أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فريق مشترك يقيّم مشروع ري بساتين مهين وسط تفاقم ندرة المياه شرق حمص

في ظل التحديات المتصاعدة التي تشهدها مناطق شرق حمص نتيجة ندرة المياه وتراجع الموارد الجوفية، نفّذ فريق مشترك من الهيئة العامة للموارد المائية وعدد من المنظمات الدولية جولة ميدانية على مشروع ري بساتين مهين، بهدف تقييم واقعه واحتياجاته الأساسية لإعادة التأهيل.

تأهيل البنى التحتية
وجاءت الجولة ضمن إطار التعاون بين وزارة الطاقة والموارد المائية والمنظمات الدولية الداعمة لبرامج الإنعاش المبكر، حيث يعمل الفريق على إعداد تقرير تقني شامل حول وضع المشروع ومستوى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لشبكات الري، تمهيداً لوضع خطة إعادة تأهيل تضمن استمرار توفير مياه الري للأراضي الزراعية التابعة للمزارعين في ريف حمص الشرقي.

مشروع حيوي
يُعد مشروع ري بساتين مهين من المشاريع الزراعية الحيوية التي تخدم مساحات واسعة مزروعة باللوز والزيتون والأشجار المثمرة. وقد تراجع أداؤه خلال السنوات الأخيرة بسبب انخفاض كميات المياه المتاحة والضغوط الهيدرولوجية التي أثّر فيها تراجع الهطولات المطرية وتقلّص منسوب الخزانات الجوفية.

وتشير مصادر محلية إلى أن العديد من مناطق شرق حمص، ومنها مهين والقريتين والمخرم، تواجه تحديات جدية في تأمين المياه سواء للاستخدام الزراعي أو المنزلي، الأمر الذي انعكس سلباً على الإنتاج الزراعي وزاد من كلفة الاعتماد على الصهاريج.

دعم الدورة الزراعية
وبحسب وزارة الطاقة والموارد المائية، فإن إعادة تأهيل المشروع تُعد خطوة أساسية لضمان استمرارية الدورة الزراعية، ولتخفيف الأعباء عن المزارعين الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه الشبكات لري أراضيهم. 

كما يهدف التعاون مع المنظمات الدولية إلى تنفيذ عملية التأهيل وفق معايير هندسية مستدامة تضمن ترشيد استخدام المياه وتقليل الفاقد ضمن الشبكات.

أزمة المياه شرق حمص
تعاني المنطقة منذ سنوات من تفاوت كبير في توزيع المياه، خصوصاً في القرى البعيدة عن مصادر الضخ، إضافة إلى اعتماد شريحة واسعة من السكان على الآبار الخاصة التي تراجعت إنتاجيتها بسبب انخفاض مستويات المياه الجوفية. 

وتشير تقارير محلية إلى أن بعض المناطق باتت تعتمد بشكل شبه كامل على الصهاريج، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف الشهرية على الأسر والمزارعين.

خطوات متوقعة
من المتوقع أن يرفع الفريق الفني تقريره خلال الأسابيع المقبلة، متضمناً توصيات تتعلق بصيانة قنوات الري، تحسين منظومة الضخ، وإعادة تأهيل الخزانات والأنابيب، بما يدعم جهود الحد من ندرة المياه وتحسين الخدمة في المنطقة على المدى الطويل.

ويرى الخبير الهيدرولوجي د. سامر الخلف (خبير مستقل في إدارة الموارد المائية) بحسب تصريحات صحفية أن أزمة المياه شرق حمص "هي امتداد طبيعي للضغوط المناخية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، حيث أدت موجات الجفاف المتكررة إلى انخفاض كبير في التغذية الطبيعية للخزانات الجوفية".

ويضيف الخلف أن "إعادة تأهيل مشاريع الري وحدها لا تكفي، ما لم ترافقها إدارة رشيدة لاستخدام المياه، وتطبيق تقنيات الري الحديث كالري بالتنقيط، وتحديث أنظمة الضخ بما يحدّ من الهدر".

وبحسب الخبير الزراعي م. حسام العلي فإن استمرار تراجع منسوب المياه "يهدد استقرار الإنتاج الزراعي في المنطقة، وخاصة المحاصيل المعمرة مثل اللوز والزيتون التي تعتمد على وفرة مياه الري في مراحل معينة من الموسم".

 ويشير العلي إلى أن "المزارعين تكبدوا خلال السنوات الماضية تكاليف إضافية كبيرة بسبب الاعتماد على الصهاريج التي ارتفعت أسعارها مع زيادة الطلب".

السكان يترقبون.. والمشروع يشكّل بارقة أمل
يعوّل الأهالي في مهين والمناطق المجاورة على إعادة تفعيل المشروع، خاصة بعد سنوات من الصعوبات المرتبطة بتأمين مياه الري. ويأمل كثير من المزارعين أن تسهم عملية التأهيل في "إعادة الحياة إلى الأراضي الزراعية وتقليل خسائر المواسم"، وفق ما ذكره أحد المزارعين خلال الجولة.

من المتوقع أن يستكمل الفريق الفني إعداد تقريره خلال الأسابيع المقبلة، متضمناً توصيات تفصيلية تشمل تحسين منظومة الضخ، صيانة قنوات الري، وتحديث شبكات النقل، بما يدعم جهود تعزيز الأمن المائي في ريف حمص الشرقي على المدى الطويل.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(16)    هل أعجبتك المقالة (13)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي