أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عبود سعيد: كاتب "فيسبوكي" يحتفي به الألمان

ولد عبود سعيد على فيس بوك بطريقة غامضة، فجأة وجدناه يكتب كمجنون على الجدران، ولطالما حلمت الكتابة بمثل هذا الجنون.


خلال مدة قصيرة من ولادته، كانت كلماته تنتقل بين الناس كالأمثال:"ماذا ترتدين الآن؟"، "أريد أن أشتري سيرة ذاتية، أريدها كبيرة..".
 
في فيس بوك، كتاب الوجوه، يبدو عبود سعيد راوياً يحكينا، أو حادياً يقود قافلة من الوحيدين إلى واحة الإمتاع والمؤانسة. ولد في "منبج" عام 1983، كتب نصوصه الطليقة دون تفكير إلا بمعنى الكتابة، تلقفه الألمان وأصدروا "بوستاته" في كتاب.

لا يزال في منبج في ظروف عصيبة، حيث تتعذّر مقومات الحياة، يواصل العمل في ورشة الخراطة التي تملكها عائلته، وينتظر وصول دعوة من ناد ثقافي بميونخ اسمها الطريف هو "لا مكان للشعراء العجائز"، حيث تتبع للنادي فرقة غنائية اسمها "الحصان الأبيض" غنتْ مختارات من نصوصه، وأسمتها "الدكتاتور لا يستمع إلى الجاز".
 
ألا تشعر بأنك تبتذل الحب والنساء.. والكتابة أيضاً، حين تنظر إليها بهذه السهولة؟
 على العكس أنا أحاول أن أمنح الحب حريته التي يستحقها، الحب ليس سجناً للقلب والمشاعر. أعتقد أن هنالك أشياء لم تتصالح عليها البشرية بعد، الرجل يستطيع أن يحب ألف امرأة في وقت واحد، والعكس صحيح وهذا ما يسمى بالخيانة. نحن نعيش حياة متعبة غبية صعبة مثقلة بالقوانين والقواعد، بدءاً من إلقاء التحية على الآخرين، انتهاء بالموت من أجل رموز ومقدسات وإيماءات عقيمة. كل شيء صعب، وحدها الكتابة تستطيع أن تتحرش بها بسهولة، فهي ليست ابنة مسؤول في الدولة وليست بنت الأكابر .. الكتابة ملك الجميع، ولا تخضع لأية قوانين أو قواعد، أما بالنسبة لأصنام الثقافة وحُرّاس اللغة، فليذهبوا إلى الجحيم هم وممارساتهم البربرية.
 
هل أعطتك "منبج"، تلك المدينة المنسية، خصوصية ما؟ بمعنى آخر هل كنت ستكون على ما أنت عليه لو أنك من مكان آخر؟
 منبج! بالطبع لها تأثير كبير على كتاباتي. في منبج لا تحتاج سوى إلى قلم ودفتر صغير تضعه في جيبك وتدون كل ما يحدث من حولك، وستصبح كاتباً مميزاً. فقط كن مخلصاً للحقيقة، الحقيقة أجمل من الخيال، في منبج كل شيء حقيقي.
 
كيف صرت كاتباً؟ هل من مؤثرات محددة، ام أنها نهاية طبيعية لمقدمات كنت تعيش معها منذ الطفولة؟
 لا أعرف الآن إذا كنتُ كاتباً أم لا، وهذا ليس تواضعاً إنما شك. أنا أشك في نفسي كثيراً، ولكن بفرض أني كاتب أظن أن الفراغ والتهميش هما من صنع مني ذلك. أنا ابن الفراغ،  ابن التهميش.
 
هل توفر الورشة لك المال؟ هل تفكر بترك العمل فيها؟
 الورشة توفر لي ما يجعلني آكل وأشرب وأدخن أنا وأسرتي بأقل مستويات المعيشية، هذا لا يزعجني بالتأكيد، ولكن إن وجدت عملاً آخر يوفر لي دخلاً أفضل، ويعطيني هامشاً من الحرية مثل التي أحصل عليها في الورشة سأتركها بالتأكيد .
 
ماذا يعني لك الآن أنك مشهور؟
 الشهرة وهم كبير، أعرف هذا حين أغلق شاشة الكمبيوتر.
 
ماذا تنوي أن تفعل مستقبلاً؟
 أتمنى أن أبقى في بلدي أعمل وأكتب وأدلل أمي، لكن لا أعرف تحديداً أين سأكون بعد شهر. الاحتمالات كلها مفتوحة طالما هذا الدكتاتور موجود. هل سأبقى في منبج؟ أم سأصبح لاجئاً؟ أم سأبقى على قيد الحياة؟ الموت، هذه الأيام، هو البلد الوحيد الذي يفتح لك حدوده، من دون جواز سفر أو شروط أخرى.
 
رغم روحك المتمردة إلا أنك رسمت لنفسك صورة محددة: مشاغب، ساخر، شرير... ويبدو بأنك لا تستطيع التمرد على هذه الصورة؟
 من قال لكَ إنني رسمتُ لنفسي هذه الصورة ؟ قلتُ مرة إن الحيوان الذي في داخلي هو الذي يكتب، ولا أظنه سيصبح حيواناً أليفاً يوماً ما.
 
لماذا اهتم بك الألمان إلى هذا الحد؟ كيف ولدت علاقتك بهم؟ وماذا قدموا لك على المستوى المعنوي؟
 الفكرة كانت لصديقة عربية/ ألمانية اسمها ساندرا، وهي التي اقترحت عليّ وعلى صديقتها نيكولا (صاحبة دار نشر في المانيا) أن تقوم بترجمة بعض ما أكتبه على صفحتي في فيس بوك، ثم طباعته في كتاب يحمل عنوان "الشخص الأفهم على فيس بوك". وافقت من دون تردد وباستهتار، ثم تفاجأت بالنتائج التي حققها الكتاب، أكثر من 1500 شخص ألماني أصبحوا أصدقائي على فيس بوك، والصحف الألمانية كتبت عنه، والتلفزيون الألماني جاء إلى منبج ليجري معي مقابلة.. أحببتهم جداً، جميلون ومجانين.
 
 أنت شخص شديد الانتماء لعالمك، لبيئتك، لبيتك، وفي نفس الوقت تظهر بعيداً كل البعد عن كل المعاني السابقة، حين تغرق في الانتماء لعالم النجوم أو الواقع الافتراضي؟
 غير صحيح، أنا أعيش في العالم الافتراضي كما أعيش في منبج.
 
ما رأيك بأن الكل يقولون إنك ظاهرة، وسوف تنتهي قريباً؟
 أنا لم أخطط لبداية شيء كي أخشى نهايته. بدأت الحياة والكتابة بشكل فوضوي من دون أن أضع خطط مسبقة، ولكنني أثق بالفوضى وأعتقد أنها عادلة، لذلك سأتقبل أية نهاية.
 
 بوستات من صفحة عبود
 
اكتبْ وكأنك تعزف على البيانو في صالة خالية من الجماهير.
 
***
 
اجتماع طارئ لمجلس الأمن.
 
أمي تقول: كل هذا الورق الأبيض على الطاولات أمامهم من أجل سوريا؟
 
طبعاً أمي تعني أن الأمور واضحة لا تحتاج إلى كل هذه الأوراق.
 
***
 حين تضيع قداحتي أتمنى أن يحدث انفجار، كي أُشعل سيجارتي.
 
***
 
لا تُكثري من "حمرة " الخدود، لكي أرى آثار أصابعي.
 
***
 
الحياة في الآخرة هي بالأبيض والأسود، عندها سأشمت بكِ أيتها الشقراء..
 
***
 
لا يحق لي أن أغرم بكِ يا حرية، أنتِ أختي بالرضاعة.
 
***
 
أتحرش بكِ بـ"لايك"
 
***
 
قولي لي: أنا أحبك وإلا سأقوم بحذفكِ.
 

حاوره : رائد وحش - عن 24
(176)    هل أعجبتك المقالة (173)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي