أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"نشامى" أغاني البلد

"نشامى" كلمة محلية تشير إلى الصفات الأصيلة في أبناء البلد من الشجاعة والنخوة، و"نشامى" المفردة التي التي اختارها الموسيقي السوري وائل القاق عنواناً لألبومه، لا تحيد عن الدلالات التي تزخر بها الكلمة، فهو في اشتغاله على أبرز أغاني الثورة السورية التي تناولت الحرية والكرامة، وتوق الشعب إلى الخلاص من الاستبداد، استهلهم الروح السورية في هويتها المبنية على علاقة عميقة بالأرض، كما يستلهم الأسلوب السوري في تعبيره عن الأفراح والأحزان، وطقوس الخصب والحب والانبعاث.
عمل وائل القاق على إعادة توزيع أغاني الثورة في مستويين؛ المستوى الأول توثيقيّ يبرز خصوصية الهوية السورية؛ والمستوى الثاني يشكّل صلة وصل بين تراث وحاضر الشعب السوري، من أجل تعميق توقه إلى الخلاص، وتحريض الروح الأصيلة فيه، بحيث تكون المعركة معركة مصير.
اعتمد الألبوم على تسجيلات المظاهرات، فمن حمص أخذ أغنية عبد الباسط الساروت "جنة جنة"، ومن حماة اختار "يا محلاها الحرية" بصوت إبراهيم القاشوش، ومن ريف دمشق "ع الهودالك" كما غنّاها أهالي بلدة "الضمير"، إضافة إلى "عيني عليها" التي يغنيها أحمد القسيم على ربابة شادي أبازيد، وهي أغنية من لحن تراثي حوراني، كما تضمن الألبوم "جوفية" و"تقاسيم الربابة" وأغنية "يما".
يحضر المحلي والموروث كما قدمته المظاهرات، من هنا كان العنوان الفرعي للألبوم "أغانٍ من الثورة السورية"، لكن القاق لا يقوم الموروث بشكله الخام، بل يجعله مساحة لحوار موسيقيّ يصب فيه أنغاماً مستلهمةً من موسيقى الناس، من صوت الأرض الحار، كما تقوله الربابة والمجاوز والطبول، في إطار عملية الانبعاث الثورية التي يخوضها الشعب السوري.
"نشامى" مَوْسَقةٌ لروح أبناء البلد، لا لأغاني مظاهراتهم وحسب..
"نشامى" هي نحن، نحن رغماً عن "سوريا الأسد"، وإمارة "العراق والشام"، ومكاتب مقاولة "الائتلافات والمجالس"، ومطاوعة "الهيئات الشرعية"، و"جمهوريات الموز"، ومذأَبَة "الأمم المتحدة".

رائد وحش - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي