوف يحاسبون!

واضافت الفقرة: نؤكد الحاجة لتخزين آمن ومضمون للأسلحة الكيماوية في سوريا، إلى أن يتم تدميرها تحت إشراف دولي!

إن هذه العبارة الأخيرة بالذات تشكل في أغلب الظن، النص الذي يشكل "الأساس القانوني" الذي تحدث عنه معنيون كبار بملف الهجوم المحتمل ضد نظام بشار، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هاجل".

انكفاء
ومما يعزز هذا الاعتقاد ويدعمه، تلك المكالمة التي جرت بين رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، والتي نقلت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن بوتين قال خلالها لكاميرون إنه "ليس هناك من دليل بعد على استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيماوي".

وبالنظر إلى طبيعة المكالمة وشخصية المتحدث والمتحدث إليه وما ورد على لسان بوتين بالذات، يتضح أمران مهمان، أولهما أن المكالمة جاءت من الزعيم الذي استضافت بلاده قمة الثمانية (كاميرون)، والتي ظهر خلالها بوتين كضيف مشاكس بل ومزعج، مارس أقصى درجات الابتزاز للتوقيع على بيان يتجنب أي مس بحليفة بشار، ومن هذا المنطلق يبدو أن المضيف "كاميرون" كان خير من يذكّر الضيف "بوتين" بما وقع عليه، ولهذا "انتُدب" من قبل الغرب للحديث مع بوتين.

ثاني الأمور اللافتة، أن بوتين لم يبد كعادته معارضته "تغيير الأنظمة بالقوة"، ولا وقوفه ضد "التدخل بشؤون سوريا"، ولا تحذيره من "مغبة التدخل العسكري وعواقبه الوخيمة"، وإنما اكتفى بالقول إنه "ليس هناك أدلة بعد على استخدام بشار للسلاح الكيماوي"، ما يعني أن كاميرون نجح في تذكير بوتين بما وقع عليه من التزام محاسبة المتورط باستخدام الكيماوي، بحيث لم يعد أمام بوتين سوى ورقة واحدة للدفاع بها عن حليفه، وهي ادعاء عدم ثبوت أدلة على تورط بشار.

ويبدو أن هذا الانكفاء في موقف روسيا، وبوتين بالذات، مبني في أحد أسسه على وثيقة البيان الختامي لقمة الثماني، إذ لم يعد باستطاعة بوتين أن يتنصل من التزام وقع عليه بعد مشاكسات ومشاحنات طويلة، وهذه هي في الحقيقة فحوى، بل وهذا هو هدف المكالمة الكاميرونية، التي وضعت "القيصر الروسي" على المحك، إن لم تكن قد حشرته في الزاوية.

كما يبدو أن الانكفاء لم يطل بوتين وحده، بل إن حامل لواء التشدد في السياسة الروسية (وزير الخارجية سيرجي لافروف) ظهر على غير العادة في مؤتمره الصحفي الاستثنائي في موسكو يوم الاثنين ليقول إن بلاده "لن تخوض حربا مع أحد" إذا ما قرر الغرب شن هجوم على نظام دمشق.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
(101)    هل أعجبتك المقالة (98)

مراقب

2013-08-27

كلام سليم و تحليل يصيب لب الحقيقة ... برافو زمان الوصل.


الهرمزان الصفوي

2013-08-27

لا داعي لاي مناورات لتجعل قيصر روسيا بوتين يوافق على ازالة احد البثرات الشنيعة في وجه الانسانية التي يقوم الغرب بزراعتها و رعايتها و تامين كل مقومات الاستمرار بالحياة من اعانة مالية و لوجستية و استخباراتية و يدعي انه مل منها بعد ان تحترق عمليا و يقوم بمهمة الكاوبوي ليطلق رصاصة الرحمة عليها و لا داعي لان نذكر ان الاليزيه اول من استقبل بشار و لم يكن رئيسا و اولبرايت من شد على يديه عشية وفاة مقبوره و روسيا تلعب دور التيس المستعار لتبرز بصورة المدافع الصنديد عن الانظمة الحقيرة و لحظة الحقيقة تخرج من كادر الصورة ليبقى صورة البطل الشجاع الذي ترك مشاكله و هب لمساعدة المظلوم. ان الذي حسم امر بشار هو قوة الصمود الذي الهمه الله لشعبه و استمرارهم بالقتال حتى بعد الضربة الكيميائية التي ان دلت على شيء فهو خساسة هذة العصابة و انحطاطها الفكري و الذي يجب ان يدفعوا ثمنه غاليا جدا.


عربي

2013-08-27

لما قرأت العنوان قلت طاب الموت زمان الوصل جابوا الدب من ذنبه..والله ما هذا إلا خوث وينم عن ضعف في السياسة وعدم فهم..هلأ روسيا بسس هاي الوثقية تورطت بعقاب الأسد...عنجد خوث وهبل.


hmsi

2013-08-28

شي طبيعي جداتخلي روسيا عن بشار ..هذا حال المجرمين مع بعضهم ..وقت الجد يتبروو من بعض.


اردنية

2013-08-28

تحليل صحيح ن وكان لا بد من وضع حد لتعنت الروس الذين يؤيدون بشار لا لحبهم له بل لمصالح ، واعتبار ان سوريا حصتهم هم والصين من الغرب، ورداً على على مواقف امريكا سابقاً، ونعم يا هرمزان الصفوي صمود اهل سوريا في وجه الظلم هو الفيصل، ولان الله لا يقف مع ظالم أبداً بل يمهله، لا يوجد أي داعي لإبادة الشعب السوري مقابل كرسي بشار الزائل، لكن هي مناورات الاسد وسوء تخطيطة وعدم استلهام العبر من ليبيا ومصر وتونس وأن الشعوب لا محالة هي لها الكلمة الفيصل..


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي