توفي في العاصمة السورية دمشق، أمس الأحد، الأديب والشاعر السوري "شوقي بغدادي"، عن عمر ناهز 95 عاما، قضاها في خدمة الثقافة السورية والعربية.
ونعت "رابطة الكتاب السوريين" بكل الأسى، الشاعر والقاص السوري الكبير شوقي بغدادي، الذي وافته المنية في دمشق مساء يوم 29/01/2023، عن عمر ناهز 95 عاماً، عاشها في خدمة الثقافة السورية.
وأكدت الرابطة أن الراحل أسهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين عام 1951 وفي تأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1969، وعمل على دعم الأدباء الشباب، من خلال المنابر التي عمل فيها محرراً وناصحاً للتجارب الإبداعية الجديدة، في ملحق الثورة الثقافي في سبعينيات القرن الماضي، وفي جريدة الأسبوع الأدبي في الثمانينات أيضاً.
وأوضحت أن الراحل اعتقل في زمن الوحدة بين سوريا ومصر وفي العام 1959 تحديداً حيث بقي في سجن المزة تسعة شهور، وبعد إطلاق سراحه عاد إلى عمله في تدريس اللغة العربية في ثانويات دمشق، وتابع نشاطه السياسي في الأوساط اليسارية السورية.
وصدرت للراحل أعمال أدبية كثيرة نذكر منها: "أكثر من قلب واحد" 1955، لكل حب قصة" 1962، "أشعار لا تحب" 1968، "صوت بحجم الفم" 1974، "بين الوسادة والعنق" 1974، "ليلى بلا عشاق" 1979، "قصص شعرية قصيرة جداً" 1981، "من كل بستان" – مجموعة مختارات شعرية 1982، "عودة الطفل الجميل" 1985″، رؤيا يوحنا الدمشقي" 1991، "شيء يخص الروح" 1996، "البحث عن دمشق" 2003، "ديوان الفرح" 2010، "بعد فوات الأوان" 2021.
كما له عدد من المؤلفات الشعرية للأطفال منها : "عصفور الجنة" – حكايات وأناشيد للأطفال 1982، "القمر فوق السطوح" 1984.
وفي القصة القصيرة: "مهنة اسمها الحلم" 1986، "حينا يبصق دماً" 1954، "بيتها فى سفح الجبل" 1978، "درب إلى القمة".
وأكدت أن الراحل بقي في دمشق، ولم يغادرها رغم الظروف السيئة التي حلت بالمدينة وبسوريا عموماً بعد الحرب الدموية التي شنها نظام الأسد على السوريين بعد انطلاق الثورة السورية، والتي كان للراحل موقف مشرف منها، عبر عنه في غير مكان.
وأشارت على أنه ساهم الراحل في دعم رابطة الكتاب السوريين التي انطلقت في العام 2012، حيث سجل عضويته فيها.
ولفتت إلى أن الراحل أعلن في الأعوام الأخيرة، عن تجهيزه لمجموعة شعرية، تشمل القصائد التي كتبها عن المأساة السورية، ونشرها في جريدة السفير اللبنانية، وضع لها عنوان "جمهورية الخوف"، غير أنه اصدر في العام 2021 ديواناً بعنوان "بعد فوات الأوان" وقد جاء في القصيدة التي منحت الديوان عنوانها: سأعتذر الآن، بعد فوات الأوان، أنا لم أجدد حقولي، ولم أتفق والزمان، وحين عشقت النساء وكنت صغيرا، تركت حصاني ولم أك ممن يجيدون ركب الحصان، كبرت على ظهر قافلة صنعت شاعرا ورمت آخر فتخيلت عندئذ أنني حامل الصولجان. كنت أزرع قمحا، وأحصد في مطلع الصيف حب الزؤان، فإذا عانقتني الصبايا، يخففن عني، شعرت بأن حصادي، مازال يكسب كل الرهان. بلى.. أتذكر جارتنا، كان فستانها واسعا، فأختبأت هناك على بطنها، عندما دفشتني إليه غلاما شقيا، وقد حضر الدركي المدجج فوق الحصان، يفتش عني لأني كسرت الزجاج، فلم يرني وأنا غارق في مغار الأنوثة حيث وجدت الأمان، أو حين ولدت ضحكنا طويلا على راكب الخيل، يسقط عن ظهرها، فوق وحل الهوان.سأعتذر الآن، أني ما زلت أرجو السطور، ويهرب مني الكلام الذي لا يقال، وليس له زمن، أو مكان".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية