يختص "شرشبيل الأمن العسكري" بتفتيش وإهانة المعتقلات السوريات قبل إدخالهن إلى الزنازين، متوسط القامة، له بطن كبير، أقرع الرأس، عيناه جاحظتان، يناهز عمره الخمسين.
هكذا تصف جريدة "عنب بلدي" عنصرا في فرع الأمن العسكري (215) بدمشق لقبته المعتقلات بـ"شرشبيل" حتى بات اسما متداولا في الفرع، ليس بين المعتقلات فحسب، بل حتى بين السجانين والمحققين.
وهو بحسب "عنب بلدي" عنصر واحد في منظومة كاملة تنتهك الأعراض والمحرمات، ليس بعيدا عن أعين النظام وفي غفلة منه، بل في فرع الأمن العسكري 215 وسط العاصمة دمشق.
تفتيش أصعب من التعذيب
وتضيف بأنه لم تتواجد معتقلة في هذا الفرع إلا وعانت الأمرّين من طريقة التفتيش التي كان هذا العنصر يقوم بها، حتى غدا التفتيش على يديه أصعب من التحقيق (وما يشمله من تعذيب وإهانة)، وجميع آلام الاعتقال وعذاباته.
وتنقل الجريدة الثورية الصادرة في داريا عن المعتقلة زينة، أنها أدخلت إلى غرفة فور وصولها للفرع من أجل التفتيش، فدخل العنصر وراءها وأقفل الباب، ما جعلها تشعر بخوف شديد قبل أن يكلمها بأي شيء، ثم طلب منها أن تخلع ملابسها، فقامت زينة بخلع معطفها فقط، فنظر إليها وقال لها «اخلعي كل شيء»، نظرت زينة إليه باستغراب وقالت له «هذا مستحيل»، ليهجم عليها ويدفعها وتدفعه وهو يحاول خلع ملابسها بالقوة، فبدأت بالصراح والاستنجاد ثم مسكت بيده وعضته عضة آلمته، فتراجع وجلس على الكرسي وبدأ يلهث. لكن العنصر لم يتنازل عن رغبته في خلع ملابس زينة بحجة التفتيش، فنادى لعنصرين من خارج الغرفة قاموا بإمساكها وتثبيتها ثم خلعوا ملابسها دون قدرة منها على المقاومة، ليقوم هو بتفتيشها عارية زاعمًا بأنها قد تخفي شيئا في جسدها.
تقول زينة إنها بقيت مصدومة ومكتئبة لأكثر من شهر على أثر هذا التفتيش، لا سيما وهي تسمع أصوات صراخ النساء الآتية من الغرفة التي خبرتها وعرفت ما يجري بداخلها. حتى المعتقلين الرجال ما كانوا ليحتملوا سماع تلك الأصوات، فكانوا يبدأون بضرب الأبواب غضباً ما يدفع السجانين لاقتحام الزنزانات وضربهم ضرباً شديداً.
كما صرحت المعتقلة «ريم» للجريدة بأن نفس العنصر طلب منها أن تخلع ملابسها، ففعلت ما أمرها به لشدة خوفها، وبعد أن انتهى من تفتيشها جعلها تنتظر عارية لخمس دقائق دون أي سبب سوى أنه أراد المبالغة في إهانتها.
ما خفي أعظم
وقالت الجريدة في تقريرها إن "شرشبيل" لا يكتفي بتفتيش النساء عاريات لدواع أمنية –كما يزعم-، بل كان يستهزئ من أجسادهن أثناء التفتيش، كأن يقول لهن: «لماذا لا تخففين من وزنك فهناك ترهلات كثيرة عند بطنك» وعبارات أخرى مهينة لا يمكن ذكرها..
وكشفت أن تكرار قصص التفتيش المهينة داخل الزنازين، دفع بعض المعتقلات إلى إخبار رئيس الفرع بما يقوم به هذا العنصر، فما كان من رئيس الفرع إلّا أن قال لهن باستخفاف وبرودة أعصاب: «يجب أن تراعوه، إنه رجل معقد نفسياً ويعاني من أمراض نفسية، ولا داعي للخوف منه، لن يستطيع اغتصابكن، فهو غير قادر على هذا".
في حين نقلت عن معتقلة أخرى بقيت أكثر من 20 يوما في الزنزانة لا تكلم أحدا من شدة خجلها ومن قساوة ما حصل معها أثناء التفتيش: «ثورتنا مسلحة منذ أكثر من عامين، أظن أن قتل شخص كهذا أهم من تفجير حاجز أو تحرير مدينة، لا أعلم ماذا يفعل الجيش الحر!».
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية