أنشأ المخرج والممثل السوري المقيم في هولندا "أحمد الحرفي" فرقة مسرحية تضم لاجئين سوريين وهولنديين أطلق عليها اسم "مسرح فضا" لتكون بمثابة بلسم لجراح اللاجئين ومعالجة مشاكلهم النفسية والاجتماعية التي خلفتها تجربة الحرب واللجوء مسنداً إدارة الفرقة لزوجته الممثلة "هدى الحلاق" التي يتشارك معها رحلة الحياة والشغف والأحلام.
وينحدر الحرفي من مدينة دمشق بدأ حياته الفنية من خلال المسرح وشارك في العديد من العروض المسرحية التي قُدمت في أنحاء سوريا وخارجها وانضم عام 2008 إلى فرقة "فضا" للفنون المسرحية التي أسسها "غزوان قهوجي" عام 1997.
وحصلت الفرقة على أفضل عرض وأفضل ممثل بمهرجان دمشق عاصمة الثقافة ونال جائزة أفضل ممثل في مهرجان طلبة سوريا الحادي عشر عام 2011 ومثل سوريا في العراق لمرتين ونال شهادة تقدير، كما شارك في مسلسلين دراميين وهما "لعنة قسم" و"حكاية حارتنا" قبل أن يقف أمام كاميرا السينما ممثلاً في فيلم بعنوان "أحمد مريم" للمخرج "صالح جمال الدين" حصل على 20 جائزة، ونال فيه جائزة أفضل ممثل في إنكلترا 2019، ونالت زوجته "هدى الحلاق" جائزة التميز، كما شارك في فيلمين للمخرج السوري "عروة الأحمد" وهما "سجون غير مرئية" و"برادا".

وكشف محدثنا أن ظروف المخيم لم تكن مساعدة لا على المستوى الفني ولا المستوى اللوجستي ولا المادي على تأسيس مثل هذا المشروع، ولكنه تمكن من جمع 14 شاباً من مستويات ثقافية متعددة بعد أن أقنعهم بفكرة الفرقة، وبدأ بتدريبهم لمدة 7 ساعات يومياً وقدم بعد فترة من التدريب أول عرض كان عبارة عن اسكتش مسرحي بحضور 700 شخص من قاطني المخيم والضيوف الهولنديين، وقدمت الفرقة لاحقاً أكثر من 92 عرضاً مسرحياً في 25 مدينة أوروبية.

والتقط الفنان الحرفي الحديث ليشير إلى أنه لا يزال يعاني من موضوع الاندماج في هولندا رغم مرور 5 سنوات على لجوئه، والاندماج الذي يقصده ليس من ناحية تقبل الآخر، بل من حيث الصورة النمطية التي يكوّنها هذا الآخر عن السوريين ويسمَهم بها والحكم المسبق عليهم.
ويطمح الحرفي للاستمرار في طريق الفن وممارسة شغفه إلى آخر لحظة في حياته والوصول إلى هوليود -كما يقول- وجعل مسرحه "فضا" مدرسة فنية.
وبدورها عبّرت "هدى" عن طموحها بأن تجد نتيجة تعبها وأن تحقق طموحاتها المرجوة وتجتاز الصعوبات الكثيرة التي تواجهها.
ولفتت إلى أنها تتشارك مع زوجها نفس الشغف والأحلام مما سهّل لهما الطريق كحياة زوجية، ومدّها بالطاقة والقوة وجعلها تكمل وتحارب من أجل حلمها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية