أكد مصدر حقوقي لبناني مطلع أن عملية خطف المحامي "طارق شندب" عملية ممنهجة ومدروسة ومخطط لها، معتبرا أن التخطيط لخطف المحامي تم بتواطؤ أمني.
ونوه إلى أن الجيش اللبناني وقائده هو الجهاز الوحيد الذي رفض السير بالمؤامرة وأبطل عميلة الخطف.
وأضاف مصدرنا الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"زمان الوصل" أنه بعد خروج المحامي "طارق شندب" من "مسجد طبّارة" بعد صلاة الجمعة، متجهًا لمنزله، وفي شارع أكرم عويضة"، حيث يسكن تمت عملية الخطف.
وأردف مصدرنا بأن الشارع الذي تمت عملية اختطاف المحامي "شندب" منه بعد صلاة ظهر أمس الجمعة يقطنه عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين والنواب، وتنتشر فيه كاميرات المراقبة، وتمت عملية اختطافه من أمام منزل النائب "جهاد الصمد"، وعلى بعد خطوات من منزل رئيس جهاز المعلومات في قوى الأمن الداخلي في الشمال العقيد "محمد عرب"، وفي الشارع المحاذي، يقع منزل رئيس جهاز الأمن العسكري في الأمن اللبناني سابقًا، فضلًا عن عدد من بيوت كبار الضباط في الجيش والقوى الأمنية.
وتمّت عملية الخطف من قبل سيارتين "مفيمتين"، يستقلهما 6 أشخاص مسلحين غطوا وجوههم بأقنعة سوداء، وترجّل من السيارة الأولى شخصان، وتم اطلاق النار عليه بشكل مباشر، وقد أدى ذلك لتعثره وسقوطه أمام منزل النائب "جهاد الصمد"، فانهالا عليه ضربًا ومن ثم وضعاه في السيارة الأولى.
وتابع مصدرنا: بعد أن تمكّن الخاطفون من وضعه في السيارة، رموا بهاتفه الخليوي، حتى لا تتم المتابعة من خلال الهاتف، وكان الطريق إلى "القصير" السورية كما أخبروه، لكن اطلاق النار الذي جرى وتصوير كاميرات الشارع للحادثة أدّى لتحرّك الأجهزة السيادية بطلب شخصي من رئيس الحكومة "نجيب ميقاتي"، وقائد الجيش اللبناني العماد "جوزيف عون" واللواء "أشرف ريفي"، وتدخل عدد من النوّاب ومنهم النائب "وليد البعريني"، حال دون ذلك حيث أقيمت عدة حواجز أمنية، وجرى تعميم اسم المحامي المخطوف على كافة المنافذ الحدودية.
وأضاف مصدرنا إن هذه التحركات السريعة عرقلت خطة الخاطفين مما دعاهم للتوجه لمنطقة البداوي على بعد 5 كيلومترات من طرابلس حيث توجهوا لمنزل في المنطقة حيث تم فيه احتجاز المحامي "شندب".
وتابع "قائد عملية الخطف يدعى (م-و- ض)، وقال للمحامي شندب أثناء عملية الخطف: هل تحب أن تسلّم للحزب أم للنظام السوري، وأضاف: "مهمتي تسليمك للنظام السوري مقابل 300 ألف دولار".
وأردف مصدرنا :"حين شعر الخاطف باليأس من الوصول للجهة المطلوبة اتصل برئيس بلدية "مشمش" وأخبره أنه على استعداد لإطلاق سراح المحامي شندب مقابل 150 ألف دولار وهي تكاليف دفعها على عمليات المراقبة التي استمرت شهرًا على حد وصفه ! ثم اتصل د. محمد بدرة بالخاطف وعرض عليه الخاطف اطلاق سراح المحامي شندب، حيث بدأ الخاطف بالتنازل حتى وصل لمبلغ 30 ألف دولار.
وأكد مصدرنا "أن المحامي شندب قد عاد إلى لبنان في 29- 3- 2023 بعد غياب عن لبنان دام نحو سنتين، وكان عائدًا لزيارة والدته المريضة، وبعد وصوله لمطار بيروت تم حجز جواز سفره، مؤكدا أن جواز سفره لايزال محتجزا عند إحدى الجهات السيادية، مشيرا إلى أن الخاطف قد أخبر المحامي شندب أثناء إختطافه أنّ عملية التسليم للنظام السوري وتحديدًا للفرقة الرابعة حيث هناك مذكرتا توقيف من قبل النظام السوري باسمه.
واشار إلى أن الضجة الإعلامية التي رافقت عملية الخطف، والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قد دفعت الجيش اللبناني إلى استخدام الطائرات المروحية في تنفيذ إنزال على منطقتي "مشمش" و"مرشحين"،حيث ينتمي الخاطف لمنطقة "مشمش"، ترافق ذلك باعتصام كبير لعدد من شباب طرابلس أمام منزل المحامي "شندب"، مهددين أهل بحرق أملاك أهالي "مشمش" في طرابلس إن لم يتم إطلاق سراحه، ما اضطر زعيمهم الخاطف لإطلاق سراح المحامي "شندب" في الساعة التاسعة ليلًا.
وقال مصدرنا إن قائد عملية الخطف "م- و-ض" مطلوب بأكثر من 76 مذكرة توقيف، من بينها جريمة قتل عسكري لبناني، وهو هارب من السجن، ويعمل في تجارة المخدرات، وأبناء شقيقته من "آل علو" من منطقة "الهرمل"، وهم يقاتلون مع النظام في "القصير"، وتم رفض دفع اي مبلغ كفدية، وهرب الخاطفون بعد الضغط عليهم والمتابعةوالتطويق من قبل الجيش.
ويعرف عن الدكتور المحامي "طارق شندب" مناهضته الشرسة لسياسة ميليشيا "حزب الله" في لبنان والمنطقة، وبوقوفه ومناصرته لثورة الشعب السوري منذ انطلاقتها في آذار/2011.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية