"زمان الوصل" في سويداء قلب سوريا | |||
|
دحضاً لأكاذيب النظام... صبايا السويداء في ميادين التظاهر والاعتصام و الإغاثة

حضرت المرأة بقوة في الثورة السورية، لاسيما في مناطق الأقليات، وخير شاهدٍ على ذلك حراك النساء في محافظة السويداء، الذي كان مبادراً إلى حدٍ بعيد، انتقلن خلاله من اعتصاماتٍ منزلية إلى الساحات العامة معبرن عن أنفسهن كثائراتٍ في ثورة الحرية والكرامة.
*كسر التحفظ
في بداية الثورة تحفّظ الشباب الثائر في المحافظة على حضور النساء في الاعتصامات والمظاهرات، من باب الحرص والخوف من تعرضهن لأذى قوات الأمن والشبيحة، ما دفعهن بفصل حراكهن واتخاذ زمام المبادرة بتنفيذ الاعتصامات التي بدأت في المنازل، وفق ما تروي إحدى ناشطات المحافظة، وتضيف "ما لبثنا أن انتقلنا إلى الساحات وكان العدد يتراوح بين 70 إلى 80 امرأة، وتكررت هذه النشاطات مراتٍ عدة وكانت تمضي بسلام لعدم اقتراب أحدٍ من الأمن، واعتراض الشبيحة كان يقتصر على الإزعاج بتوجيه بعض العبارات النابية".
*تدخل الشبيحة
ومع تكرار الاعتصامات النسائية حاول بعض الشبيحة التدخل، حيث تصدت النساء في السويداء لكل محاولة لفك الاعتصامات وتروي الناشطة إحدى الحالات، حين تصدت النساء لمحاولة أحد الشبيحة نزع اللافتات أثناء الاعتصام.
ومع تطور الأحداث بدأ بعض الشبيحة التعرض للنساء بالضرب خلال المظاهرات التي خرجت فيها نساء المحافظة جنباً إلى جنب مع شيبها وشبابها، ولم تكن نساء السويداء بمنأى عن الاعتقال رغم محاولة النظام معاملة المحافظة بشيءٍ من الخصوصية، لإثبات أن الثورة هي بلون طائفةٍ محددة، وهذا ما دحضه حراك السويداء.
وكما كل الثورة السورية بدأ الحراك في السويداء ينظم نفسه شيئاً فشيئاً، وضمنه حراك النساء، اللواتي كن يقدمن دائماً أفكاراً جديدة للحراك السلمي والمدني، وعن ذلك تشير مها إحدى الناشطات إلى أن فتيات السويداء اتجهن منذ بداية الثورة للمشاركة في مظاهرات دمشق كمظاهرة عرنوس والتي لقيت صدى إعلامياً كبيراً لسلميتها، وكذلك مظاهرة الشعلان والميدان، إلى جانب مشاركتهن في اعتصام عرائس الحرية في سوق مدحت باشا بدمشق القديمة، فضلاً عن مشاركاتٍ كثيرة، وعلى نطاقٍ أوسع في حملة (أوقفوا القتل نريد بناء وطن لكل السوريين).
*صبايا للإغاثة
وإلى جانب الاعتصامات حضرت نساء الثورة في السويداء بقوة على صعيد الإغاثة وتقول سمر وهي واحدة من الناشطات في الشأن الإغاثي: "هناك الكثير من النشاطات المدنية التي انتشرت باسم بنات السويداء في مختلف أرجاء سوريا كبيان الحليب لأطفال درعا والذي قام بدعوةٍ من ريما فليحان، ومشروع للعمل اليدوي لنساء الشهداء والأسر المتضررة، كان لصبايا السويداء فيه النشاط الأكبر".
وفي اللحظة التي اقتصر فيها عمل النساء الأكبر سناً في الجانب السياسي تطوعت فتيات السويداء جنباً إلى جنب للعمل الإغاثي حيث فاق نشاطهن في هذا المجال عمل الشباب، وترى معظم النساء أن لعمل الإغاثة وبناء العلاقات مع المهجرين في المحافظة أهمية كبيرة، لتكريس شعار الثورة "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".
سارة عبد الحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية