مع بداية العام الدراسي ورغم ضعف المناهج الذي مازال سمة رئيسية في مدارسنا إلا أن تعديل مادة السلوك وجعل العلامة فيها مرسبة خفف كثيرا من حاجة المدرسين للضرب لكن لا أدري لماذا يُصّر البعض من مربي الأجيال على الاستمرار في نهج الترهيب بالعصا والصفع على الوجه و(المعس) تحت الأقدام والسلخ بالكرابيج والشحط بالباحة واستخدام عبارات كا ...(يا حيوانات ...ويا حمير... ويا بكم ...ويا هوايش... يا حبيبي يا حيوان )
أيها المدرس : تخيل في كل مرة تدخل بها إلى الصف أن أبنك موجود بين هؤلاء الطلاب هل ستقوم بمخاطبته بنفس هذه الاصطلاحات ...( حيوان ...هردبشت ) أعرف أن هناك تدني معين في سوية الطلاب ولكن من المسؤؤل ؟؟؟ عندما نتحدث عن التربية نحن نتحدث عن أسرة عن مدرسة عن مجتمع عن وطن من منهم يحتاج إلى إعادة نظر
بئس المدرس الذي يحتاج للعصا كي يثبت شخصيته ويفرض نفسه على الطلاب
عاملوهم على أنهم عقول نيرة ستحمل مشاعل العلم والمعرفة وتبني في الوطن وتستمر
دلوهم على مصادر أخرى غير الكتاب وأكثروا من الرحلات العلمية والتعريف بآثار وطنهم
ابنوا أفكارهم واستمعوا لهم وعلموهم النقاش بحرية وجرأة وحاوروهم بأمور الدولة والسياسة والاقتصاد فهم في عمر الإعدادي والثانوي بأمس الحاجة للنقاش بأمور البلد والحوار بالواقع السياسي
متى سيأتي ذالك اليوم الذي ندخل فيه على مدارسنا لنرى المعلم يتحاور مع التلاميذ بكل موضوعية وحيادية وانفتاح أو نرى مجموعة من الطلاب يجرون بحثا ميدانيا في إحدى مناطقنا أو نشاهد طلابنا وهم يجرون مسابقات في كل الميادين وبطريقة فعالة وليست واجبا من اجل تقارير المدرس
متى يأتي اليوم الذي ترسلون به طلابكم ليجرون بحثا ميدانيا عن الحياة السياسية في سوريا
وأن لا يكون حديثهم بهذا الشأن هو شبكة لإيقاعهم بالمحظور وكشف انتمائهم وميولهم السياسية
علموهم أن وطنهم بانتظارهم بانتظار عطائهم وان عطاء الوطن ليس هتافا نزمجره أو شعارا نرفعه أو صورة نعلقها
حيوان ...هردبشت مصطلحات مازالت في عقر مدارسنا ...!
همام كدر- ميسا رجو - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية