بدعوة من نقابة الأطباء بحماة وبالتعاون مع جمعية العاديات فرع حماة أقيمت أمسية موسيقية قدمها الأستاذ الموسيقي "نوري اسكندر" ومحاوره الدكتور"فؤاد محمد" القادمان من حلب.. مساء يوم الخميس 17/2/2011 بمقر نقابة الأطباء..
وقبل بدء الأمسية كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الموسيقي الفنان "نوري اسكندر" الذي حدثنا عن الأمسية قائلا:
شكرا لنقابة الأطباء على دعوتها لإقامة هذا اللقاء مع الأساتذة والأطباء حول مواضيع موسيقية هامة في حياتنا العادية اليومية ثم نلج بحوارات تدخلنا بعمق الموسيقا، وتدخل الموسيقا فينا بعمق أيضا، ونفكر كيف نستطيع تطوير هذه الموسيقا أكثر في بلدنا..وأتقدم للقراء الكرام بلمحة ذاتية حملت اسم نوري اسكندر يوم ولادتي عام 1938 في مدينة "دير الزور" وتربيت ثقافيا وفنيا في مدينة "حلب"، درست "بالقاهرة" بين عام 1959 وعام 1964 ، عملت مدرسا لمادة التربية الفنية في "حلب" لغاية عام 1989 ، أثناء ذلك قمت بتجارب موسيقية وتجارب أبحاث كيف نستطيع أن نغوص مع المقام الشرقي إلى أبعاد درامية أبعاد تعبيرية غير الطرب الذي أصبح له مكانة عندنا في موشحاتنا وقصائدنا، لكن إحساسي بحاجتنا نحن هذا الجيل والجيل الذي يليه أكثر من الطرب، بدنا شيء يُكون عندنا حالة الدراما في الموسيقا حالة الفكر الموجود في الموسيقا، لا نريد فقط موسيقا تعلمنا قوا آه، ،نريد موسيقا تحرك الداخل وتحوله إلى أسئلة أجوبة.. إلى حالات كيف يمكن أن نكون كأفراد كمجتمع في العالم المحيط وماذا سنقدم للأيام القادمة حتى نتمكن أن نقف وقفة مريحة مع العالم ومع حالنا.
وعن الأغنية المحلية/السورية وحتى العربية قال:
حتى نبدأ بالأغنية لازم نضع معطيات جديدة في الفكر الموسيقي والمضامين الموسيقية الجديدة، وكيف نحصل على هذه المضامين ونركب منها أغاني جديدة بإحساس آخر يستطيع أن يترجم هذه الأفكار الجديدة التي تجول في دماغ الجيل والشبيبة حتى نعمل أغنية كما يجب .. إذا الأغنية لن تكون كما يجب إذا لم ندخل في البحث عن مضامين وتراكيب موسيقية جديدة تترجم هذه الأفكار التي بروحنا وأعماقنا..
عن مادة اليوم وما سيقدمه أجاب قائلا:
ما سيبنى عليه الحوار أن موسيقانا التي سمعناها منذ سبعين سنة موشحات قدود قصائد أغاني طقاطيق جميعا سمعناه سنوات طويلة، لذا من المفيد أن نيأل أنفسنا نحن وين رايحين شو ممكن نسمع الآن شو ممكن نسمع بالمستقبل... هذه التصورات الجديدة نتمنمى أن تسلغدنا في تحضير طريق للموسيقا تواكب التطورات التي نعيش فيها وتساعدنا على التركيب الداخلي الشخصي والنفسي والفكري و...الخ.
وكلمته الأخيرة توجه للموسيقيين قائلا:
أتمنى على الموسيقيين كلهم أن يبحثوا دائما عن الجديد عمقا وفكرا.. وكيف نضع الفكر مع الموسيقا سوية في البناء والتأليف في الأغنية والأبريت والكورال والموشحات... المهم أن لا يقتصر على الطرب وقولة آه المسيطر علينا بدنا الفكر وال آه سوية..
وبعد كلمة ترحيبية من نقيب الأطباء بفرع حماة الدكتور "أنس الناعم" بالمحاضر الأستاذ القدير "نوري اسكندر" ومرافقيه ومحاوره الدكتور "فؤاد محمد" وبرئيس مجلس إدارة جمعية العاديات بحماة الدكتور "مسعف الشيخ خالد" وبرئيس فرع نقابة الفنانين بحماة الفنان "معمر السعدي"، وبالحضور الكريم..
بدأ المحاضر بالحديث عن واقع الفن والموسيقا محليا وعربيا وضرورة البحث والتجريب لتطوير الموسيقا الشرقية على الصعيد الطربي وعلى الصعيد الدرامي وضمن هذا السياق تحدث عن عدة تجارب قام بها مع موسيقيين يعزفون على مختلف الآلات الموسيقية الوترية منها بمختلف أنواعها "العود، والقانون، والكمان، والتشيلو" معتمدا على الارتجال والمرافقة الهارمونية ثم الدخول في العمق لكل آلة على حدة فتوصل لنتائج هامة لمفهوم الدراما في موسيقانا الشرقية، كما تحدث عن عدة تجارب تتعلق بالصوت وإيقاعاته المحمولة على الكلمة الصوفية بنماذج متنوعة أوصلته لنتائج استفاد منها في تجربته مع مجموعة موسيقية "هولندية" قدم اللحن الموسيقي الشرقي ممزوجا بالجوقة التي كانت أيام "يوربيدس وسوفوكلس وأسخيلوس" موضحا العلاقة ما بين الموسيقا والمسرح ونالت الإعجاب الشديد من المهتمين والجمهور الذواق للحن الكنسي والدرامي..
ثم جرت حوارات مهمة تتعلق بتاريخ الموسيقا الشرقية وتأثرها بمحيطها المتنوع منذ اليونان والرومان ومختلف الدويلات التي قامت في المنطقة على مر العصور حتى يومنا هذا واقتصار الموسيقى الشرقية على التطريب فقط.. وأن هناك تجارب شابة مهمة تعمل على تطوير الموسيقا الشرقية وإيصالها للعالمية وأن تحتوي الطرب والدراما بآن معا...
وفي الختام قدم نقيب الأطباء كلمة شكر للمحاضر وللدكتور جمال سكاف الذي نسق مع المحاضر لإقامة هذه الأمسية الجميلة..وللجمهور وتم تقديم لوحة تذكارية قيمة لمدينة حماة من قبل نقيب الأطباء ورئيس جمعية العاديات ونقيب الفنانين بحماة..
أمسية موسيقية حوارية بنقابة أطباء حماة
كنعان البني – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية