أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

احتجاجات في إدلب ضد وفد IMC بقيادة وفاء صادق: اتهامات بفرض شخصيات موالية الأسد وتهديد بوقف الدعم الإنساني

أثارت الزيارة سخطًا واستياءً واسعًا

تفاجأت الكوادر الطبية العاملة في مشفى الزهراوي بمدينة إدلب، قبل يومين، بزيارة غير معلنة لوفد إداري ودولي من منظمة International Medical Corps (IMC) قادم من العاصمة السورية دمشق، برفقة المديرة القُطرية للمنظمة في سوريا، وفاء صادق، المعروفة بمواقفها العلنية المؤيدة للنظام السوري.

أثارت الزيارة سخطًا واستياءً واسعًا في صفوف العاملين في القطاع الإنساني، خاصة في المكتب الفرعي للمنظمة بمدينة سرمدا والمراكز الطبية المنتشرة في محافظة إدلب. وصف العاملون الزيارة بأنها محاولة لفرض شخصيات موالية للنظام في مواقع حساسة من العمل الإنساني، في مخالفة صريحة لمبدأ الحياد والاستقلالية.

وبحسب مصادر ميدانية موثوقة، مارست إدارة المنظمة ضغوطًا مباشرة عبر تهديد الكوادر المحلية بوقف الدعم الكامل عن سوريا في حال رفضهم القبول بتعيين وفاء صادق (ذات الجنسية البريطانية والأصل السوري) ونائبها غسان السلوم (لبناني الجنسية)، معتبرين ذلك "خيارًا وحيدًا لا بديل عنه".

وفي رد واضح على هذه السياسات، نظّمت الكوادر في مشفى الزهراوي وقفة احتجاجية سلمية بالتزامن مع وصول الوفد إلى مدينة إدلب، عبّر فيها العاملون عن احتجاجهم ورفضهم القاطع لهذه الزيارة، مما دفع الوفد إلى البقاء داخل السيارات وعدم النزول إلى أرض الميدان.

رفع المحتجون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية، حملت شعارات بارزة منها: "الإنسانية لا تتجزأ" و"لا مكان للانحياز في بيئة العمل الإنساني".

وأكد المحتجون أن تولي وفاء صادق هذا المنصب، رغم سجلها المعلن في تأييد النظام السوري، يُشكّل إهانة لضحايا الثورة السورية وتنكّرًا لمآسي الشعب السوري، مشيرين إلى تصريحات سابقة لها تبرر استخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين، وتصف الثوار بـ"الإرهابيين".

تاريخ المنظمة ودورها في سوريا
كانت منظمة IMC من أبرز الفاعلين في سوريا منذ بدايات الثورة، حيث نشطت في مناطق سيطرة النظام تحت اسمها الرسمي، بينما عملت في مناطق المعارضة باسم "هيئة الإغاثة الطبية من أجل سوريا". 

لعبت المنظمة دورًا حيويًا في دعم القطاع الصحي، خاصة في الشمال، خلال موجات النزوح وأزمة كورونا وزلزال شباط 2023، عبر دعم المشافي والمراكز الصحية ومنشآت عالية الجودة.

مطالب الكوادر وتأثير التعيينات
رغم هذا التاريخ، ترى الكوادر اليوم أن ممارسات الإدارة الحالية تقوّض كل ما بُني خلال سنوات، وتُعرّض مستقبل الدعم للخطر، مطالبين بتحقيق شفاف ومراجعة شاملة لسياسات التوظيف والتمثيل.

وقد أثار موضوع تعيين وفاء صادق كمديرة قُطرية للمنظمة بعد دمج مكتبي المنظمة في دمشق وشمال غرب سوريا موجة واسعة من الغضب والاستنكار في أوساط السوريين المنحازين للثورة السورية، وخاصة بين الكوادر الطبية التي اعتبرت هذه التعيينات تجاهلًا متعمدًا لتضحيات الشعب السوري، واستخفافًا بمشاعر الضحايا والناجين، ومحاولة لشرعنة وجود شخصيات ارتبطت بآلة القمع التي هجّرت الملايين ودمّرت البنية التحتية الصحية في البلاد.

واختتم أحد المحتجين بالقول: "هل يُعقل أن يأتي وفد دولي وإقليمي من منظمة إنسانية ليُجبرنا على القبول بوجوه محسوبة على من قتل أهلنا وهجّرنا، ويبتزّنا بلقمة عيشنا؟! هل هذا هو العمل الإنساني الذي يدّعونه؟"

زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي