قال السيد الأحمد إنه في مقابلته التلفزيونية "التي أثارت ضجة كبيرة" تحدث بصفته ناقداً لا بصفته مديراً للمؤسسة العامة للسينما، أي بصفته الشخصية. ونحن نقول إن ذلك صحيح! ولكن، متى فُصِلت الإدارة عن الصفة الشخصية في كثير من مؤسسات الدولة، وخاصة في المؤسسة العامة للسينما؟ هذا من ناحية، من ناحية أخرى، إذا قرأتَ البيان جيداً يا سيد محمد، ستجد أننا نحتج على تقييمك "النقدي" لتجربة الراحل عمر أميرالاي. فلغة النقد يا سيدي ليس فيها "حبيت" و"كرهت"، فالنقد علم، له قواعده التي درستُها لسنوات متعددة أنا وعشرات ممن وقعوا على البيان. التقييم النقدي الحقيقي يقوم على ألا تتجاهل الأفلام التي لا تناسبك من أفلام الراحل، وأن تقول عن أفلام ذات لغة سينمائية متطورة أنها بورتريهات شخصية! وانطلاقاً من احتجاجنا على تقييمكَ الذي قدمته بصفتك الشخصية، قدمنا احتجاجنا على أن تكون وأنتَ بهذه المقدرات النقدية مديراً عاماً لمؤسسة بهذا الحجم، ولها هذا الدور الحساس والمؤثر. يقول السيد الأحمد أيضاً أن ما قاله في المقابلة لم يزِد على ما قاله لعمر أميرالاي رحمه الله. يتحدث الأحمد هنا وكأننا نتحدث على لسان الراحل أو باسمه، وهذا غير صحيح. فكونه قال لعمر أميرالاي ذلك فهذا لا يغير من الأمر شيئاً، ولا يُحَسِّن من رداءة التقييم الذي قدمه. قال -أيضاً- إن البيان اقتطف من كلامه جملة ليست صحيحة وهي أنه قال إن السينمائيين السوريين لم يعرفوا نقل بيئاتهم المحلية، وحاول تصحيح المعنى بإضافة مثال. أولاً، بياننا لم يذكر ذلك، وثانياً، أقول للسيد الأحمد إن موقع اليوتيوب لم يعد محجوباً وبإمكانك أن تعود لتسجيل مقابلتك الموجود عليه، لتدرك أنك قلت ذلك بالحرف! أما بالنسبة للسينمائيين الذين ذكرتَهم، فكيف تأتى علمك النقدي بنظرية أن بونويل نقل البيئة المحلية الإسبانية؟! معظم أفلام بونويل كانت ناطقة بالفرنسية، كما أنه من مؤسسي السينما السوريالية. فقل لي بالله عليك، كيف اجتمعت عندك السوريالية بالبيئة المحلية؟! يقول الأحمد إن "مساحات قبول الآخر غائبة تماماً" عندنا، وإنه لا داعي للبيانات والاعتصامات. أية اعتصامات؟! هل هناك معتصمون في أي مكان؟ أرجو أن يخبرَنا لنرى أننضم إليهم أم نقنعهم بالرحيل. من ناحية أخرى، صياغة البيان توضِح تماماً أن حديث السيد الأحمد عن الراحل عمر أميرالاي إنما هو مناسبة لإصدار هذا البيان وليس السبب. ثم يرد على على ما ورد في البيان من أن الإنتاج في المؤسسة قليل بأنها -أي المؤسسة- ستنتج هذا العام خمسة أفلام. طيب يا سيدي، سننتظر ونرى إن كانت المؤسسة "سـ" تنتج فعلاً خمسة أفلام. ولكن، بصراحة، كلنا شك في ذلك، حيث إنك في كل عام تقول الكلام نفسه، ثم تخرج علينا بفيلم أو اثنين، لا يُعرضان إلا في المناسبات الخاصة، التي تحبها كثيراً على ما يبدو. ثم يرد أيضاً على نقطة تراجع مستوى الأفلام، مورداً أمثلة على بيع تلك الأفلام والمقالات التي كتبت عنها. كل الأفلام تباع يا سيدي، سيئة كانت أم جيدة، وكل الأفلام يُكتَب عنها. ونحن لا نقول إنه ليس هناك استثناءات قليلة من الأفلام التي أنتجت أثناء توليك المنصب. رد السيد الأحمد أيضاً على ما ورد في البيان عن الفساد الإداري والمالي، ونحن لم نورد أمثلة، بل قلنا إن الأخبار متواترة، وهذا مُثبتٌ في عدد كبير من المقالات والتحليلات المكتوبة في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت. ينتقد السيد الأحمد أيضاً موقف المخرج نبيل المالح من مؤسسة السينما، وهذا لا نرد عليه، بل يرد عليه السيد نبيل المالح بنفسه إذا شاء. أعود إلى قولٍ ورد في منتصف المقال: " كل يوم يطلب مني مائة طلب ربما أستطيع تنفيذ عشرة منها أصحاب الطلبات الأخرى يغضبوا من محمد ويشتمونه"، وفي هذا غمزٌ غير مقبول بأننا أصدرنا هذا البيان لأنه لم يُلبِّ لنا طلبات. مع العلم أنني من المشاركين في صياغة البيان، وأنني لم ألتقِ بالسيد الأحمد قط، ولم أطلب منه طلباً قط. وحتى لو كان الأمر كذلك، فهل الـ 500 شخص، من سينمائيين وممثلين وصحفيين ومحامين ومهندسين وطلاب ومهتمين بالشأن الثقافي ومواطنين عاديين، الذين وقعوا على البيان حتى لحظة كتابة هذا الرد، هل هؤلاء كلهم لديهم طلبات من السيد محمد الأحمد ولم تُلبَّ تلك الطلبات؟ أما بالنسبة لقول السيد الأحمد: "الله يلعن الإدارة التي تعمل مشاكل بين الناس"، فلا أقول له إلا: صدقت! كاتب سيناريو ومخرج مستقل، من الموقعين على البيان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يؤكد أن أفلام عمر أميرالاي لا تستحق المنع ....محمد الأحمد... لو وجدوا علي فساداً لما أبقوني
أكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد أنه تناول تجربة المخرج الراحل عمر أميرالاي «بصفتي ناقداً سينمائياً وليس بصفتي الوظيفية وكل كلمة قلتها في المقابلة التي أجراها معي التلفزيون السوري بعد وفاته قلتها للمخرج الراحل فقد كان رجل حوار وثقافة ويملك مساحة حقيقية لقبول الآخر».
كلام الأحمد جاء رداً على بيان أصدره السينمائيون ومثقفون سوريون استنكروا ما قاله الأحمد وطالبوا بإصلاحات في المؤسسة تقوّم نشاطها، وأعرب الأحمد عن اعتقاده أن أفلام أميرالاي لا تستحق المنع (باستثناء فيلم الطوفان)، وأضاف: يجب أن تعمم تجربته ولا أرى مشكلة رقابية في أفلامه وأنا شخصياً أكره أن يتم منع أي فيلم، وكرر الأحمد تأكيده أن أميرالاي كان سياسياً أكثر منه سينمائياً «وقد قلت له ذلك» وإنه لم يصل إلى العالمية، وشدد على أنه طوال عمره كان منحازاً للسينمائيين السوريين «لا يمكن لأحد أن يزايد عليّ بهذا الخصوص».
ويرى الأحمد أن المؤسسة شهدت في عهده نهوضاً من حيث الكم والنوع وأضاف: لو وجدوا علي فساداً إدارياً ومالياً لما أبقوا علي.
وقال الأحمد في مؤتمر صحفي عقده أمس في صالة الكندي بدمشق: قبل أن أتولى مهمة إدارة المؤسسة كانت تنتج فيلماً كل عامين ونحن الآن نستعد لإنتاج خمسة أفلام في عام 2011 بعد أن وافقت وزارة المالية على زيادة ميزانية المؤسسة.
والأفلام المقبلة هي: (الشراع والعاصفة) للمخرج غسان شميط، و(العاشق) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، و(هوى) للمخرجة واحة الراهب، و(صديقي الأخير) للمخرج جود سعيد، و(قصة سورية) فيلم تسجيلي للمخرج الليث حجو.
عن الوطن السورية
مثقفون سوريون: السينما السورية في أيدٍ غير أمينة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية