أطلق فنانون ومثقفون سوريون، من بينهم نبيل المالح وأنطوانيت عازرية وهالة العبد الله وخطيب بدلة وسمر يزبك وعبد القادر شربجي، بيانا طالبوا فيه بإصلاحات في "المؤسسة العامة للسينما"، الجهة الحكومية المنتجة للأفلام في سوريا، مشددين على ضرورة اعادة النظر بهيكلتها.
وربط الموقعون في هذا البيان الصادر عن اكثر من 300 من "المهتمين بشؤون السينما السورية"، ومعظمهم من الشباب، بين تولي الناقد السينمائي محمد الأحمد ادارة المؤسسة وبين "التراجع الكبير الذي حل بالسينما السورية من حيث كم الإنتاج ومستواه الفني".
وأشار الموقعون إلى "الأخبار المتواترة عن انتشار الفساد الإداري والمالي المستشري في أروقة المؤسسة العامة للسينما".
وقال البيان إن "وقع حديث السيد محمد الأحمد عن المخرج الراحل عمر أميرالاي كان شديدا علينا، مما دعانا إلى الخروج عن الصمت".
وكان الأحمد قد تعرض بالنقد لتجربة السينمائي السوري الراحل عمر أميرالاي على شاشة التلفزيون السوري الحكومية غداة وفاة المخرج، المعروف بأفلام تسجيلية أغضبت السلطات السورية وعرضته للمساءلة الأمنية وللمنع من السفر.
واضاف البيان "حديث السيد الأحمد عن الراحل عمر أميرالاي، وهو أحد الرموز السينمائية الهامة في سورية، جاء بعيدا كل البعد عن قواعد النقد الفني السينمائي".
وتابع البيان "دل الحديث لا على استفراد الأحمد بالمؤسسة، وبالسينما السورية كلها، وكأنها مزرعته الشخصية الخاصة فحسب، بل ودل أيضا على جهل كبير بالفن السينمائي لدى من يعتبر المؤتمن على السينما السورية بوصفه ناقدا مميزا".
وأكد البيان "أن الصرح الإنتاجي السينمائي الأكبر في سوريا موضوع بين أيد لا تعرف إمكانيات هذا البلد الزاخر بالمواهب السينمائية في مختلف المجالات".
وأضاف "تزداد ثقتنا بهذا الشعور إذ نستذكر منع الأحمد لعدد من الموهوبين من صنع أفلامهم بسبب خلافات شخصية، وغياب الأفلام التي أنتجتها المؤسسة بالفعل عن العرض الجماهيري".
وطالب الموقعون في ختام بيانهم "بإعادة النظر في هيكلة المؤسسة العامة للسينما من خلال الاستعانة بالخبرات الإنتاجية والفنية الموثوقة والمعترف لها محليا وعالميا بالتميز والأصالة والقدرة على التجديد، بهدف البحث عن آليات إنعاش لهذه المؤسسة المهددة بالتعطل التام، ومساعدة القطاع الخاص وفتح الأبواب أمامه لدخول مجال الإنتاج السينمائي بشكل أوسع".
وكان محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما والناقد السينمائي المعروف قد أدلى بحديث لبرنامج تلفزيوني على الفضائية السورية قال فيه "لدى عمر أميرالاي مشكلة أساسية لم ينتبه أحد إليها من الذين قيموا تجربته، فهو شخص تاه بين السياسي وبين المخرج التسجيلي".
واضاف حينها أن المخرج الراحل "كان سياسيا أكثر من كونه مخرجا سينمائيا".
وتابع الأحمد، الذي يدير المؤسسة العامة للسينما منذ حوالى عشر سنوات "المشكلة في أفلام أميرالاي هي مشكلة كل السينمائيين السوريين، حيث أخفق هؤلاء في نقل البيئة السورية المحلية".
وفيما أشاد الأحمد بفيلم أميرالاي الأول "محاولة عن سد الفرات"، اعتبر ان فيلمه "طوفان في بلاد البعث" كان "منطلقا من مشاعر شخصية ضيقة". وقد تجنب الاحمد في المقابلة ذكر اسم الفيلم كاملا "طوفان في بلاد البعث"، واكتفى بالاشارة اليه باسم "الطوفان".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية