أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناجية من مجزرة الحولة: فقدت 20 فرداً من عائلتها وتنتظر العدالة

مجزرة الحولة.. من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد

فوزية حسين الخلف، أم لثمانية أبناء من مزرعة السد في ريف الحولة، ما زالت تحمل جراح مجزرة 25 أيار/مايو 2012 التي ارتكبها نظام الأسد وميليشياته بحق أهالي المنطقة، حين قُتل أكثر من مئة مدني بطرق وحشية، بينهم نساء وأطفال.

تستعيد فوزية تلك الليلة التي اقتحم فيها المسلحون بيتها، وقتلوا زوجها سمير حسين عبد الرزاق وبناتها الأربع: سوسن (21 عاماً)، هدى (18 عاماً)، ندى (12 عاماً)، والصغيرة التي لم تتجاوز العاشرة. كما قُتلت زوجة ابنها الحامل في شهرها السابع وطفلها الرضيع، إضافة إلى شقيقات وقريبات وأطفال آخرين. وتقول: "قتلوا 20 شخصاً في بيتنا وحده، ولم ينجُ سوى سبعة من أصل 27 كانوا مجتمعين في المنزل".

تروي الناجية كيف جرى إطلاق النار بشكل عشوائي، ثم تعرض من بقي على قيد الحياة للضرب والإهانة والاغتصاب. حاولت فوزية أن تحمي ابنتها الكبرى سوسن من الاغتصاب بتقديم نفسها مكانها، لكن عناصر الميليشيا تناوبوا على اغتصابها قبل أن يعتدوا على ابنتها أمام زوجها الذي كان يحتضر. وتضيف: "اغتصبوني ثم اغتصبوا ابنتي سوسن أمام أبيها، قبل أن يطلقوا النار على رأسه".

تتابع شهادتها المؤلمة: "كان صراخ النساء والأطفال يملأ المكان والدماء متناثرة على الجدران، داسوا الصغيرات بأقدامهم ومزقوا ثيابهن. أحد العناصر من الغوطة ذبح ابنتي سوسن بالسكين وهو يسبها ويسب الله أمامي".

بعد ساعات من الرعب، تمكّن مقاتلون من الجيش الحر من إنقاذ فوزية واثنتين من بناتها واثنين آخرين، وحملوهم على أكتافهم عبر طرق وعرة حتى وصلوا إلى كفرلاها.

تقول فوزية: "لا أتمنى ما عشته لأحد. لم أكن لأصدق أن البشر يمكن أن ينحدروا إلى هذا القدر من الحقد والوحشية. سأروي قصتي دائماً منتظرة العدالة التي تعيد لأبنائي حقهم، وسأحيي ذكرى المجزرة ما حييت".

مجزرة الحولة تبقى واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، إذ قُتل خلالها أكثر من 100 مدني، معظمهم من النساء والأطفال، في مشهد دموي هزّ العالم، ولا تزال ذكراها شاهداً على جرائم لم يُحاسَب مرتكبوها حتى اليوم.

زمان الوصل
(240)    هل أعجبتك المقالة (10)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي