أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شباب سوري يجازف بحياته لنقل أحداث الثورة للعالم

منذ خمسة أشهر، كثير من الشباب في سوريا ينشطون داخل البلد وفي الخارج، لنشر الأخبار الميدانية للثورة بكل شجاعة وعزم، على الرغم من المخاطر التي تهدد حياتهم.
عامر الصادق (27 عامًا) لا يتوقف عن السعال، لكن صوته عبر برنامج "سكايب" الذي يتيح المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت، يعطي انطباعًا بأنه أكبر سنًا.
 
خلال الأربعة أشهر الأخيرة، اضطر إلى تغيير سكنه ثلاث مرات، وعلى الرغم من إرهاقه فإنه ما زال يجلسه على الإنترنت إلى وقت متأخر من الليل، هذا الشاب السوري هو
 الناطق باسم تنسيقية الثورة السورية في دمشق، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
يقول عامر الصادق وهو يسعل: "منذ انطلاق الاحتجاجات تجمع الناشطون من مختلف أنحاء البلد لنشر الأخبار ومناقشة شتى المواضيع. وشيئًا فشيئًا، بدأنا نتعارف وقررنا إنشاء هذه التنسيقية كي نكثف جهودنا. وبذلك يمكننا تنسيق أنشطتنا ميدانيًا، والبروز على الساحة السياسة والإعلامية".
"واليوم -يستطرد الصادق- أصبح عدد ممثلي التنسيقية 77 من مختلف التنسيقيات المحلية، واتسعت الشبكة لتشمل جميع المدن التي بها مظاهرات في البلد. وكل يوم تنضم إلينا مجموعات جديدة".
تهديدات بالبريد
أما الشاب عبد الستار عطار الذي لم يزر سورية قط، فقد هجر والداه البلد في الثمانينيات واستقرا في الأردن، فيقول "كل يومين تصلني تهديدات بالبريد الإلكتروني أو بالهاتف من أجهزة الأمن السورية أو من السفارة".
منذ بداية الثورة السورية في منتصف مارس/آذار، أصبح عبد الستار عطار أحد مديري صفحة "فيس بوك" "الثورة السورية 2011" التي يتابعها أكثر من 240000 شخص، وتعتبر من المحفزات الرئيسية لحركة الاحتجاجات. كل يوم تنشر على الصفحة عشرات الرسائل والصور والفيديوهات لنقل ما يحدث في البلد.
ويشرح عبد الستار قائلاً "زهاء 400 شخص من بينهم نحو مئة خارج سورية يتعاونون مع صفحة الثورة على "فيس بوك". كل واحد منا يعرف شخصين أو ثلاثة ثقة في مختلف مدن البلاد. عندنا اتصالات مع آلاف السوريين".
وكل يوم ترد من رسالة واحدة إلى 500 رسالة، ويصل عدد الرسائل أيام الجمعة، اليوم المألوف للمظاهرات، إلى 5000.
أمام الشاشة
بدوره لا يترك الشاب شامي الذي يعيش في فرنسا منذ سنتين شاشة الكمبيوتر قيد أنملة، اللهم إن ظهر خبر على شاشة التلفزيون.
إنه عضو في شبكة Smart الصغيرة -من أجل الفريق الإعلامي لدعم الثورة السورية- ومتواصل على سكايب مع مناضلين مقيمين في دمشق، مسقط رأسه، ومسؤولين في جهات إعلامية دولية.
يقول شامي: "دورنا تطور كثيرًا. في البداية كنا نعاني لنشر أحد الفيديوهات أو إحدى الشهادات على قنوات التلفزيون. أما الآن فالمباشر هو الأهم، وبذلك نتحكم في الصورة الخاصة بالثورة. ثم إن القنوات تطلب منا فيديوهات جيدة صورها واضحة".

وطن - زمان الوصل
(84)    هل أعجبتك المقالة (88)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي