من البلد | |||
|
50 مخطوفاً من السويداء قد يشعلون "نار الفتنة" مع درعا...

وجّه ناشطون من محافظة السويداء نداءً إلى إخوتهم في درعا حول استمرار فصيل عسكري يدعي تبعيته للجيش الحر في احتجاز ما يزيد عن 50 شاباً من أبناء السويداء عن فترة زمنية تزيد عن 10 شهور وأتى هذا النداء بعد فشل كل محاولات الوجهاء والناشطين من أبناء المحافظتين (درعا والسويداء) في إيجاد تسوية تعيد المخطوفين إلى أهاليهم.
*سجل الخطف
وقد تضمن النداء بعد الإشادة بعلاقات المودة القائمة على وطنية خالصة تجمع أبناء المحافظتين بياناً تفصيلياً حول مجريات حالات الاختطاف بدءاً من حادثة الخطف الجماعي التي حدثت في قرية الثعلة عندما قام أفراد من جبهة النصرة بوضع حاجز على طريق القرية وقاموا باختطاف 17 شاباً مدنياً من أبناء السويداء إثر احتجاز النظام فردين من جبهة النصرة بعد هجومها على الحاجز العسكري في قرية المجيمر التابعة للسويداء والمتاخمة لحدود درعا، حيث قام شباب من السويداء كرد فعل باختطاف عدد من أبناء درعا، ولكنهم أعادوهم بعد وساطة شيخ عقل الطائفة الدرزية أبو وائل الحناوي الذي تصرف بحسن نيّة, وذلك لكبح نار الفتنة أملاً أن تقابله الجهة الخاطفة بالمثل، ولكنّها رفضت إطلاق سراح أبناء السويداء المخطوفين حتى هذا الوقت ولم تتوقف الجهة الخاطفة والتي تدعي تبعيتها لكتائب الجيش الحر عند هذا الفعل وحسب بل استمرت في عمليات الخطف حتى بلغ عدد الشباب المخطوفين من أبناء السويداء مايزيد عن 50 شاباً معظمهم من المدنيين.
* لا بد من حل
هذا وأوضح النداء المتضمن البيان التفصيلي والصادر عن اللجنة الوطنية المكلفة بملف المخطوفين بأنَّ أبناء المحافظتين بذلوا قصارى جهدهم لإعادة المخطوفين ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل بسبب تفاقم مطالب الجهة الخاطفة, وشروطهم التعجيزية بهدف بث الفتنة بين الأهل, وقد أمل أبناء السويداء من إخوتهم في درعا أن يبحثوا عن حلول ممكنة، وألّايسمحوا لغرباء عن المنطقة والوطن بأن يرسموا مستقبل العلاقة بين أبناء المحافظتين من خلال عبثهم بأدبيات حسن الجوار, وتشويهم للعلاقة الوطنية والأهلية الطيبة معتبرين أنفسهم متحكمين بالسلم الأهلي تحت اسم الحق والله والشريعة والخطير حقاً إخضاع هذه المعايير لمزاجيتهم.
وحسب رواية ناشطي محافظة السويداء إنّهم في كلّ مرة كانوا يتوصلون فيها إلى حل مع الجهة الخاطفة كانت تحنث بالوعد, وتزيد من شروطها التعجيزية التي لاعلاقة لأبناء السويداء فيها –كإطلاق سراح معتقلات درعا في فروع أمن السويداء أو مطالبتهم لأبناء السويداء بالانسحاب من الجيش السوري وكأن جيش النظام مؤلف فقط من أبناء السويداء ,وبعد ذلك طلبوا أن تثور السويداء ,وكأن أبناء هذا الجبل الأشم والمنخرطين في قلب الثورة منذ بدايتها بحاجة إلى توجيه من عناصر مجهولة الهوية لترسم لهم اّلية حراكهم.
*أموال ومماطلة
ويحدثنا ناشطون اّخرون ساهموا في صياغة هذا النداء: بأنه بعد رفض أبناء السويداء لمطالب الجهة الخاطفة لجأت إلى طريقة أخرى وهي الفدية حيث طلبت على كل مختطف مليوني ليرة سورية، وبعد الوساطة تم تخفيض المبلغ إلى مليون ونصف (ل-س) على كل مختطف وقد تمكن أبناء السويداء بمساعدة جهات وطنية في كل أنحاء سوريا جمع المبلغ المطلوب وعاودوا الاتصال بالجهة الخاطفة شريطة أن يرسلوا لهم فيديو ليتأكدوا من خلاله بأنّ المخطوفين مازالوا على قيد الحياة، وبعد التأكد من ذلك اتفق الطرفان على عملية الاستلام والتسليم, والتي ستتم بوساطة وجهاء من درعا في إحدى المناطق الحدودية في الأردن, ولكنّ الجهة الخاطفة عادت وحنثت بالوعد مدعية أنها ليست بحاجة إلى أموال, وإنما تريد تسهيل مرور بعض من عناصرها إلى السويداء لفترة من الوقت وذلك بغية عمل لهم عليهم إنجازه في المحاقظة وبذلك تكون السويداء قد أدت دورها في الثورة.
وردّ عليهم الناشطون القيّمون على ملف المختطفين: بـ"أن السويداء ليست بحاجة إلى صك وطنية من أحد وإنكم بعيدون كل البعد عن مقاييس الثورة والثورية والسويداء بعيدة عن صفقات الخراب والاسترزاق ولن تكون ممراً لأي مشروع انتهازي تابع لأشخاص يتاجرون بأبناء السويداء ودرعا حصراً".
وبعد كل هذه المحاججة والمماطلة نفذ صبر أبناء السويداء الأمر الذي دفعهم أن يضعوا مجريات الأمور بين أيدي إخوتهم في درعا، طالبين منهم إيجاد حل سريع حفاظاً على السلم الأهلي قبل أن يشتعل فتيل الفتنة كما حمل الناشطون وجهاء درعا بعض المسؤولية لأنه يقترض أن تكون لهم كلمة ومونة على كل الفصائل المسلحة على أراضيها.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه ولم يلقَ جواباً حتى الآن من المستفيد الأكبر من سلوكيات العصابات الخاطفة ولمصلحة من تعمل وإن فشل أبناء درعا في الوصول إلى حل يرضي الطرفين فما هو مصير المنطقة الجنوبية؟
سارة عبد الحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية