احتفت الأوساط الثقافية والإعلامية في ألمانيا برواية "Leiser Schrei" وهي الرواية الثانية للكاتبة السورية الشابة "سلافا كافي" ذات الـ 18 عاماً باللغة الألمانية بعد روايتها "Zwei Sekunden".
وانتقلت "سلافا" مع عائلتها من مدينة ديريك (المالكية) أواخر العام 2012، وكانت في العاشرة من عمرها إلى ألمانيا وتمكنت من مواجهة مشكلة اللغة الاندماج لأنها كانت صغيرة في السن -كما تروي لـ"زمان الوصل"- مضيفة أن كتابة الرواية أو القصة كان حلمها منذ الطفولة، ولم تكن قد تجاوزت الرابعة عشرة من عمرها عندما تحقق حلمها بإصدار روايتها الأولى "Zwei Sekunden"، التي أنجزتها في وقت كان هناك هجوم كبير على اللاجئين بسبب قدومهم إلى أوروبا بأعداد كثيرة، وكانت غايتها من كتابة الرواية جعل الألمان يغيرون من معاملتهم السيئة حيال أشخاص هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة والوقوف في وجه العنصرية وضرورة الانفتاح والتسامح.
وتتحدث رواية "Zwei Sekunden" (ثانيتان) عن عائلة أجبرتها الظروف على ترك وطنها لتبحث عن حياة أفضل في مكان آخر ولكنها تواجه الكثير من الصعوبات والعراقيل في رحلتها ويتم معاملتها بالكثير من العنصرية في وسطها الجديد.
وتسرد الرواية الصادرة عن دار "tradition" قصة عائلة سورية مكونة من أب وأم وطفلة تولد في بداية القصة وتنقلب حياتهم رأساً على عقب عندما يختفي الأب في ظروف غامضة وتتلقى الأم رسالة أن عليهم الهروب من البلاد لأن الأب تم اقتياده إلى الخدمة الإلزامية فعلاً تخرج الأم وابنتها إلى بلد أوروبي وهناك تواجهان كباقي اللاجئين صعوبات في الغربة، ونظرة الناس والوسط المضيف حتى أن المخيم الذي تعيشان فيه يتعرض للحرق، وذات يوم تجدان نفسيهما وجهاً لوجه أمام الأب وتعود حياتهما إلى طبيعتها تدريجياً، وذات يوم أثناء مظاهرة ضد اللاجئين يتم تفريق الأب عن عائلته من جديد ويتم ضربه واعتقاله فتضطر الزوجة بعد أن تفقد القدرة على حماية طفلتها أن تترك البلاد في رحلة شاقة بشاحنة مغلقة إلى أوروبا.
ولفتت "سلافا" إلى أن الفترة التي قضتها في سوريا، ورغم حداثة سنها آنذاك كان أجمل مرحلة في حياتها ولذلك تحاول أن تجعل هذه الذكريات قريبة منها ومعها منوهة إلى أن كتابة الرواية في سن الرابعة عشر كانت تجربة صعبة بالنسبة لها لأن الكتابة تحتاج إلى صبر وعزيمة وامتلاك لأدوات التعبير، وتابعت أن "الكتابة كانت بالنسبة لي طريقة لإيصال رسالتي وكتبي والتأثير في قناعاتهم وأحكامهم على الآخرين".
وتلقت –حسب قولها- دعماً معنوياً غير محدود من عائلتها وزملائها في المدرسة ومعلمها "Phillip Unsinn" الذي قام بقراءة الرواية ومساعدتها في تصحيحها وتنظيم حفلة توقيع الكتاب. مما كان له دور كبير في نجاح الرواية.
وأشارت الكاتبة الشابة إلى أنها تحاول من خلال ما تكتب تقديم معلومات لا يعرفونها الكثير من الناس عن عاداتنا وتقاليدنا وبخاصة بالنسبة لجيل اللجوء، وجعل القارئ الألماني يتعرف على ثقافتنا وعادات مجتمعنا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية