ضمن حفل صغير في متحف ولاية بريمن للفنون والتاريخ الثقافي - شمال ألمانيا - ووسط حضور اقتصر على 150 شخصاً فقط بسبب "كورونا"، منحت حكومة الولاية بالتعاون مع وزارة التعاون الاقتصادي والتطوير الاتحادية، الشاب السوري "طارق مزعل" جائزة "المهجر" عن فئة "السلام"، وذلك لجهوده وعمله في مجال العمل التطوعي على مستوى ألمانيا.
وكان "مزعل" وهو من مواليد دير الزور 1999 قد درس حتى الصف الثاني الإعدادي وبعد إغلاق المدارس في مدينته بسبب الحرب لجأ إلى ألمانيا عام 2015 كقاصر دون أهله وفور وصوله إلى مدينة بريمن بدأ الدراسة وتعلم اللغة الألمانية بوقت قياسي لم يتعد الثمانية أشهر -كما يروي لـ"زمان الوصل"-مضيفاً أن اللغة الألمانية كانت بالنسبة له ولباقي اللاجئين صعبة ولكنه كان مصراً على تعلمها وإتقانها لفهم المجتمع الذي بات يعيش فيه.
بعد تعلم اللغة الألمانية ببضعة أشهر قضاها في البيت أتيح لطارق الحصول على تسجيل في إحدى المدارس في الصف العاشر وأكمل الدراسة هناك ليحصل بعدها على شهادة صف العاشر (MSA) التي تسمى الشهادة الوسطى في ألمانيا ليبدأ بعدها بتدريب مهني (إدارة الأعمال) في مجموعة من الشركات وبنفس الوقت بدأ دراسة البكالوريا في تخصص الاقتصاد (تأهيل مزدوج -تدريب مهني+ بكالوريا) ومن المقرر أن ينهي هذه المرحلة العام القادم.
منذ تعلمه اللغة الألمانية بدأ طارق بمساعدة اللاجئين الآخرين من خلال تعبئة بياناتهم وأوراقهم ومرافقتهم إلى الدوائر الحكومية الألمانية، واتجه بعدها -كما يروي- للبحث عن منظمات تساعد اللاجئين ليتطوع فيها فوجد منظمات مثل "AWO ،Caritas ،Fluchtraum، وHelp a Refugee "التي انخرط فيها بالفعل عام 2017 في مجال مساعدة اللاجئين، وولدت في ذهنه وذهن عدد من أصدقائه المتطوعين حينها فكرة جمعية "لاجئ للاجئ" التي تم تسجيلها بشكل رسمي وتعنى بمساعدة اللاجئين وتذليل العقبات التي تعترضهم أياً كانت.
وحول جائزة "المهجر" عن فئة "السلام" أشار طارق إلى أن السيدة "شاهانيم كوركو-فيليب" عضو مجلس الشعب في ولاية بريمن في حزب الخضر والمهتمة بقضايا الاندماج والشباب والأعمال الاجتماعية في المجلس، قامت بترشيحه لهذه الجائزة التي هي عبارة عن جائزة للتطوع المتميز ومدعومة من حكومة ولاية بريمن والوزارة الألمانية الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتطور ومنظمات أخرى تعمل على مجتمع أفضل وحياة أفضل في بريمن وألمانيا وكل العالم.
ونوّه المصدر إلى أن "الهدف من منح الجائزة هو تقوية ودعم الأشخاص المتطوعين والمنظمات الفعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) والمعروفة رسميًا باسم "تحويل عالمنا" (جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة) وهي عبارة عن مجموعة من 17 هدفًا وُضعت من قِبل منظمة الأمم المتحدة العالمية.
- فئة "الناس": للمتطوعين في مجال مكافحة الجوع والفقر والأمية والأمراض.
- فئة "البيئة": للمتطوعين في مجال مكافحة تغيير المناخ وحماية الطبيعة والأرض.
- فئة "الازدهار": دعم والتأكيد على أن يكون لدى جميع الناس حياة سعيدة ميسرة مثل العمل والسكن والأشياء المهمة للعيش.
- فئة "التعاون" لدعم العمل التعاوني في كل الدول من أجل حياة أفضل لجميع الناس.
وتم ترشيح أكثر من 40 شخصاً ومنظمة اختارت اللجان 5 أشخاص منهم كحاملين للجائزة من قبل لجنة مخصصة من أعضاء مجلس الشعب في ولاية بريمن وأشخاص آخرين مثل مدراء مدارس، قسيسيين ومدراء شركات ومؤسسات.
وتم منح المتطوع السوري الشاب هذه الجائزة عن فئة "السلام" لعمله التطوعي عامة في أكثر من منظمة، وخاصةً في منظمته "لاجئ للاجئ" وكان المرشحون من عدد من الدول الإفريقية والعربية مثل سوريا، مصر ودول أخرى.
وعبّر الشاب القادم من ضفاف الفرات عن سعادته بنيل هذه الجائزة التي تعني له الكثير –كما قال- وخاصة أنها ليست الجائزة الأولى بالنسبة له إذ تم منحه من قبل جائزة "المواطنين" من بنك "شباركاسة" (Bürgerpreis)، التي أهداها لـ"جمعية لاجئ للاجئ" وهو أحد أعضاء هيئتها الإدارية، كما تم تكريمه من قبل السيدة "شتاهمان" وزيرة الأعمال الاجتماعية والاندماج في ولاية بريمن) في الكرت التطوع الذهبي (Ehrenamtskarte).
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية