أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت اليوم، الإثنين، حكمًا بالسجن مدى الحياة على الطبيب السوري علاء موسى، البالغ من العمر 40 عامًا، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب في مستشفيات عسكرية سورية.
ووجدت المحكمة أن موسى مذنب بارتكاب جريمة قتل و18 حالة تعذيب وإيذاء جسدي خطير، بالإضافة إلى جرائم أخرى. وثبت للمحكمة "خطورة الذنب الخاصة"، وهو ما يعني عمليًا استبعاد إمكانية الإفراج المشروط عنه بعد 15 عامًا.
بدأت محاكمة علاء موسى في يناير/كانون الثاني 2022، واستمرت لأكثر من ثلاث سنوات. واتهم الطبيب، الذي كان يعمل في مستشفيات عسكرية في حمص ودمشق خلال عامي 2011 و2012، بتعذيب معتقلين من المعارضة للحكومة السورية. وشملت لائحة الاتهامات أعمالًا وحشية، منها إشعال النار في أعضاء تناسلية لمراهق ورجل آخر بعد سكب الكحول عليهما، وإجراء عمليات جراحية دون تخدير، وقتل سجين بحقنة مميتة.
وقدّم الادعاء العام شهادات وأدلة أثبتت تورط موسى في نظام التعذيب المنهجي الذي كان يمارس في المستشفيات العسكرية السورية ضد معارضي نظام بشار الأسد. وقد وصف شهود عيان كيف تحولت المستشفيات إلى أماكن للتعذيب بدلاً من تقديم الرعاية الطبية.
نفى علاء موسى، الذي وصل إلى ألمانيا في عام 2015 بتأشيرة عمل ومارس الطب كجراح عظام قبل اعتقاله في يونيو/حزيران 2020، جميع التهم الموجهة إليه، وادعى أنه ضحية مؤامرة. إلا أن المحكمة استندت في حكمها إلى شهادات العديد من الضحايا والشهود الذين تعرفوا عليه.
تُعد هذه المحاكمة، التي جرت بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يسمح بمحاكمة الجرائم الخطيرة بغض النظر عن مكان ارتكابها أو جنسية الجاني والضحية، خطوة هامة في محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية