أكدت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن نهجا خطيرا بالهجمات على شمال غربي سوريا تستخدمه قوات الأسد عبر المسيرات الانتحارية التي تزيد من تهديد أرواح السكان، وتعرقل تنقلاتهم في ظل تراجع كبير في الاستجابة الإنسانية وتغافل المجتمع الدولي عن حق السوريين بالحياة والحماية من الهجمات الممنهجة التي تستهدف الأعيان المدنية.
وقالت في تقرير لها إن هجوم بطائرتين مسيرتين انتحاريتين، انطلقتا من مناطق تسيطر عليها قوات النظام وتقتل مدنياً في بلدة كفرنوران غربي إدلب، وألحقت أضرارًا في منزل سكني في ذات البلدة، ما يشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين جراء هذا التصعيد العنيف.
وأضافت أن شخصا مدنيا قتل جراء هجوم بطائرة مسيرة انتحارية استهدفته أثناء قيادته لجرار زراعي في بلدة كفرنوران غربي حلب، يوم الاثنين 11 آذار، واستهدف هجوم آخر مماثل منزلاً سكنياً في البلدة نفسها دون وقوع إصابات، وانطلقت الطائرتان من مناطق تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة.
وتزامن الهجومان، مع قصف مدفعي لقوات النظام استهدف منطقة زراعية بالقرب من البلدة تعرف باسم (عصوص) ولم تتمكن فرقنا من الوصول إليها بسبب رصدها بشكل كبير من قوات النظام ولم تتلقَ فرقنا بلاغاً عن إصابات.
وقُتِل طفلٌ وأصيب 3 مدنيين بينهم طفلان، حالة أحدهما حرجة وهو شقيق الطفل الذي قُتل، إثر استهدافٍ لقوات النظام بصاروخ موجّه، لسيارة مدنيّة كانت تقلّهم من المدرسة إلى منزلهم بالقرب من معملٍ مدنيٍ (معمل حمّيكو) في مدينة دارة عزة غربي حلب، يوم الأحد 10 آذار.
وشهدت مناطق ريف حماة الشمالي الغربي الأحد 10 آذار، هجمات بطائرات مسيرة انتحارية، انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام، استهدفت عدة مناطق في سهل الغاب، توزعت على هجومين بطائرتين مسيرتين انتحاريتين استهدفتا سيارة مدنية في قرية الزقوم، وهجوم بمسيرة انتحارية استهدف سيارة مدنية في قرية الحميدية، فيما استهدف هجومان بطائرتين مسيريتين انتحاريتين أراضٍ زراعية بالقرب من منازل المدنيين في بلدة قسطون بسهل الغاب شمال غربي حماة، دون وقوع إصابات بين المدنيين.
وقتل مدني، يوم الخميس 7 آذار، إثر هجوم بطائرة مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام، واستهدفته على أطراف مدينة دارة عزة غربي حلب، أثناء عمله برعي الأغنام في المنطقة، كما استهدفت عدة هجمات اليوم بطائرات مسيرة انتحارية عدة مناطق بمحيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.
ووثقت فرق الخوذ البيضاء منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ يوم أمس الأحد 10 آذار، 38 هجوماً بطائرات مسيرة انتحارية، واستجابت للهجمات التي استهدفت البيئات المدنية، وأدت الهجمات بالمسيرات التي استهدفت المدنيين واستجابت لها فرقنا لمقتل مدني، وإصابة 11 مدنياً بينهم طفلان.
وقالت إن آثار هذه الهجمات لا تقتصر على الخسائر المباشرة في الأرواح والأضرار في الممتلكات، إذ يشكل استهداف البيئات المدنية والقرى والبلدات و المزارعين والمناطق الزراعية تهديداً لقوت السكان والدخل لعدد كبير من الأسر، ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وستتأثر قدرة السكان على زراعة المحاصيل كما ستزيد هذه الهجمات من عرقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المجتمعات المنكوبة أصلاً بسبب 13 عاماً من الحرب.
واعتبرت أن الفشل المستمر للمجتمع الدولي في وقف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني في سوريا، يفتح الباب مشرعاً لنظام الأسد وروسيا لقتل المدنيين واستخدام منهجيات جديدة في القتل وتحويل مدن السوريين والمرافق العامة وأجساد السوريين لسوق تجرب فيه كل أنواع الأسلحة.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية