أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"فوق الموتة عَصّة قبر": الشرقية السورية تستنكر "ترند الدبكة"

أثار ترند جديد على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "شاهد قبل الحذف... دبكة في محطة الحجاز"، غضبًا واسعًا بين أهالي المنطقة الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة) في سوريا. 

يظهر الترند أفرادًا يقومون بتصرفات وصفها الكثيرون بالسطحية والمحرجة، مما أدى إلى رد فعل قوي من الذين يشعرون بأن الصورة الحقيقية لمنطقتهم تتعرض للتشويه. 

"هؤلاء لا يمثلوننا لا من قريب ولا من بعيد،" بحسب عدة أصوات من المنطقة عبر عنها الناشط بهاء الدين عبدالله. 

هذا الشعور، الذي يقول بوضوح "هدول ما يمثلوا أخلاقنا، ولا قيمنا، ولا صورتنا الحقيقية"، يلخص إحباطًا عميقًا من التشويه المتصور. 

وأكمل عبدالله: لسنوات طويلة، سعى أهل الشرقية السورية للحفاظ على هويتهم وسط ظروف صعبة، وهو صراع يشعرون بأنه تم تقويضه بعوامل مختلفة، بما في ذلك ما يصفونه بجهود "ممنهجة" من الدراما السورية وبعض الفنانين لتشويه صورتهم. 

تُعرف المنطقة الشرقية من سوريا تاريخيًا بتنوعها، وتسامحها، وتعايشها السلمي. ويؤكد الأهالي على ممارستهم الطويلة للعيش جنبًا إلى جنب مع جميع أطياف المجتمع السوري دون تمييز، مع إظهار الاحترام للجميع. ويقولون: "ما كنا نسأل حدا 'مين أنت؟'، كنا ننظر للناس من منطلق إنساني وأخلاقي قبل كل شيء".

قبل الحرب وخلالها، استقبلت المنطقة السوريين من كل حدب وصوب – من الشام وغوطتها، من حمص، من حلب، ومن كل مدينة سورية – كضيوف مكرمين.

منطقة تحت الحصار، تحارب المفاهيم الخاطئة
ينبع الغضب الحالي من انتشار ما يُنظر إليه على أنه تصرفات فردية "فارغة" تفتقر إلى المسؤولية أو الاحترام، ومع ذلك يتم تضخيمها كصورة لأهل الشرقية. يأتي هذا في وقت تعاني فيه المنطقة من معاناة هائلة.

"نحن ناس عم نعاني"، بحسب الناشط، الذي يسرد سلسلة طويلة من المصاعب:
- داعش قطعتهم وهجرتهم.
- الميليشيات الإيرانية أحرقت بيوتهم.
- الميليشيات العراقية ساهمت في قتلهم.
- نظام الأسد قصفهم وملأ معتقلاته وسجونه بهم. 

وسط هذا الخراب، غالبًا ما يُطرح السؤال: "ليش متحسسين؟" الإجابة واضحة: "لأن أي تشويه إضافي لصورتنا هو طعنة جديدة نحن ما رح نقبلها".

اليوم، مناطق الشرقية مهمشة، محرومة، ومعظمها ليس في أيدي أهلها في الأساس. يتعرض الشباب للاعتقالات والانتهاكات اليومية، ويموت الأطفال على يد ميليشيات لا تفرق بين مدني ومسلح. 

وبدلاً من تسليط الضوء على هذه القضايا الحيوية وسماع صوت الحق، يتم تحويل الانتباه إلى "كم شب طايش".

الحفاظ على الثقافة، ورفض التشويه
يؤكد العبدالله أن اعتراضه ليس اعتذارًا أو اعتراضًا على الدبكة نفسها. على العكس من ذلك، يعربون عن فخرهم الكبير بثقافتهم وتراثهم وعاداتهم.

تكمن المشكلة في السياق: "المكان والزمان والشكل الذي تُقدم فيه هذه الصورة،" مجادلين بأنها خارج سياقها الصحيح و"تؤذي أكثر مما تمثل".

ويؤكد: "ما نرضى انو يتحول اسمنا لترند سلبي،" ولن يقبلوا تكريس صورة نمطية ضدهم بسبب سلوكيات فردية لا تمثل إلا أصحابها. 

لأولئك الذين يرغبون حقًا في معرفة أهل الشرقية، يدعونهم إلى النظر إلى أهلها "بالمخيمات، بالمنفى، بالمعتقلات، بالمدارس، بالجامعات، بين الناس….".

ويصفونهم بأنهم أهل الكرم، والكرامة، والتعب، وأهل النخوة. 

الرسالة قاطعة: "نحن مو هيك، ولا رح نسمح بهيك نماذج تشوه صورتنا قدام باقي السوريين".

زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي